وتعني ” تقديس غير المقدس وإعتباره الحق المطلق وما دونه الباطل المطلق، يمتلك الحصانة من النقد أو الملاحظة” ويقول أهل العرفان “أن أم الأصنام هو صنم نفسك”، في الأولى، نحن من نسعى لعبودية جديدة، ننأى بها عن كل ما يقدحها أو يحط من “سموها”، والثانية تتيح لـ”معبودنا”، فرصة الإيقاع بنا بعد أن أوهم نفسه أولاً بأحقية مصادرة قرارنا وفكرنا .
ظاهرة خطيرة، أنسحبت من شارع، باحث دوماً عن قائد “رمز” تجذرت صورته في المخيلة، منقذ، مُلهم ومفكر بالإنابة عن عقول “قاصرة” لشعب بأكمله إلى شبكات تواصل إجتماعي، باتت بعض صفحاته عنوان كبير لتمجيد شخوص بعينها “ساسة كبار” ومتنفذون والدفاع عن مشروعهم وطروحاتهم .
قد تبدو الحالة طبيعية إذا ما أدركنا إن لهؤلاء كشخصيات عامة مريدون كثر ومحبون، ألهم حماسهم قناعة ما بصواب خطاهم وقرارهم السياسي، الإقتصادي والثقافي لكن الخطير في أمر تلك الصفحات وهي لأصدقاء لاشك لدينا بحسن نواياهم، دفاعهم المستميت وتجميل قبيح فعل من عشقوا، فساد إداري كبير وتخبط في إدارة ملفات شائكة تعرقل البناء السليم لمؤسسات الدولة وصولاً لخطاب بالي، تخويني لكل من هم بالضد من “صنمهم”.
كان يمكن لبلاد عراقية، بعد إنعتاقها الكبير من ديكتاتورية وإستبداد كبيرين، أن ينخرط الناس فيها في حوار حضاري جاد، حوَل “حتمية” العيش المشترك من عدمه دون إراقة دماء مع البحث عن علاجات ناجعة لإنقاذ “وليد” جديد، تأبى أمراضه إلا الفتك به قبل ينعم بالنظر إليه سليماً معافى من أورثه دون وعيَ منه ما به من سقم وعقد تأريخية مزمنة .
وجدت “الصنمية”، في تصاعد الخطاب الطائفي والإحتراب الداخلي، ضالتها، نوع من الإحتماء بسليل الطائفة وإبنها “البار” من “عدو” متربص، يريد بها شراً لإدامة حكم الطائفة أو إسترجاع مافقد منها في غفلةٍ من زمن وتآمر قوى “عميلة” وكلاهما مستلب الإرادة، غير مدرك لحجم البوَن الشاسع في مستوى معيشة، “صنم” وإله وما هم عليه من فقر، حال بائس ومستقبل أجيال قادمة في مهب الريح، إلا إذا ما كان “البعض”، يعتاش على فتات ديكتاتور جديد يراد إعادة إنتاجه من جديد .