5 نوفمبر، 2024 12:20 م
Search
Close this search box.

الصلاة على النبيّ قسراً او نحوه .!

الصلاة على النبيّ قسراً او نحوه .!

جدلٌ ينمو وفي حالة تكاثرٍ كأنه متدرّجٍ لحدّ الآن , إثرَ الدعوة التي وجّهها وزير الأوقاف المصري ” محمد مختار جمعة ” , < بالهتاف لمدة 5 دقائق بالصلاة والسلام على الرسول محمد ” ص ” بعد صلاة الجمعة في كلّ مساجد مصر .

الجدلُ هذا لايزال في اولى مراحله جرّاء ما سينتج من تفاعلاتٍ لم تكتمل بعد , وقد لا تكون محسوبةً ايضاً .. الموضوع برمّته او مجمله له ما له من أبعادٍ ودلالات , وقبل ان نتعرّض الى الصواب او الخطأ في الدعوة المفاجئة لوزير اوقاف مصر ,

ففي اولى عملية تفكيكٍ اوّليةٍ لهذا الحدث الذي حدث , فمن الواضح او اشدّ منه , أن استخدام الوزير المصري لمفردة < هتاف > فالمقصود به الأداء بصوتٍ عالٍ وجماعيٍ لكلّ المصلين او المتواجدين في المساجد , ثمّ أنّ تحديد 5 دقائق بدلاً من تحديد عدد المرّات المحددة افتراضياً للصلاة على الرسول , فسيتسبّب بإشكالية وعدم انتظام لسرعة او بطء ترديد عبارة ” اللهم صلّ على محمد , من المصلين , وبعضهم يضيف او يقول ” اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد , والبعض الآخر قد يضيف اكثر .! , وبالتالي قد يحدث نوع من التشويش الصوتي والفوضى , وقد يكمل البعض ترديد الصلاة على النبي , والبعض الآخر لايزال , ومَنْ ذا الذي سيراقب الساعة بالدقيقة والثانية لتنتهي الخمسة دقائق , اذا ما كانت ساعات المصلين متساوية مع بعضها في الدقّة .

هذه الدعوة لابد ان تثير بعض ردود الأفعال المتضادة من جمهور المصلين , فالبعض يعتبرها قسرية وليست ذاتية , وآخرون يعتبروها ” بدعة ” جديدة كما اشاروا لها نشطاء مصريون في السوشيال ميديا , ولسنا هنا بصدد نقل اعتراضات بعض النخب المصرية في الإعلام على ذلك .

بدورنا نتساءل ايضاً لماذا لم يطلب وزير الأوقاف هذا أن يقوم المصلون بتريد الصلاة على الرسول كٌلٌ مع او بين نفسه وبصمت ودونما ضرورةٍ لتحديد الدقائق او عدد المرّات , وحتى داخل المساجد او خارجها .!

الدعوة هذه ايضاً فإنّها ليست عبادة حقيقية او تديّن , فالمفترض ان يحدث ذلك بتلقائية فردية لدى ايّ امرءٍ او امرأة , وفي ايّ وقت وليس تحديدا بعد صلاة الجمعة , بل ربما كلّ يوم وحتى لأكثر من مرّة اذا ما استحبّ البعض ذلك .

< المضاعفات > : –

من جانبٍ آخرٍ فمن المستبعد أن استحصل الوزير المصري موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي على ندائه , ومن غير المستبعد أن تحصل اعتراضات من بعض نواب البرلمان المصري ” مجلس الأمة ” على هذه الدعوة , وقد يحبذوها نوابٌ آخرون ويفرحون بها ويصرّون عليها .! وهنا قد يحصل الإحتكاك الذي لا مبررّ له .! , أمّا اذا ما سحب السيد ” محمد مختار جمعة ” الدعوة للصلاة على النبي بهذه الصيغة الجماعية وبطريقة الهتاف , او حتى اذا ما وصلت الأمور الى حد الإستقالةاو الإقالة , فإنها ستغدو فرصة يستغلها تنظيم ما يسمى ” الأخوان المسلمون ” ضدّ الدولة وادخالها في دوّامةٍ جديدة .

نختتم الحديث هنا او نتوقّف عن الإسترسال فيه للإستشهاد او الإشارة الى أنّ ” الخط المستقيم هو اقصر الطرق بين نقطتين , فكذلك العبادة بين العبد ورب العالمين , ومن دون وسطاء او ترديد هتافاتٍ دينيةٍ مفروضة ” .

أحدث المقالات

أحدث المقالات