23 ديسمبر، 2024 9:44 ص

الصهيوامريكا والحشد المرجعي…. ضرتان لا يجتمعا

الصهيوامريكا والحشد المرجعي…. ضرتان لا يجتمعا

أمريكا صاحبة السياسة الكبرى, والدهاء المعروف, لم تنجح سياستها في العراق, يبدو وإنها لم تخطط لما بعد الإحاطة بصدام حسين, فهي لم تستطيع تأسيس أطر نابعة من واقع الحال الحقيقي, كما وان سياستها المفرطة فتحت أبواب جهنم على مصراعيها.

لم يكن في أذهان الساسة الأمريكيين المتلهفين دوما للنصر, أن ينتبهوا إلى أكبر خطأ تاريخي لهم في العراق, وهو تأسيس مجلس الحكم أبان دخولهم العراق, الذي لم يبقى على أعضاءه الفاعلين الآن على الساحة, هذا يعني انه أسس على أساس خاطئ, فالساسة العراقيون اليوم أغلبهم لم يطيعوا لأوامر أمريكا, لينقلب السحر على الساحر, كون أمريكا أدخلت جزء كبير من عملائها في مجلس الحكم, وتركت ساسة معدودين فيه, ليوهموا الناس بأن مجلس الحكم مكون من عامة الطوائف.

حاولت أمريكا أن تتلاعب في سياسة العراق, لكن الساسة الأمريكيون تفاجئوا بمرجعية الشيعة, ومدى طاعة الشعب لهكذا مسمى, لتسير الرياح عكس ما تشتهيه السفن الأمريكية, أبت المرجعية إلا أن تكون الانتخابات هي من تحدد مصير الأمة, فأجريت الانتخابات بغير تخطيط أمريكي بل أصبحت فرض, وكذلك كتب دستور عراقي بأيادي عراقية منتخبة وصوت عليه العراقيين, بهذا وغيره فشلت السياسة الأمريكية في العراق, لاسيما وهم يذوقون أقسى العذابات من رجال المقاومة الإسلامية, ليرضخوا إلى عقد الاتفاقية الأمنية (العراقية-الأمريكية).

لا تزال أمريكا تسير على مبدأ (أيزنهاور), الرئيس ال34 الذي تولى حكم الولايات المتحدة, والقائل (يجب إدارة الأزمة وليس إنهاءها), فأمريكا لم تتدخل في أزمة وتحلها, فتميل دائما إلى خلق منطقة نزاعات, اليوم تتعامل مع العراق وفق هذا المبدأ.

مرة أخرى يرغم أنف أمريكا من قبل المرجعية, بعد دخول داعش العراق وتماديه في إراقة الدماء, صدح صوت المرجعية عاليا ليشكل حشدا عظيما, أخذ على عاتقه تحرير جرف النصر وديالى وامرلي وتكريت, لتصب الأنظار نحو الانبار لتطهرها من براثن داعش الصهيوامريكي.

اوباما أول سقوط الموصل قال؛ نحتاج إلى ثلاث سنوات لإنهاء داعش!! هنا السؤال من تكن داعش لتحتاج أمريكا سنوات لإبادتها؟؟ أمريكا اليوم تتدخل في معارك العراق ليس لانهاءها, وهي من جعلت الرمادي تسقط, بمنعها الحشد الشعبي, لزيادة أمد المعركة, فالأمور اتضحت وهنالك أيادي أصبحت ليست خفية في معاركنا مع الإرهاب العالمي, فأمريكا جزءا من داعش وداعش جزءا منها, فمعركتنا اليوم في الانبار مع أمريكا لا مع داعش.

يا رجالات المرجعية وحشدها, بعد إن تحرروا الرمادي, والذي بات تحريرها مسألة وقت, أقتلوا كل من تصادفونه في طريقكم, فأهلها قد نزحوا منها ولم يتبقى فيها إلا الخونة والقتلة, لا تلتفتوا للأهازيج والورود التي ستلقى عليكم, فكل وردة بداخلها بركان من الحقد ولو استطاعوا لجعلوها عبوه, سيروا ولا تتركوا بشر فالحقد هنالك متأصل.