23 ديسمبر، 2024 1:41 ص

الصغير جلال في غرف الظلام

الصغير جلال في غرف الظلام

جلال الدين الصغير من عائلة عربية، والبعض يرجح ان اصولها فارسية، احد قيادي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، كان عضوا في مجلس النواب، وبسبب تهمته بالارهاب، اجمع القياديون في المجلس الاعلى على ابعاده من الترشيح، تولى الاشراف على جامع براثا في العطيفية، وامام صلاة الجمعة فيه، وتميزت خطبه بالتحريض واثارة المشاكل الطائفية.
    تتمتع شخصية الصغير بسمات جعلته اقرب الى جهاز المخابرات من اجواء الحوزة العلمية، ويؤكد البعض أنه لم يدرس الا سنة واحدة في حوزة النجف الأشرف، لم يكمل حتى (الشرائع)، وكان يتهمه خصومه في الحوزة بالعمل مع المخابرات، وكتابة التقاريرعن زملائه من طلاب الحوزة.
    في مطلع الثمانيات هاجر من العراق الى ايران، وتوطدت علاقته بآية الله السيد محمد باقر الحكيم، حيث ضمه الى المجلس الاعلى، وبحكم طبيعة شخصية الصغير المخابراتية جعله الحكيم احد القياديين في (حركة المجاهدين العراقيين) دخل في صراع مع (ابو محمد العسكري) مسؤول الجناح العسكري للحركة تنافسا منه على المنصب.
    غادر ايران نهاية الحرب الايرانية العراقية عام 1988 واستقر حينا في سوريا، ثم تركها الى لبنان فاتصل هناك بحزب الله ، الذي اعاد صلته من جديد بالمخابرات الايرانية والسورية، وعمل على التجسس على احوال العراقيين في سوريا ولبنان بعمله في تهريب العراقيين من سوريا الى لبنان، الذي كان غطاءا لعمله الاستخباري.
    وفي لبنان شن حربا ضد المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، بدعم من ايران، فطرده فضل الله من حوزة المرتضى بلبنان لسوء سلوكه المثير للفتن، فقاد الصغير حملة كبيرة لتسقيط فضل الله وتكفيره، فأصدر كتاب (الحوزة تدين الانحراف)، صاغ اكاذيب تمس تأريخ المرجع فضل الله، والكتاب مليء بالتفسيق والشتائم.

    عرف عنه شدة الهجوم على ال الصدر وعلى حزب الدعوة وكان مع القبانجي يمثلان ثنائيا تسببا في الكثير من الفتن والمشاكل بين صفوف العراقيين في ايران ، واشتهر عنه قوله ( يجب القضاء على هؤلاء ــ حزب الدعوة ــ قبل العودة الى العراق ) وهو ترديد لتصريح مشهور عن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية.
    عاد بعد السقوط ليتسلم ادارة جامع براثا ، ليحوله الى واجهة لنشاطاته، في اختطاف وقتل اهل السنة، وهو مما اكدته مصادر كثيرة عراقية وعربية واجنبية، حتى اطلق على الجامع ( مسلخ براثا ) ومن هناك ايضا يدير موقعا للانترنت اسمه على اسم الجامع ( وكالة انباء براثا ) اذ يتميز الموقع بابتزاز الشخصيات الدينية، والعلمائية، والسياسية، والتعدي على أهل السنة من خلال الخطاب الطائفي الحاد .
    داهم الامريكان مقر الصغير في براثا اكثر من مرة ، ومنها مداهمة في 3 12 2006  عثرت فيها القوات المشتركة على 12 معتقلا من اهل السنة تعرضوا للعذاب الشديد ، كما عثرت على 6  جثث توفى اصحابها نتيجة للتعذيب ، دفنت في الباحة الخلفية للجامع .
    بعد التضييق عليه بسبب اكتشاف بعض جرائمه اختفى عن الانظار ، لكن صفقة بين الحكومة والقوات الامريكية نتج عنها عودته الى مجلس النواب والى ادارة براثا، وفي الانتخابات البرلمانية عام ٢٠١٠ رشح الصغير اسمه في محافظة دهوك بسبب تأريخه سيء الصيت في بغداد. لكنه لم يحصل على تصويت هناك سوى ٢٢ صوتا بعدد عناصر حمايته فقط.
    كتب مقالا عنه احد المقربين لمقتدى الصدر بعنوان (الصغير يبقى صغيرا) وهو مقال يستعرض تناقضات جلال الصغير ودوره الفاعل في تفكيك الوحدة وخلق الأزمات.
    جاء هذا المقال بعدما هاجم الصغير التيار الصدري وجيش المهدي ، وأخذ يحرض عليهم ، وكان اخر ذلك تصريحات نارية له قبل ان يهاجم رئيس الوزراء المالكي جيش المهدي في بغداد والبصرة ، وقد حذر الصدريون جلال الصغير من مغبة تلك التصريحات ، التي وقعت على اثرها احداث البصرة فيما يعرف بعملية ( صولة الفرسان ) كتبت عنه صحيفة ( انصار الامام المهدي ) المقربة من جيش المهدي قائلة ، ان ” ركائز الفتنة في العراق ، ثلاث : القبانجي والصغير والفياض ” مضيفة ” اعاذنا الله منهم ” ! .
    لجلال الصغير قضايا احزنت بعض العراقيين وافجعت البعض الآخر، ولا توجد له مواقف يحمد عليها، حسب تعليق قناة الشرقية في تقريرها حول الذكرى السنوية للعالم العراقي المفكر علي الوردي الذي هدم قبره جلال الصغير في مقبرة براثا، بحجة أن علي الوردي رجل علماني.
    يستغل الصغير اليوم الخلاف السياسي في المشهد العراقي، ويشن حربا كبيرة على قيادات حزب الدعوة بعد حكومة نوري المالكي، استراتيجية الحرب الإعلامية للصغير لا تهدف العبادي، لإن ذلك سينعكس سلبا على الوزراء من المجلس الأعلى داخل الحكومة خصوصا الداخلية والنفط، حربه اليوم ضد الشيعة بالمنظور العام، وضد قيادات الدعوة على وجه الخصوص، اشبه بالحرب التي شنها ضد أهل السنة، يهدف إلى رسم بريق الأمل في عيون المجلس الاعلى، لعله يحصل على نقطة من النور تضيء تاريخه المظلم.