23 ديسمبر، 2024 4:59 ص

الصكار .. وعقيل مهدي و.. التواصل المضموني؟!

الصكار .. وعقيل مهدي و.. التواصل المضموني؟!

حين كنا طلابا في كلية الهندسة، كان معظم مدرسينا يقولون لنا: إنك ترسم الحرف ولاتكتبه وفي قولهم هذا يوجهون الطلبة الى كيفية التعامل مع الحرف العربي وحين ولجت الميدان العملي، كنت اتابع عن قرب صناعة الحرف العربي ،ورجال هذه الصناعة من الخطاطين إقتربت من بعضهم وحاورتهم وكتبت عنهم والاسماء عديد وفي مقدمتهم الخطاط مهدي الجبوري.

في مجلس بغدادي

يوصف الجبوري بانه شيخ الخطاطين وحين دلف الى المجلس الثقافي البغدادي في ذلك اليوم من نهاية شهر تشرين اول 2010 كانت الانظار تتجه اليه رجل لعله في نهاية السبعينات من العمر يعتمر طاقية (عركشينة) تضيف لهيأته لمسة ملفته للنظر تابعته وحرصت على لقائه ومحاورته وعندما طلبت منه اطلاعي على نماذج من خطه قال: لمن يريد ان يعاين خطي ،فليمد يده في جيبه ،وينظر ما يحمله من نقود ورقية فستجدون خطي بها ،وعلى المنصة كان حديثه ممتعا ومفيدا ،حين قال : ان الخط العربي بدأ في العراق على يد الخطاط علي بن هلال (ابن البواب) وانتقل الى اسطنبول عاد بعدها الى بغداد على يد هاشم البغددي.وليست مصادفة ان يكون من حضار هذا المجلس مجموعة لامعة من الخطاطين العراقيين الذين قدموا من باريس يتصدرهم الخطاط العراقي البصري : محمد سعيد الصكار ، دخل الصكار هذا المجلس يتوكأ على عصا خفيفة (باسطون) وغطى الشيب راسه وحين قصدته لاسلم عليه ،سالته : من انا؟ قال : من اهل البصرة ؟ وفي اللقاء عادت بي الذاكرة الى مطلع عقد السبيعنات من القرن الماضي حينها التقيت الصكار تحت خيمة جريدة الثورة كان الصكار من العاملين في القسم الفني في الجريدة كان (ابو ريا) محبوبا من الجميع لدماثته وخلقه العالي وكفاءته المهنية في تلك السنة 1972 كان تعارفي ولقائي المباشر بالشاعر والفنان محمد سعيد الصكار في تلك الفترة طرح الصكار مشروعه المستقبلي ( الابجدية العربية المركزة) والتي عرفت بابجدية الصكار ، ويرى ناشر كتاب الصكار عن هذه الابجدية ( انها اثارت ضجة في لالاوساط العلمية والصناعية ) ونقل الناشر عن مجلة (العلم والحياة) وهي من ابرز المجلات العلمية الفرنسية قولها( يبدو في الواقع ان على ابجدية الصكار ان تتبنى ليس في العراق كله وانما في كل البلدان التي تستخدم الحروف العربية) وحين انتقل الصكار الى دنيا الاخرة كتبت عنه في هذه الجريدة تحت عنوان (خليفة ابن البواب يرحل بهدوء وصمت)

التواصل المضموني

وقد يسال قارىء : ما الذني دعاني للكتابة مجددا عن الخط العربي وبعض رموزه؟ ولهذا التساؤل المتوقع ما يبرره وفي الاجابة اقول :في شهر ايلول /سبتمبر 2014 صدر كتابي الذي حمل عنوان ( على ضفاف الكتابة والحياة الاعتراف يأتي متأخرا ) وفيه كتبت عن الفنان الرائد الخطاط محمد سعيد الصكار وأهديت الكتاب لمجموعة من المعنيين والنقاد ومعظمها من

اسماء منتقاة ومن هذه الشخصيات المنتقاة كان الدكتور عقيل مهدي يوسف ومن الضروري ان نقدم تعريفا به فهو ناقد مسرحي ،دكتوراه علوم مسرح من المعهد العالي للفنون المسرحية من صوفيا بلغاريا سنة 1982 عين رئيسا لقسم التربية الفنية بكلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد تنوع في بحوثه المسرحية فكتب ونشر العديد من المقالات حول ثقافة وفن الكاتب المسرحي وفجوة التجريب ونظرية الدراما والفن القومي وطبع من كتيه (نظرات في فن التمثيل 1988) سيرته ممتلئة عطاء ونضطر امام ضغط المساحة الصحفية المتاحة ان نكتفي بما اوردناه.

ولكن ما هي قصة (الحروفية)؟

الدكتور عقيل مهدي يوسف اهديتته نسخة من كتابي ( على ضفاف الكتابة والحياة الاعتراف يأتي متأخرا) وفي الملحق الثقافي لجريدة المدى الصادرة في يوم 29 اذار 2015 كتب الدكتور عقيل مهدي عرضا لكتابي المشار اليه تحت عنوان (عكاب سالم الطاهر واعترافه المتأخر) وضمن المقال /العرض جاء النص التالي( يثمن عكاب تجربة الشاعر والخطاط (الصكار) الذي كان يعمل في القسم الفني بجريدة الثورة عام 1972 وهو يبدع حروفية عربية جديدة في الخط وجوابا على تساؤلي الملح وردتني رسالة من عقيل (وعلى غير عادي اذكر اسمه هنا مجردا من عنوان الشهادة الاكاديمية وتعبيرا عن الاخوية والصداقة القائمة بيننا) اقول : وردتني منه رسالة عبر الهاتف جاء فيها:( الحروفية عند الصكار تجربة حديثة في رسم الحرف سماها (الابجدية العربية المركزة) تخص الكتابة وتصميم الخطوط الطباعية لتنشيط التواصل المضموني والجمالي بين الكلمة والمتلقي ) شكرته على اهتمامه وقدرت جديته .وكان هذا العمود الصحفي بعض حصيلة حورانا واتصالنا.