17 نوفمبر، 2024 2:00 م
Search
Close this search box.

الصين وامريكا مَن سيهزم مَن؟

الصين وامريكا مَن سيهزم مَن؟

المتابع الجيّد للعلاقات الصينية الامريكية، والتي هي تتأرجح كأراجيح العيد لدى الاطفال، المتابع يعي وبدقة متناهية، بأنَّ الطرفين احدهما يتحاين الآخر للانقضاض على خصمه في أول فرصة سانحة له.

فأمريكا هي القوة العظمة المهيمنة على العالم، كما هي ترى، ويؤيدها الواقع، بعد أن انتصرت على الاتحاد السوفيتي سابقا، وقبلها قد وضعت المانيا واليابان في جيبها، فلا يحركان ساكنا، فضلا عن جُل دول الشرق الاوسط المغلوب على أمره. فلم يبق الا كوريا الشمالية والصين، واذا استثنينا كوريا فأن الصين هي الخضم العنيد لأمريكا، وهي اكبر دولة صناعية وكذلك عسكرية في المنطقة، ذلك لما تتمتع به من امكانيات كبيرة في هذا الاطار، فترى إنها هي الاوُلى بقيادة العالم، إن صح التعبير، وامريكا تحسب لها الف حساب، وبحساب الاقتصاديين فأن الصين هي صاحبة الاقتصاد الناهض في العالم ولا يمكن لأمريكا أن تقف ازائها في هذا الجانب، فأمريكا لا تغض البصر عن ذلك.

والحقيقة أنَّ الصين تتمتع بذكاء، وهي ليس كأمريكا التي تتدخل عسكريًا هنا وهناك، وقد فشلت في العراق وافغانستان وغيرهما من الدول، حيث فشلت فشلا ذريعًا، والصين من جانبها تراقب عن كثب ما تفعله امريكا، وتترصد اخطاؤها وترى كيف أن اقتصادها قد انهار في اكثر من مرة؛ بينما اقتصاد الصين ما زال قوي متين.

كما أنَّ امريكا لا تريد أن تناطح الصين، والصين تشتغل على نار هادئة في طهي وجباتها الدسمة، والتي تُعبّر عنها باقتصادها المتين؛ بمعنى أن الصين ليست كأمريكا في استخدام قوتها العضلية من خلال تدخلاتها في العديد من الدول العربية والعالمية؛ بل أنَّ الصين تستخدم عقلها الاقتصادي.

الخبر الذي هز العالم يوم أمس هو أن الصين استطاعت أن تهكر: الواتساب و التلجرام  والفيسبوك حتى خسرت الشركات واصحاب الاسهم ملايين الدولارات، واوعزت ذلك الى طفل يبلغ من العمر الثالثة عشرة عاما (بحسب الخبر الذي تناولته بعض وسائل الإعلام)، في رسالة واضحة للإدارة الامريكية أنَّ الصين بإمكانها أن تتغلب على الولايات المتحدة الامريكية، لا عسكريًا بل اقتصاديًا، وكلنا على دراية بأن الاقتصاد هو السلاح الاكثر فتكاً والذي يهزم العدو، لأن قوة الاقتصاد تفوق قوة السلاح بحساب علماء الاقتصاد.

ثم لا ننسى أن الادارة الامريكية لاتزال تتهم الصين بأنها هي من افتعل فايروس كورونا (كوفيد 12) كحرب بايدلوجية، الا أنَّ الصين لم تسيطر على الفايروس، فكانت النتيجة ما هي معروفة.

ويبقى السؤال: يا ترى هل أن الصين بما فعلته يوم أمس هي حملة من حملاتها الاقتصادية ضد خصمها امريكا، أم ماذا؟. وبرأيي هي لعبة اقتصادية سيفوز بها من هو الاكثر ذكاءًا.

أحدث المقالات