18 ديسمبر، 2024 6:43 م

الصين إسرائيل السعودية.. مصالح مشتركة وأهداف متفاوتة

الصين إسرائيل السعودية.. مصالح مشتركة وأهداف متفاوتة

لم يكن غريبًا أن يتجه رئيس وزراء إسرائيل إلى الصين بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين بـ 24 ساعة فقط
فالأمر يبدو للوهلة الأولى استفهام كبير حول تفسير الرابط المشترك بين الزيارتين وما هى المصالح المشتركة لدولتين دينيتين مثل إسرائيل والسعودية إلا أنه بالتفنيد الأتى نستطيع التوصل للأسباب الحقيقية وراء الزيارتين؛

فبالنسبة للسعودية : هدفت السعودية من الصين توقيع اتفاقيات و مذكرات تفاهم بقيمة 65 مليار دولار تشمل القطاعات التجارية و الاقتصادية و العسكرية و الأمنية، لكن العاهل السعودى اجتمع بالرئيس الصينى لساعات على انفراد وبعد الاجتماع ، قال العاهل السعودى
” هذه الزيارة ستدفع علاقاتنا قدما وتؤدي إلى تحسن نوعيتها باستمرار ”
فى مقابل ذلك أعلن رئيس الصين رغبة بلاده في عقد تعاون استراتيجي مع السعودية، وتطلعها إلى تنفيذ المشاريع الجديدة
أما بالنسبة لإسرائيل، فكانت أهدافها هى :
1- الاحتفال بالذكرى الـ 25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين
2- تحقق أكبر نفاذ لشركاتها فى الأسواق الصينية.، لأن نتنياهو قال ” إنه سيترأس منتدى اقتصاديا بحضور أكثر من 500 ضيف مهم ”
3- إعطاء ضوء أخضر للتجار و المستثمرين الصينيين لتوثيق علاقاتهم مع إسرائي
4- النهوض بالواقع البحثي المشترك مع الصين، لان الصين متقدمة جدًا في مجال تكنولوجيا المياه والطب والمدن الذكية وعلوم الأعصاب.
هذا بالإضافة أن الصين هي أكبر شريك تجاري لإسرائيل في قارة آسيا، وثالث أكبر شريك لها على مستوى العالم بحجم تبادل تجاري يصل إلى 11 مليار دولار
لكن بالغم مما سبق ، لم يتم التوصل بعد عن اهداف الصين من كل من السعودية وإسرائيل وهل هناك هدف مشترك بين السعودية واسرائيل عند الصين ؟
الإجابة نعم، الصين لها أهداف فى كل من الدولتين وهى اختراقهم اقتصاديًا من خلال تمكين رجال الأعمال الصينين وتسويق المنتجات الصينية فى أسواق جديدة وبكميات أكبر وهذا بيدعم التواجد العسكرى الصينى الموجود فى جيبوتى ومضيق باب المندب وفى نفس الوقت امتداد لنفوذ الصين فى قارة آسيا
اما بالنسبة للسعودية واسرائيل فلهم هدف مشترك بالفعل من الصين، هو استغلال الصين كعضو دائم فى مجلس الأمن لمنع او للتصدى لايران فى أى محاولات لامتلاكها النووى وتدخلها فى سوريا بشكل يزيد من نفوذها خاصة بعد الاعلان عن احتمالية انشاء قاعدة عسكرية بحرية ايرانية فى سوريا وهذا ما جعل كل من اردوغان ونتيناهو يسرعوا إلى بوتين ومن بعده الصين الأن.

*دكتور العلاقات الدولية والأمن القومى
زميل كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية