امتازت السنين الأربعة في وطننا العربي, بتظاهرات بانت أول الأمر أنها شعبية, بدأت بمطالبات مشروعة للشعوب العربية, سرعان ما بانت النوايا المبطنة, التي كان يخفيها أصحاب الفكر الشاذ.
فمن تونس بدأت الشرارة, الى سوريا وكأنه إقامة حدود جديدة, التي كان يطالب شعبها أول الأمر, بإسقاط نظام الأسد باعتباره نظاما دكتاتوري علماني, حيث زج الفكر الإسلامي المتشدد في الساحة, ليجري ما يجري ولحد الآن, من تخريبٍ وسفك دماء.
ليبيا أو ما أطلق عليها, الجماهيرية العربية الليبية, تلك الدولة التي حُكِمَت لعقود, تحت ظل فكر متأرجح, يثير سخرية أغلب قادة وزعماء الشعوب العربية, فأفكاره غريبة لحد أنه وُصِفَ بالجنون! ينتهي الأمر بمقتل القذافي, ليبدأ عهد الصراع على السلطة, وسيل دماء لا تعرف له نهاية.
جمهورية مصر العربية, قادَ التظاهرات شباب واعٍ, اعتصام حضاري, وقف الجيش فيه موقف الراعي, للحفاظ على الأمن, والمحافظة على المال العام, سرعان ما تم سرقة جهوده شباب الحرية, من قبل فئة الإخوان المسلمين, الذين عاثوا في البلاد قتلا وتنكيلاً, مرتدية رداء الإسلام, لينالوا على تعاطف المصريين.
عام واحد فقط, تم كشف حجم المؤامرة, فانتفض الجيش مع الشباب المصري, ليسحبوا البساط من تحت سراق الأفكار, مع أنهم زرعوا القاعدة باسم رجال الدولة الإسلامية, بسيناء وحواضن في المحافظات, إلا أن ذلك لم يوقف الانجاز الحكومي, بقيادة السيسي, فقام بافتتاح قناة السويس الثانية باحتفال مهيب.
أما في العراق, فلنا تجارب مريرة, خروج من الدكتاتورية البعثية, مرورا بالاحتلال وما صاحبه من دخول عناصر القاعدة الإرهابية, إلى سيطرة من لا خبرة له في الحُكم والإدارة, جهل سياسي أصبح مركباً! فلا هو بالحاكم وليس بمعارضة! ليضيع ثلث العراق, وتهدر مليارات الدولارات, تحت ظل الفساد, الذي جعل البلاد تفتقد لأدنى مقومات الخدمات!
أثيرت عواطف أهالي المحافظات الغربية, تحت ظل طائفية مقيتة, كُلِّلَت بسيطرة تنظيم داعش, لهشاشة الحكم المركزي, تكون حشد شعبي بفتوى المرجعية, يحاول بعض الساسة سرقة جهوده! بعد أن فشلوا بكل شيء, لتجتاح عدوى الصيف العربي, الى محافظات الوسط والجنوب.
فهل ستقوم الحكومة الجديدة, بالسعي الجدي والحثيث, بتقديم إنجاز بمحاسبة الفاسدين, وإقامة العدل المطلوب, قبل أن يحرق صيف الفاشلين, عراق ما بعد التغيير.؟