…… ارادة الشعب :
من المؤلم، ان نجد هذه الاستهانة كلها، بالوطن، وبالمواطن.. وبالمشروع والحراك الوطني.. ويزداد الالم عندما يتبنى اغلب مثقفينا هذا السلوك الخاطئ!!
متابعة بسيطة، وتجد ان اغلب كتابنا، يتبنون اراء الاستحمار والاحتلال، في الشان العراقي، وكانهم الناطق الرسمي ضد مصالح الوطن والشعب..لماذا هذه الذيلية والتبعية؟؟
وفي احسن الاحوال لا ينصف اغلب كتابنا قضاياهم الوطنية، مثلا، كتب فالح عبد الجبار في صفحة 30 من كتابه (العمامة والافندي) التالي:
..أما مقتدى الصدر، فانه لا يملك ايديولوجيا محددة ، اذ ليست لديه رؤية جلية حول قيام دولة اسلامية، ولا يزيد عدد اتباعه المخلصين من بين رجال الدين عن بضع مئات..أنتهى
واعتقد ان الكاتب، يمكن له ان يتوصل الى افضل من هذا، لو حرص على معرفة الحقيقة، لانه:
اولا: ان السيد محمد الصدر (رض) له حوالي اكثر من 50 ساعة فيديوية، توضح إيديولوجيا المنظومة الصدرية، فضلا عن عشرات الالاف من الصفحات المكتوبة.. وهي مقدمات واسس لايدولوجيا السيد مقتدى الصدر.
ثانيا: خطب السيد الصدر في الكوفة عام 2003 و2004.. وله حوالي 50 ساعة فيدوية من الكلام الممنهج، والغير ارتجالي، موضحا الاسس والثوابت الصدرية.. فضلا عن الاف الصفحات من الكتابات والبيانات والاستفتاءات التي صدرت، وفيها الكثير من معالم المنظومة الفكرية الصدرية..
ثالثا: الحراك الصدري قبل 2003 وبعده، وخاصة التظاهرات السلمية، ثم المقاومة، وما لازمها من مواقف وبيانات وتصريحات ولقاءات مع السيد الصدر، كلها، مادة للباحث المنصف، تمكنه من استقراء المشروع الوطني الصدري..
………. استقلالية المثقف العراقي:
ويمكن القول:
اولا: ان هذا كله، مهمل عند اغلب مثقفينا وباحثينا وكتابنا، لماذا، لان اغلبهم واقعا، يتبع الاعلام والاشاعات، وتحركه ، كما تحرك اغلب المواطنين البسطاء والسذج..
ثانيا: للاسف، وجود الاستخفاف بالقيم والالتزامات ضد الوطن، الذي ورثناه، وتعمق فينا بسبب ظروف التسلط والحكم الديكتاتوري السابق والحالي..!!
…….. الايدولوجيا الصدرية:
اما الرؤية الصدرية تجاه اقامة دولة اسلامية فهي:
((نؤيد ونسعى لاقامة مجتمع اسلامي، وللشعب ان يختار طبيعة الحكم))
وهذا المضمون صرح به السيد مقتدى الصدر ، لاكثر من مرة، ويفترض بالباحث فالح عبدالجبار ان يكون متابعا او متفحصا لهذا، ما دام تصدى للبحث والكتابة عن الموضوع..
اما توضيح ذلك:
اولا: ان الشعب هو المكون الاساس للدولة، ولو افترضنا وجود قارة بدون شعب، لن نجد اية دولة تقام في تلك القارة، لذا، يكون الحديث عن دولة اسلامية، مرتبطا بماهية المستوى النوعي للشعب..
ثانيا: ان اقامة دولة ما، بنظام معين، لا قيمة له، حضاريا، اذا لم يكن اختياريا شعبيا، يجسد المستوى النوعي الغالبي للشعب..
ومنه ينتج:
اولا: ان السعي يكون ثقافيا، وتربويا، لاجل رفع مستوى الوعي عن الشعب، ليكون الاختيار واعيا، وليس باستغلال العاطفة الدينية او بالمحفزات الطائفية المقيتة..
لانه:
………النظام يختاره الشعب:
قيام اية دولة، بنظام اسلامي، دون مقدماتها الموضوعية، من الثقافة والوعي والاخلاص، ينتج انحرافا بالتطبيق، ويلحق الضرر بالاطروحة الالهية، اي:
لا يعني هذا اتخاذ الجانب التقليدي، والانزواء عن الساحة، بل هو التصدي والعمل لرفع مستوى القواعد الشعبية، وهذا تم تطبيقه عمليا في زمن السيد الشهيد محمد الصدر، والذي بدأ بالبث الثقافي التوعوي، من الداخل، وبالتواصل مع القواعد الشعبية، وانتج فعلا، مجتمع مسلم، لم يعرفه التاريخ، بعد وفاة النبي الاكرم (ص).. لماذا؟
لان المجتمع، هو الذي تحرك بصفة (معارضة) ليواجه بالاسلوب الرسالي، قد واجه الشعب انحراف السلطة، وما تجسد من انحرافها في الشارع.. وكان حراكا شعبيا واسعا، اضطرت الدولة ان تجاريه، وتتماشى معه، واعلنت ما يسمى (الحملة الايمانية) .. تخضعا وتذللا للحراك الشعبي الذي قاده السيد محمد الصدر..
ثانيا: وقد طبق السيد مقتدى الصدر، هذا الاسلوب في مقاومة الاحتلال، ثقافيا وحركيا مما اضطر السلطة العميلة، ان تتحدث باللغة ذاتها، وتستعمل المصطلحات الصدرية، وتنفذ الارادة الشعبية الصدرية، ويمكن للباحث المنصف ان يكتشف التطور الحاصل في الخطاب السياسي العراقي، والذي تبنى لاحقا لفة الصدر، بعد ان كان رافضا لها.. مثلا:
…….. سيادة المنطق الصدري:
استخدم الصدر مصطلح (الاحتلال) وطالب بخروج القوات المحتلة، وكانت تصريحاته مرفوضة تماما، من قبل السياسيين وجلس الحكم والاحزاب كاقة، وشن الساسة الحرب ضد الصدر، بقيادة الدكتور علاوي.. ولكن:
بعد سنوات، صارت لغة الصدر ومصطلحاته هي السائدة في الخطاب الرسمي، وتفاخرت السلطة وحزبها، بانها هي التي اخرجت المحتل سياسيا، وهذا لم يكن الا نفاقا وركوبا للموجة، بعد ان تطور الوعي الشعبي تجاه وجود المحتل، بجهو السيد مقتدى الصدر، ومن وقف معه من ابناء شعبنا..
وللحديث بقية..
### الكاتب في سطور:
تدريسي في الجامعة المستنصرية. حصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة بغداد. عارض الديكتاتورية.. ويؤمن بالشراكة الوطنية لاجل عراق مستقل ديمقراطي حر.. تحكمه بعدالة الكفاءات والخبرات.. لتحقيق الرفاهية والخدمات لشعبنا المظلوم.. صفحة الكاتب على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/Dr.Nadhim.M.Faleh