18 نوفمبر، 2024 12:49 ص
Search
Close this search box.

الصوت الفاضل…

ـــ عراق… عراق… ليس سوى العراق … آخر صوت فاضل لشاعر العراق بدر شاكر السياب, صرخة النفس الأخير في مستشفيات الخليج, هكذا هم مبدعو العراق قطعت فيهم سلطات التبعية والعمالة آخر شريان لعودتهم فمات اغلبهم في المنافي ولازال الموت يصطاد المتبقي وعراق حلمهم الجميل صار مكباً لأنتهازيي شرطة الثقافة من مجندي اسوأ حكومة صفقة تقدم لنا امريكا صديقة والسعودية شقيقة تكافح الأرهاب.
ـــ “عراق…عراق… ليس سوى العراق” نحمله في ملح دمنا كما يحملنا في ملح ترابه, ليس لنا سواه كما ليس له سوانا, منه وفيه تشكلنا انتماء وولاء, كل من دخله وافد صار له وطن وفيه مواطن له ما للآخرين من حقوق وكالآخرين عليه واجبات المواطنة ووحدة المشتركات وتجمعهم خطوطهم الحمراء في الا ينقسموا كي لا يُقتسموا والأرض تنتمي للأرض وعوقها وربما موتها في قطع جزء منها.
ـــ لا يمكن لوطني عاقل سليم الرؤيا ان يضع قوميته او دينه وطائفته ومذهبة فوق الوطن الا اذا كان مصاباً بداء السمسرة, جرب الفكر القومي فسقط الى حضيض الحفرة وترك الوطن للهاوية ويجرب الآن الفكر الأسلامي المتطرف فأصبح لعنة كونية وفتنة داخلية تفترس ذاتها وتشعل حرائقها في الآخر.
ـــ على العراقيين ان يهتفوا بصوتهم الفاضل من داخل فضاءات الوطنية العراقية كشاعرهم السياب ويعيدون تجذير مشروعهم العراقي وديمقراطية لمجتمع وطني فمن لا وطن له لا قومية ولا دين ولا مذهب له ومن يدعي غير ذلك فهو كاذب محتال كما هو حاصل الآن.
ـــ العراق واحد ومجتمعه موحد عبر التاريخ والجغرافية وعراقة الأشياء ولازال على ارضه احفاد لأجداد وارث موحد مع الذاكرة ولا يمكن للأرض ان تتمرد على ذاتها ومن يعتقد ان العراق لا وجود له ويجب ان يُقسّم ويُقتسم ليسرق له امارة للسمسرة, هذا اللقيط هو وحده الذي لا وجود له وعليه الآن ان يطوي خيام عشيرته وينصرف.
ـــ على المثقف الوطني ان يكون صوته فاضلاً صادقاً واضحاً شجاعاً ليمنح الحراك الشعبي ما يسعف الوعي الجمعيي ويغنيه بالحقائق التاريخية ويرفع غبار التسويف عن واقع النكبة ولا يستهلك الوقت والجهد في تسويق نفسه بما لا تستحقه عبر مقالات وتحليلات عائمة المضامين, المنافع الشخصية والمكاسب الطارئة تدفع دائماً الى الحضيض, لا ينهض العراق ان لم تستعيد الثقافة الوطنية دورها ويكون المثقف في الطليعة, قد تكون المرحلة جارحة مثيرة للأحباط احياناً لكن هذا لا يعطي مبرر للمثقف ان ينكسر ويستسلم, انه خذلان لا تغفره الأمة لمثقفيها.

أحدث المقالات