بعد أن أوغلوا في استحكام الولاءات الطائفية من مؤسسات الدولة والقوات المسلحة العراقية جزء منها(كافة الأطراف) وقفوا بوجه محاولات تسليحها وأن لايتعدى المشاة الآلي وأن يشكل( الفضائيون) القسم الأعظم من تشكيلتها وإفقارها للغطاء الجوي بل للعتاد الثقيل واتخموها بــ”المتردية والنطيحة” من كوادر الأحزاب الدمج ممن لا يعرف ( اليس من اليم ) .
وطوال عام كامل كانت ساحات الاعتصام بيئة للشحن الطائفي وإسقاط لهيبة الحكومة وتجذير للروح الانفصالية تتبنى الولاءات الإقليمية وتنفذ إجنداتها ومدرسة لإعداد الميليشيات وحاضنة للإرهاب وأداة ضغط بيد سياسيين يشكلون جزءاً من الحكومة , شرعوا بتنفيذ الصفقة التي كانت تنتظر نتائج الانتخابات التي جاءتهم برياح لا تشتهيها سفنهم ( حيث كان الدو شيش الشيعي يظهر كلما رموا بالنرد الطائفي) بدعم سعودي تركي خليجي إسرائيلي أمريكي .
و كان التهدف هو قتل الشيعة في العراق وفتح أفواه المقابر الجماعية لابتلاعهم والإطاحة بسلطة المالكي إذ من غير المسموح أن يكون في السلطة أو على قيد الحياة رجل شيعي . وكان للسيد مسعود ( الأداة الميدانية)الدور الأعظم والقدح المعلى في تنفيذ خطة الخيانة في السقيفة الجديدة ومقابل الإقرار له باحتلال المناطق المتنازع عليها وفي الصدارة منها قدس الأكراد كركوك! وإعلان دولة كردستان وحسب القراءة الكردية للدستور العراقي ؟ !! إضافة إلى الاستحواذ على أسلحة الجيش العراقي وفي طريقه(يتبول) على التحالفات الإستراتيجية بين الشيعة والأكراد .
مسعود هذا فقد توازنه وتراقص على أضغاث أحلامه و ذهبت به مخيلته بعيدا بتيهه عندما رأى هذا الجمع الضال من الجبابرة والمتكبرين والطغاة وأعجبته كثرتهم فانتهزها فرصة؛ لكي يطبق الدستور والفدرالية وفق القراءة الكردية العبرية . ولا يهمنا من هذا الجمع الا اللاعبان الأساسيان أمريكا وإسرائيل اللذان ظنا أن الساحة مفتوحة لهما ليفصلا الخريطة الجغرافية والسياسية وفق المشرط الطائفي والعنصري فجاءتهم الصفعة بعد أن تورط من تورط في خيانته ونذالته وفي صدارتهم السيد مسعود و النجيفيان وأصبحوا في طريق اللاعودة بعد أن داسوا على الوطنية وخرقوا النواميس والأخلاقيات.
جاءتهم صفعة السيد السستاني لتقلب الموازين الأمريكية الإسرائيلية ليجدوا أنفسهم في موقف العاجز المشلول.
اقرب مثيل لها هي فتاوى الإمام الخميني إبان الثورة الإيرانية العام 1979 كشف زيف الأمريكان في التزامهم بمعاهدة الإطار الاستراتيجي مع العراق وتناقض مواقفهم مما جرى في العراق بعد انهيار المؤسسة العسكرية وسقوط محافظتي نينوى وصلاح الدين وكركوك بيد البيشمركة والبعثيين .
وبعد أن صوروا للعالم وخلال أكثر من عشر سنوات : أن العراقي أما أن يكون حرامياً فاسداً، وإما أن يكون إرهابيا, خرج اليهم على حين غرة أكثر من ثمانية ملايين ثائر ومناضل من خريجي مدرسة الإمام الحسين عليه السلام يثأر لشرف المواطنة ويتزاحم على اقتحام الصفوف الأمامية للمواجهة ضد الطائفية والفساد اللذين عمدت المخابرات الأمريكية ومخابرات المحيط الجغرافي على تغذيتهما طوال عشرات السنين فهذا مما لايؤخذ في الحسبان .
