18 ديسمبر، 2024 10:49 م

الصلاة الموحدة ليست حلاً

الصلاة الموحدة ليست حلاً

كثرت خلال الفترة بعد (2003) الدعوات، ومن جهات متعددة، الى إقامة صلوات موحدة بين السنة والشيعة وفي مختلف المحافظات العراقية، وهذا ما حدث فعلاً، ولكن لم يسأل أحد وخاصة تلك الجهات الداعية، عن أثر وتأثير تلك الصلوات؟ وهل حققت نوع من التقارب ما بين المذهبين؟
اعتقد انه لا يوجد تأثير لهذه الصلوات ولم تحقق أي نوع من التقارب والوحدة بين العراقيين والدليل هو استمرار المشاكل في العراق لحد الآن، اذن الصلاة الموحدة تدل على وجود المشكلة وتعمقها، انها ليست حلاً ابداً، ما فائدة صلاة مشتركة بين مذهبين يعتقد أحدهما بعدم صحة المذهب الاخر؟ وما فائدة صلاة موحدة يعيد المشاركين فيها صلاتهم عندما يذهبون الى بيوتهم؟
لقد صار هدف هذه الصلاة اعلامي أكثر مما هو ديني أو وحدوي، لان المسلم العراقي لا يستطيع، مهما كان مذهبه، ان يتجاوز كم هائل من الفتاوى التي لا تجيز له بشكل أو بأخر ان يتوحد مع الاخر المختلف عنه بالمذهب، انه ارث ضاغط مستمر منذ أكثر من (1400) سنة ولحد الآن، وينتقل باللاشعور الجمعي لأفراد المجتمع، فالكل يعتقد انه (الفرقة الناجية) وليس الآخر.
اذن ما الحل؟ ما البديل عن الصلاة الموحدة؟
البديل بيد المؤسسة الدينية اكيداً، نحتاج من هذه المؤسسة، بمختلف مذاهبها، ان تعكس التيار عن طريق فتاوى جديدة، وتقول لاتباعها ان للآخر نصيب من الجنة أيضاً، انه ليس كافر ومن اهل النار، انه يجوز الصلاة خلف امام الجماعة مهما كان مذهبه ولا يحتاج المصلي بعدها لإعادة صلاته، واقترح عليهم زيارة سلطنة عُمان ليطلعوا بأعينهم على التعايش بين مذاهب (الاباضية، الشيعة، والسنة) في السلطنة، فمن حق كل شخص، من أي مذهب كان، ان يصلي جماعة في أي مسجد كان، بغض النظر عن مذهب امام جماعة المسجد، ولا يعيد المصلي صلاته في البيت ابداً، هذه هي الصلاة الموحدة الحقيقية، انها بدون دعوة من أحد، فهي ناتجة عن قناعة، في هذه الحالة فقط تكون حلاَ.
*[email protected]