ونحن نعيش في هذه الايام ذكرى الشهادة والتضحية …والثبات العطاء …والشجاعة والقيم الانسانية في ذكرى شهادة السيد محمد الصدر رض المرجع والقائد ،علينا جميعا ومن دون استثناء وخطوط حمراء سواء على مستوى القيادات الصدرية او التي تدعي ذلك او من فرضت مصالح الدنيا عليهم ان يكونوا صدريين والقواعد الشعبية الصدرية الصابرة والمجاهدة وكل العناوين … ان نقف جميعا وقفة صدق واخلاص وضمير أمام الله اولاً والقائد والمرجع الذي رسم لنا خطا ومنهجا بدماءه الزكية ودماء نجليه وانصاره وحملنا امانة الدين والمذهب وصلاة الجمعة وحررنا من عبودية الخوف والولاء الشخصي ، ونسأل هل ادينا الامانة وحفظنا العهد والنهج والطريق الذي خطه لنا بدمه ، ام قصرنا واختلفت بنا الطرق والسبل والسعي والاهداف والنوايا والغايات ؟؟؟
محمد الصدر رض لم تتوفر له الامكانيات ولا التوقيتات ولا المساحات المتاحة الان ولكنه اقنع العقول وشد القلوب له وتحول من فرد محاصر ومطارد من قبل الاجهزة الامنية والبعثية المجرمة ،تخشى الناس السلام عليه او السؤال عنه الى امة ومرجعية ميدانية ناطقة هزت عروش الظلم والطغيان وحررت الناس من عقدة الخوف والاستكانة والخضوع واحيا صلاة الجمعة التي أرقت البعثيين واصبحت منبر المظلومين والمحرومين.
واليوم وبعد اربعة عشر عاما من ذكرى استشهاده نتسائل أيضاً هل ان الخط الصدري اليوم كما بدء وكما اراد له محمد الصدر رض ان يبقى ويستمر … الاجابة اكيدا كلا لئن القاعدة الشعبية اصبحت قواعد وبعض القيادات وطلبة السيد الشهيد تغيرت عندهم الاهداف والاتجاهات ولهذا تعددت المسميات واصبح الخط فيه تيارات واحزاب وكتل وقيادات منشقة واخرى مندسة وغلبت السياسة ومصالح المال والدنيا على كل الجنبات الاخرى والكل يدعي الارث وحمل لواء محمد الصدر رض … وهم بعيدون عن اللواء وعن محمد الصدر رض.
لانه لم يكن يوما مدعاة للفرقة او طلب الزعامة والجاه والسلطة والحاشية كما هو حاصل اليوم وكان دوما يؤكد على الولاء للحوزة الناطقة الشريفة والعيش مع الفقراء وبين الناس ومراعاة احوالهم والمطالبة بحقوقهم والبعد عن الولاءات الشخصية والمصالح الدنيوية ، فهل هم اليوم يأكلون ويجلسون ويتأسون بما كان يفعله في حياته محمد الصدر رض ام بحبوحة العيش قد ابعدتهم حتى عن الناس والقواعد الشعبية لهم واصبح الولاء الشخصي هو الطاغي على مشهد وساحة عملهم حتى اصبحت الولاءات الشخصية والانتماءات العشائرية ومشتركات المصالح الدنيوية هي الطاغية حتى كبرت الفجوة وازداد الخلاف ووصل الاختلاف حد التناحر والانشقاقات والاغتيالات والكل لايرضى بما هو دون القيادة والـتأمر على العباد.
ان السياسة قد شغلت كثيرا من واقع ابناء الخط الصدري وللاسف من يديروا هذه الملفات من مختلف الفصائل التي تدعي انها صدرية لم يتوصلوا لاتفاقات تحفظ المحافظة على لحمة قواعد وانصارالبيت الصدري وانما عمقت من مستوى الخلاف لغرض بقاءها مهيمنة على مجمل القرار وابعاد كل المنافسين القادرين على احداث التغيير بكفاءتهم واخلاصهم من اجل ابقاء دائرة الخيارات محددة وفقا للمصالح والانتماءات وضمن دوائر ضيقة ولاءها لهم … وهذا ما نلحظه عبر النتائج والمحصلات لكل الفعاليات والممارسات الشكلية التي تحصل هنا او هناك.
ان ذكرى الشهادة والظروف العصيبة التي تمر الامة الاسلامية والوضع المعقد في المنطقة والمخططات الهادفة لتمزيق وحدة الصف تتطلب منا جميعا ان نلتف حول مكتب السيد الشهيد رض ومركزيته وان تكون لغة الحوار الصريح والمباشر وبنوايا حسنة ومن دون شروط مسبقة من اجل تحديد الاخطاء ونقاط الاختلاف والسعي لمعالجتها وابعاد المسيئين ومن يتاجروا باسم محمد الصدر مهما كانت مواقعهم واسمائهم ليعود هذا الخط قويا ونقيا وعقائدياً كما اراده ويتمناه ويريده محمد الصدر رض.
وان المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف الجهود وشجاعة المخلصين من قيادات الخط الصدري الذين لاتأخذهم في الله لومة لائم لبلورة مشروع بناء للملمة ابناء محمد الصدر تحت خيمة واحدة ومركزية هي مكتب السيد الشهيد وقيادة وريث آل الصدر السيد مقتدى الصدر اعزه الله مع التأكيد على تنقية التيار ومكاتب السيد الشهيد ايضاً من الدخلاء ومن اثروا على حساب الشعب العراقي وبأسم محمد الصدر ودقوا اسفيناً وحواجز وحجاب بين قائده وعامة الناس وفشلوا في خدمة ابناء وطنهم او التواصل مع الناس … فنحن بحاجة الى مبادرات للم الشمل واسكات الاصوات المتملقة والناعقة من اجل ديمومة الخلاف والشقاق ونذكرهم عسى ان تنفعهم الذكرى ان الخوف من الله عز وجل أكثر عزاً وشرفاً واجرا لهم من الخوف على مصالح الدنيا ومغانم المناصب وامتيازاتها وهم الذين لم يقدموا لهذا الشعب المأمول ولا المرجوا منهم ، وانما بنى ولايزال البعض منهم لنفسه امارة داخل التيار من حاشية المنافع والمناصب والبعد عن المحرومين والمخلصين من ابناء مرجعية محمد الصدر رض.
ولاتنسوا ما ذكره لكم محمد الصدر رض (كنا في غفلة ومازلنا في غفلة استيقضوا يرحمكم الله )