امزجة غريبة في صفاتها وتنتقي نعوتها لمن ترغب اولا ترغب وفق ما ترغب ، فهذا الطالح تنعته بديانته او مذهبه او قوميته او عشيرته وكذلك الصالح ، والمغفلون ركبوا هذه الموجة ليطلقوا العنان لاحكامهم الجائرة بحق الاخرين .
طبقا لاحكام هذه الامزجة الذي يصلي ويصوم ويقرا القران ان لم يكن عالم ذرة او فيزياء فان عباداته غير مقبولة ، وان لم يكن عالم الكتروني فلن تقبل كذلك وان لم يخض في السياسة بقباحتها فلن تقبل ايضا عباداته .
والانصاف يلزمنا كذلك بالاشارة الى من يصلي ويصوم ويقضي اكثر اوقاته في الجامع او الزيارات ويترك متطلبات الحياة من اجل الاخرة فهذا عباداته كلها مقبولة ، ومن يحجر على بناته ويريد زوج وفق مواصفات خاصة من التعبد والعمل والزهد والا لا يحق له ان يتقدم لبناته ، فهذا ملتزم ، ومن يطلق لحاه ويضع المنديل على كتفه ويعتمر العمامة وبيده السبحة وينتظر الصدقات فهذا عابد ناسك .
عجبا على هذه الاحكام ، فانت ايها العبد لك علاقة مع الله عز وجل فاحفظها وعلاقة مع المجتمع بما فيهم ارحامك فصنها ويبقى لك من الوقت فاحسن استغلاله بين العلم والعمل والنصيحة والخلق والاختلاط بالناس والبرهان عمليا على صحة علاقتك بالله عز وجل والمجتمع .
اذا ما حدث عمل ارهابي تبجح العلمانيون باتهام المسلمين وظهر مصطلح اسلامفوبيا ، ولو قمنا بمقارنة ما قتلوا من المسلمين عن ما قتل بسبب ارهاب المنظمات التي اسستها امريكا باسم الاسلام لنجد ان ارقاما مغولة لمجازر قامت بها الحكومات التي تدعي العلمانية وفي نفس الوقت لم يتهم المسلمون المسيح او اليهود بهذه المجازر منها مثلا مجزرة البوسنة والهرسك عام 1995 على أيدي القوات الصربية وراح ضحيتها اكثر من 300 الف مسلم باعتراف الامم المتحدة ، هيروشيما وناكزاكي من قام بها ؟ الحروب في امريكا الجنوبية من قام بها ؟ ابادة الفلسطينيين من سنة 1948 الى الان من قام بها ؟ وغيرها
المغفلون هم الذين يقارنون التطور بالتدين وعند المحن تشرأب اعناقهم للسماء ، يعلقون على بعض مظاهر التطور فيكتبون هذا في بلاد الكفر ويعلقون على صور الماساة فيقولون هذا في بلاد الاسلام ، في مطلع السبعينيات العراق خاطب بريطانيا بلهجة شديدة لكي تدفع الديون المستحقة عليها للعراق ، فانزعجوا من هذا الامر فسلطوا اوباشهم على العراق، قبل ان يتسلط طاغية العراق على العراق ذكر احد رفاقهم صلاح عمر العلي الذي كان وزيرا للتخطيط في حينها ان الفائض من الاموال لو وزعناه على العراقيين لاصبحوا مليونيرية ويبقى الفائض فخطط الارهاب العلماني على هدم العراق من خلال الحروب وهذه نتائجهم . مسلمو بورما تعرضوا للقتل باشارة صهيونية، مسلمو الصين تعرضوا للقتل باشارة صهيونية، واما مسالة الاستنكار والتنديد من قبل البيت الابيض فهذه فبركة سياسية بغيضة مكشوفة .
ما من صورة شاب شهيد اراها الا واذكر الوهابية والبيت الابيض وبريطانيا باللعن واكرر اتهامهم بهذه المجازر.
مجازر ايطاليا وفرنسا في شمال افريقيا يندى لها الجبين ولكن الاعلام الاغبر لا يعرف كيف يسلط الضوء على قبائحهم بل العكس ينكل بابناء بلدهم.
الم يفي بالغرض القتيل جورج فلويد ليفصح ويفضح السياسة الداخلية الامريكية فهل نقول مسيحي ام امريكي ؟ الن يفضح التمييز العنصري المتاصل والمتجذر في عقولهم وكشف عن ارقام السود الذين قتلوا على يد الشرطة الامريكية .
هنالك قبائح وجرائم في المجتمعات العلمانية احكمت الحكومات قبضتها عليها حتى لا تخرج الى الاعلام اضافة الى وعي المواطن في بلادهم بحيث لا يتعقب هذه السلبيات لكي يفضحهم على عكس ما يحدث في بلادنا .
كل الشعوب العربية شعوب مثقفة وطيبة القلب وواعية لما يجري على الامة الاسلامية الا ان الحكام هم من شتتوا هذه الصفات الحسنة وتمكنوا بمساعدة المخابرات العالمية من التسلط على رقاب الناس ومن خلال القلة الاوباش فرقوا بين المسلمين عربا او عجم .
تبقى العبادات تصون الروح من السلبي وتعبد الطريق للولوج في الايجابي فالحياة جميلة والدنيا رائعة وفيها من النعم والخيرات ما يبعد الانسان عن المحرمات