23 ديسمبر، 2024 6:51 ص

الصـــــــــــدر.. ونظرية إدارة الكـــون.. !

الصـــــــــــدر.. ونظرية إدارة الكـــون.. !

هل نشارك في إدارة الكون..؟ كيف..؟ ومتى..؟ والجواب اجمالا: نعم.. ان الهدف الاساس من وجودنا هو (الخلافة) .. وادارة الكون، تطبيقا للتخطيط الالهي.. لتتحقق طاعتنا الحقيقية للخالق تعالى.. وان أطروحة (المشاركة الكونية) .. قد وردت في (اليوم الموعود) من (موسوعة الامام المهدي) للشهيد محمد الصدر (رض).. ضمن حديثه عن: التخطيط الخامس المنتج للحفاظ على المجتمع المعصوم وتكامله، حيث ورد عن السيد الشهيد الصدر (قده) ما نصه:

((المشاركة الكونية المستمرة التي توجد بوضوح بمجرد وجود المجتمع المعصوم وتبدأ بالترسخ والتكثر تدريجا، عاما بعد عام وجيلا بعد جيل. فإذا بلغت المشاركة الكونية نسبة عليا، وأصبحت مائة بالمائة، اندمجت البشرية بالكون العام واستنفدت أغراضها عن وجه هذه الأرض… وقد يكون التعبير الاسلامي بالملائكة صادقا إلى حد كبير. ان الجيل الأخير يصبح كله كالملائكة تماما، لا حاجة لهم بالبقاء على سطح الأرض، وإنما لهم الشوق الكامل إلى المشاركة في بناء الكون وإنجاز أهدافه من زوايا أعظم وأهم. وبذلك يحصل الانفصال النسبي بين الأرض والبشر.)) انتهى.

….المجتمع الراشد: ان فهم مصير الصراع بين الفكر الديني والاخر،المادي، يستلزم التعرف على مراحل تطور البشرية وفقا للتخطيط الالهي العام، فان الطبع البشري عاشقا للتطور والكمال، وهذه فطرته التكوينية التي تسوقه نحو التجرد حتميا، وقد تبتعد بعض الشعوب في حياتها العملية عن الدين، الا انها تعود اليه بشوق اكبر.. وهذه القاعدة الحاكمة تضمن السير التكاملي للبشرية نحو الرشد.. ثم سيرها نحو مراحل من الرقي تؤهلها للادارة الذاتية، بل المشاركة في ادارة محيطها الواسع، وقد اشار سماحته الى ذلك ضمن حديثه عن: التخطيط السادس المنتج لفناء البشرية فقال:

((ان الأجيال الأخيرة من مجتمع [ما بعد العصمة] يكون لها المشاركة الفعالة في بناء الكون وتسلسل حوادثه، ….. ومن الواضح ان من يتضرر بهذه الحوادث إنما هو من وجدت ضده، لا من شارك في إيجادها مشاركة فاعلية. فان ذلك يكون من كماله ونفعه لا من ضرره بطبيعة الحال. بل قد يمكن ان نتصور انها ليست غريبة في نظرهم، بل تبدو اعتيادية ومتوقعة ومفهومة بالنسبة إليهم، بعد ان تعودوا المشاركة في البناء الكوني، وتشربوا أساليبه))..انتهى.

… العبادة الحقيقية: بالرغم من ضخامة التخطيط لدى المعسكر المادي ودقة التطبيق ، اضافة الى سعة نشاطه الثقافي والاعلامي، كذلك فان المشروع الديني له اساليبه والتي تدعمها الفطرة والنظام التكويني والتشريعي، وهذا يمكننا من ادراك اهمية العبادة باعتبارها اهم اساليب المعسكر الديني لانجاح المشروع الالهي، كذلك نفهم العلاقة بين الاحكام (التكليفية والوضعية) مع التخطيط الالهي، الهادف الى تحشيد البشرية عاطفيا وفكريا نحو الاطروحة العادلة الكاملة (الاسلام)..

ان العبادة هي ان يكون الانسان منفذا عن سيده، كما يقوم الجنود بتنفيذ اوامر الملك عنه، وهم بذلك يشاركون في ادارة المملكة نسبيا وبمقدار استعدادهم. وقد اشار سماحته الى المفهوم الحقيقي للعبادة ضمن حديثه عن تطبيقات التخطيط العام فقال: ((وجدت البشرية لأجل المشاركة في البناء الكوني ضمن تخطيطه العام. تلك المشاركة التي هي العبادة الحقيقية الكاملة التي أشارت إليها الآية الكريمة: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِي”.)) .. وللحديث بقية.