23 ديسمبر، 2024 5:26 ص

الصورة التلفزيونية لدولة الرئيس عادل عبد المهدي

الصورة التلفزيونية لدولة الرئيس عادل عبد المهدي

لم اكن اعرف شخصية السيد عادل عبد المهدي رغم توليه مناصب عده , ولكن عندما شاءت الصدفه السياسية واصبح رئيسا لمجلس الوزراء واخذت الاضواء تسلط عليه بدأت ملامح شخصيته تتوضح يوما بعد اخر , ولست هنا بمعرض تحليل هذه الشخصيه ولكني اجد من الاهمية تناول ظهوره الاعلامي والتلفزيوني على وجه الخصوص , ذلك ان هذا الظهور سرعان مايكشف عن الملامح المهمة وبشكل صوري وواقعي .

لعل اول ظهور لهذه الشخصية والذي شكل صدمة قوية لدى المتلقي هو ظهوره في قبة البرلمان وهو يقدم تشكيلته الوزارية حين استجاب الى اشارة السيد نصار الربيعي والنائب صباح الساعدي بالتوقف عند هذا الحد من الاسماء , ولان هذا كان الظهور الاول بالصورة والصوت , ولانه مرشح عن كتلة سائرون والفتح فان استجابته للتوقف يمكن استيعابها و تبريرها بشكل او بأخر رغم انها وضعت الاشاره الاولى على طبيعة هذه الشحصيه .

اما الظهور الثاني للسيد رئيس الوزراء كان في علوة الرشيد , وهو ظهور يبدو جيدا ومناسبا للوهلة الاولى ولكن هذه الزياره لهذا المكان لاتتناسب مع شخصية اول مايميزها كونها عقلا اقتصايا اذ كان من الاولى ان تكون هذه الزيارة لاحد المصانع المعطله للوقوف على الاسباب ميدانيا والتاكيد على ضرورة اعادة الحياة للمصانع المعطلة .

وقد تكرر ظهور السيد رئيس الوزراء مع عدد من مقدمي البرامج السياسية في الفضائيات العراقية وهو يتحدث ثم يجيب عن سؤال لكل منهم , ولم تكشف هذه اللقاءات المتكررة عن اية ضرورة بدليل انها لم تستمر وتوقفت دون ان تترك اثرا , وهذا هو الحال بالنسبة للظهور في المؤتمر الصحفي الاسبوعي .

وقبل ان ننتقل الى الصورتين الاخيرتين المتمثلتين بالخطاب الاول الذي جاء بعد تظاهرات الاول من اكتوبر والثاني الذي جاء ليلة التظاهرات في 25 اكتوبر لابد من الاشارة الى الظهور المتميز للسيد رئيس الوزراء وهو يتابع عملية رفع الحواجز الكونكريتيه فجرا وكان بمعيتيه السيدة امينة بغداد وبعض الشخصيات المدنيه والعسكرية , وظهوره المتميز في محافظة البصرة في احدى المحطات الكهربائية , اذ كان للوقت والمكان اثرا كبيرا في هذا الظهور المتميز .

اما بالنسبة للصورتين الاخيرتين لظهور السيد رئيس الوزراء والمتمثلتين بالقاءه الخطابين اللذين لهما علاقة بالتظاهرات فقد كشفتا عن عدم اهتمام هذا الرجل بالاشياء المهمه , وقد ياتي هذا من كونه شخصية بسيطه ومتواضعه , ولكننا والعالم كله ينظر اليه ويتعامل معه كرئيس وزراء العراق ليس عادل عبد المهدي المواطن والانسان !!

لقد ظهر في الخطاب الاول الذي تاخر بثه كثيرا حتى تجاوز الثانية صباحا مرتبكا رغم ان الخطاب لم يكن مباشرا , ولم يكن موفقا في اختيار المكان حيث ظهر جالسا على طاولة بسيطة جدا لاتتناسب والخلفية المزدحمة بالاعلام العراقية فضلا عن كون ماجاء في هذا الخطاب لايستحق هذا التاخير وقد كتبت في يومها مقالا بعنوان(الورقة المفقودة في كلمة عادل عبد المهدي ) .

اما صورته في الخطاب الثاني والذي هو الاخر جاء متاخرا فانه استبدل بعض الوسائل , فقد استبدل الاوراق بالقراءه المباشرة من الكاميرا واختار مكانا يثير الدهشة والاستغراب , هذه المره يظهر وخلفه مكتبة وعلم عراقي , وبصراحة لم اتوصل الى معرفة العلاقة مابين المكتبة والعلم العراقي !! وكذلك اختلفت هذه الصورة عن سابقتها رغم تشابه المضمون في استخدامه لوسيلتين , فبعد ان انتهى من قراءة خطابه , ويبدو انه لم يقتنع بما جاء فيه راح يتحدث عن امور اخرى غير مكتوبة مما اوقعه في مشاكل كان في غنى عنها , فمن لايعرف ان السيد عادل عبد المهدي استلم المنصب وهناك مشاكل وازمات متراكمة لسنوات سابقة , ومن لايعرف ان الوضع بشكل عام اقل مايقال عنه انه سيئ وبحاجة الى من يرتقي به من خلال وضع الحلول الناجعة وماالفائدة من القاء المسؤولية على من سبقوه ؟ من منا لايعرف ذلك ؟ انه كلام جاء ليغطي على ماجاء في الكلمة المكتوبة الذي سرعان مالاقى الرفض من قبل المتظاهرين .

ان الظهور التلفزيوني لشخصية رئيس الوزراء لابد وان يخضع للاستشارة وان يرتبط بهدف معين وان يكون مكتملا شكلا ومضمونا لكي يكون عاكسا لصورة العراق قبل ان يكون عاكسا لصورة سخص رئيس الوزراء .