23 ديسمبر، 2024 11:09 م

الصواريخ الروسية عابرة للقارات عابرة للغايات

الصواريخ الروسية عابرة للقارات عابرة للغايات

المسافة أكثر من 1500 كيلو متر والأهداف التي تذهب لها تلك الصواريخ الروسية أهداف صغيرة لا ترتقي الى أهداف تعالج بصواريخ عابرة للقارات ترسل من بحر قزوين ولا الى كل هذه المسافات لأن تلك الاهداف في المنظور الحربي يجب أن تعالج عن قرب او من مسافات قريبة تحت اشراف مراصد وتوجيهات عن قرب بالإضافة الى أن اكثر تلك الاهداف الداعشية هي عبارة عن تجمعات بشرية وليس بنى فوقية أو تحتية ضخمة كالجسور او مجمعات ماء او مدرجات للطائرات او حتى بنايات مهمة كالعسكرية مثلا لكل الذي يجري في سوريا هو عبارة عن حرب اشتباكات أكثر منها حرب تدميرية والمعلوم أن
الصواريخ وخاصة البالستية العملاقة لها تأثيرات تدميرية تتجاوز عشرات بل مئاة الاطنان وهذا لا يصل لاستخدام مثل تلك القوة الجبارة .
لماذا اذن تستخدم روسيا هذه الصواريخ وتعزز استخدامها لها بالصور والفيدوات وتحرص على ان تنشر ايضا صور لقوتها التدميرية حتى ترسم مساراتها ووقت وصولها الى أهدافها وإظهار كل ميزاتها على أجهزة الحاسوب وعلى الخريطة ؟
من الواضح أن روسيا كانت لها الكثير من الاهداف والمصالح في تواجدها في سوريا ابتداءا من اليوم الاول الى ان تنتهي المعركة فالمصالح لها الاهمية الاولى في التحرك الروسي وليس من المعقول ان تأتي روسيا بكل تلك القوات والفرقاطات والبارجات من أجل عيون بشار الاسد والبقاء على حكومته من السقوط وأعادة هيبته ثانية بعد ان كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل على ايدي الفصائل المسلحة ضده .
لماذا أهتمت روسيا أكثر ما اهتمت باستعراض قوتها في سوريا وخاصة تلك الصواريخ ؟ طبعا الهدف الاول لروسيا هو محاكاة حلف الناتو القريب جدا من الاراضي الروسية والذي يتكون من الدول الاوربية القريبة من الارض الروسية وأعلامهم بان القوة الصاروخية الروسية من الممكن أن تطال كل الاتحاد الاوربي وبسهولة وأيضا بكبسة زر ,, وأيضا لتوضيح الصورة الاكثر أهمية بأن تلك الصواريخ التي تمر على عدة دول لتصل الى أهداف التي لا تتجاوز مساحة النصف كيلو متر مربع بل حتى أحيان لا تتجاوز مساحة مسكن بسيط اي أن روسيا تريد ان تقول أن الدقة المتناهية لإصابة الاهداف
جدا متقدمة وتكاد أن تكون خرافية بالإضافة الى ذالك الهدف أن روسيا أعلنت وبصراحة أنها الند القوي لأمريكا ومجابهتها في حال القيام بأي تحرك لا يرضي الكرملين وأن الاهداف في كل دول العالم هي تحت المرمى الصاروخي لروسيا ,,ولا بد من الاشارة أن روسيا في دعايتها لتلك التحركات قد استفادت كثيرا من الهوليود الامريكي في أخراج وتصوير القوات العسكرية الامريكية وترسانتها وتعامل جنودها مع الاهداف ومع الاسلحة اي أن روسيا اخذت الكثير من التفاصيل المؤثرة اعلاميا على الرأي العالمي وعلى العدو بالذات وهو يرى الجندي الاحمر كيف يتعامل مع تلك الاسلحة
عندما كان يرى يوميا المارينز الامريكي وهو يتسيد على قمة التعامل وعلى الظهور بالرجل الذي لا يقهر او المسدس الذي لا تنتهي ذخيرته .
من المؤكد أن هذا العرض الروسي لكل هذه الاسلحة وتحقيق أهدافها بسرعة في ايام فاقت ما تقوم به أمريكا وتحالفها المتكون من 60 دولة في اربعة ايام وبين ما تعلن عنه أمريكا في سنة تقريبا يعطي اشارة واضحة استغلتها روسيا بحرفية أن السلاح الروسي يتمتع بمواصفات تدميرية عالية وبدقة متناهية وبسرعة التعامل مع الاهداف المتحركة والثابتة مما يعني أن المعارض العسكرية للأسلحة ستكون في المستقبل القريب وفي اي معرض قادم هو قبلة لتجار الاسلحة وللدول الراغبة بتحديث اسلحتها وتنويعها وشراء اسلحة ربما بأسعار اقل بكثير من الاسلحة الاوربية والأمريكية
والاسرائيلية وبجودة عالية ,,
والهدف الكبير الاخر لموسكو ايضا في التعامل مع القضية السورية هو اعادة الثقة للمجتمع الروسي والناخب الذي بدأ وقبل فترة يتململ من السياسات البوتينية والتدهور الاقتصادي والتعامل مع الاسعار النفطية والطبيعية التي تعتبر روسيا من الدول المصدرة للغاز والنفط وهذه المرة بكيفية التعامل مع المنافس لروسيا في السوق الذي ربما يفتح ابوابه على مصارعها في تغيير الكثير من التخوفات والشعور بالتعاملات الروسية والبورصات في ضل تدهور الروبل اي ان المواطن سيعيد الثقة ايضا بسياسة حكومته في التعامل مع القضايا الدولية ويعيد لنفسه الفخر يوم كان
الاتحاد السوفيتي وبدخول دباباته الاولى الى كابل اواسط السبعينات من القرن الماضي قد ارتفع سعر النفط ليصل لأول مرة الى 110 دولار للبرميل الواحد ليشعر مواطنيه أن السياسة والحرب هما غاية للعيش برفاهية المواطن الروسي الطيب الذي ينتظر من حكومته التصرف بحكمة في التعامل مع مصالحه .
أعتقد أن روسيا لعبت على كل الجبهات السياسية والاقتصادية والعسكرية بحرفية لاول مرة منذ تدخلها في القرم وتعاملها الفوضوي مع القضية الاوكرانية التي غيرت الكثير من المفاهيم لدولية نحو روسيا لتعيد روسيا الامور الى نصابها الصحيح هذه المرة .
اهداف كثيرة وغايات استطاع بوتين رجل المخابرات الروسي التعامل معها هذه المرة وكما يعتقد البعض وأعتقد أن تلك الاسئلة ربما ستكون الاجوبة عليها بسهولة ويسر يوم ينهي الكرملين التواجد الداعشي في سوريا ولعله يتوجه الى العراق في حال طلب منه ذالك وستكون وقتها كل الاهداف والغايات بيد رجل روسيا ذات ملمس كملمس الحرير الصيني .

[email protected]