الآن وبعد أن حجم الدور الأمريكي ونهض العراق بطاقاته الذاتية التي فجرتها المرجعية الرشيدة أدامها الله ظلا وارفاً للعراق والمسلمين يقف السيد مسعود كالراقصة التي تخلى عنها طبالها وهي في منتصف عهرها، فلا داعش ولا النصرة ولا النقشبندية ولا البعثية السيبندية!! . وقفت في الميدان ثابتةً لتستر عورته القبيحة .وعميت بصيريه أنه بفعلته هذه قد قامربتاريخ ونضال الكرد(إذا كان الغراب دليل قوم دلهم على أرض الخراب والسوء )
أما طائرة 16 F الوحيدة التي منت بها علينا أمريكا فلا بارك الله فيها ولا في صانعيها ولا في بائعيها ولا شاريها ولا حامليها ولا جالسيها إذ لم يكن فيها خيراً وقت( الضيج ) ويجب أن نعيدها ونلغي بقية الصفقة ونتجه إلى مصادر تسليحية أخرى .
وليس آخرا فقد صدق مسعود بكلمة واحدة فقط وهي( إن العراق قبل سقوط الموصل يختلف عن العراق بعد سقوط الموصل ) فالعراق قادم بعربه وأكراده وأقلياته الأخرى بسنته وشيعته كدولة عظمى في طليعة دول المنطقة ليرسى مبادئ الديمقراطية ولو كره الوهابيون .
العراق بعد فتوى المرجعية
ـ العراق بفتوى المرجعية حظي باحترام العالم كونه استعاد هيبته وسيادته، فالعالم لايحترم إلا القوي .
ـ تحقق الكثير من اللحمة الوطنية لأن الفتوى لم تكن طائفية بل هي للعراقيين جميعا بالأخص بعد تعضيدها بفتاوى المراجع السنية .
ــ أفرزت التداخل الحاصل بين الخنادق الذي كان يهدف إلى خلق منطقة رمادية تحجب الرؤيا عن الحقيقة .
ـ تبين أن الصراع في العراق ليس طائفيا بل هو صراع قوى الردة بوجه المشروع الديمقراطي تلبس بالطائفية؛ لكي يحظى بالقبول لدى أوساط المتخلفين اللذين يشكلون السواد الأعظم وليخدم مصالح بعض الساسة ويُجيَّـر لأغراض انتخابية .
ـ أُسقِط بيد أمريكا وإسرائيل اللتين لم تكونا متوقعتين ثاثير المرجعية على الشارع العراقي لهذا الحد .
ـ أعطى للعراق مساحة واسعة للتعامل مع الأمريكان بندية وعلى قدم المساواة .
ـ وضعت المرجعية حداً للإطراف الشيعية التي أعمت عيونها مصالحها الحزبية الضيقة ففقدت بوصلتها الوطنية وراحت تنهش لحم بعضها البعض، والدواعش وصلوا إلى أعتاب بغداد إلى أن ألقمتهم المرجعية حجراً ألجم أفواههم، فمنهم من تمرس على الهزيمة في وقت الشدة كما حصل إبان الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ومنهم من أحزم حقائبه شادا الرحال إلى الموقع البديل في إيران وغيرها إذ تنتظره ملايينه التي هربها إلى الخارج .
ـ وضع السيد مسعود لأول مرة أمام حجمه الحقيقي وشجع أنداده السياسيين من الكرد إلى التنبه إلى الخطر الذي يمكن أن يجرهم إليه بسبب تصرفاته الخرقاء غير المسؤولة وأطماعه التي لاتقف عند حد معين .
ـ كشف هوس السيد مسعود بالمزابل التي خلفها صدام حسين وانه هو من كان يقف خلف صفحة الحواسم بعد سقوط سيده صدام حسين عام 2003 الذي سارعلى خطاه بعد أن كان لسيده سوابق قذرة في المحمرة عام 1981 وعند احتلال الكويت عام 1990 والآن يستحوذ على أسلحة الجيش العراقي في الموصل وكركوك وديالى وصلاح الدين بخدعة قذرة شجعه على ذلك سكوت الحكومة عن الأسلحة التي استولى عليها بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 .
ـ لأول مرة يتوحد العراقيون في كون مسؤوليتهم تجاه دولة العراق وليس السواقي الآسنة من عشائريات وطائفية وأحزاب تمتص دمائه .