أو حتى عطسة او أي شيء من هذا القبيل, فليست العطسة هي الصدفة الوحيدة التي تجعل الممثل ناجحا بل كل ما يصادفه اثناء اداءه ويعتبر حادثا تلقائيا, فمثلا قد يكون سقوط الديكور او أي جهاز اضاءة او حتى عثرة من ممثل اخر تطرحه ارضا بالصدفة, هي الطريق إلى نجاح الممثل, مع انها لم ترد في خطة الاخراج بل يمكن القول بناء على ذلك إن من الضروري إن لا تكون وردت في خطة الاخراج لتكون بهذا جديرة بالتصنيف على انها حادثا تلقائيا وبهذا الشكل الذي ترد فيه تكون بدون شك الدافع الذي يدل الممثل على طريق النجاح, بالطبع ان هذه النصيحة او القانون الابداعي الذي سنه ستانسلافسكي للممثل قد ورد في كتاب إعداد الممثل لستانسلافسكي في الفصل السادس عشر الذي عنوانه عند مشارف العقل الباطن فيقول في الصفحة 377 ( إن الممثل إذا استطاع إن يؤمن حقا بالحادث التلقائي أي الحادث الذي لم يرد في خطة الإخراج وان يستخدمه في دوره فان هذا سوف يساعده بلا شك لأنه سوف يهديه إلى الطريق المؤدي إلى مشارف العقل الباطن.).
الاغرب هو إن هذه الصدفة تقود الممثل إلى مشارف صدفة اخرى, فالدليل على إن العقل الباطن مرهون تفعيله بالصدفة المسماة حادثا تلقائيا لا يرد في كتاب ستانسلافسكي الذي وبشكل ما يحدد المكان الذي يندفع اليه الممثل نحو النجاح بعد الصدفة فقط إلى مشارف العقل الباطن, بالتالي إن الدخول إلى عقل الممثل الباطن رهن بالمجهول, حيث يمكن القول إن المجهول يؤدي إلى المجهول في عمل الممثل, ما دام العقل الباطن بحد ذاته مجهولا من ناحية كونه طريقا فعليا لنجاح الممثل في اداء دوره ام لا, وبشكل عام لا يمكن لستانسلافسكي إن يقف عند معلومة مجربة حتى من قبله والا تم ذكرها كاستشهاد عملي, الا إن الصدف تلعب الدور في لعب الممثل الدور بنجاح لا اكثر, وبهذا يكون فن التمثيل واقعا تحت ظرف صدفة يتمسك بها الممثل عسى ولعل إن تقوده لا إلى النجاح انما إلى اداء الدور ابتداءا, وهنا يؤكد مسعى ستانسلافسكي هذا إن التمثيل ليس التزام الممثل بنص المؤلف وخطة المخرج بل هو اسهل بكثير من هذه التفاصيل التقنية, إن التمثيل بحد وصفه لطرق تؤدي بالممثل لاداء الدور بنجاح هو إن تكون رهنا بالمجهول ولعلك تجد فيه عونا كبيرا, مع انه لم يحدد ماذا حقق هو بنفسه او حتى احد ممثليه من اعضاء فرقته المسرحية لما وصل افتراضا إلى مشارف العقل الباطن من خلال حادث تلقائي وكأن يكون عطسة او عسر هضم او حتى نوبة صرع او تمزق سرواله امام الجمهور, هذه كلها مفاتيح ابواب العقل الباطن, عفوا مشارف العقل الباطن, الذي يمكن إن يقود الممثل و اتقن استخدامها إلى النجاح.
إن الكارثة التي تمر على دراسة فن التمثيل هي اعتبار هذه القوانين الابداعية المفترضة من قبل ستانسلافسكي وغيره من المسلمات التي يجب على من يتدارسها بحثيا القيام بالالتزام بها دون البحث في اولويات ومبادئ الحث العلمي والتي من اكثرها بديهية هو عدم تقبل معلومة دون البحث فيها ولو منم نفس المصدر, واكاد اجزم إن لا احد قد اورد هذه المولة لستانسلافسكي والتي بدورها ليست مختبئة ولا متخفية في مصدر مجهول بل هو الكتاب الوحيد الذي يتفاخر به الباحثين كمصدر لالهام الكتاب والمخرجين والممثلين والنقاد كلهم على حد سواء لاب التمثيل وفنه, وعلى ما يبدوا إن عدم مناقشة مثل هذه المقولات من ذات المصدر الام والاب والجد لفن التمثيل له اسباب اكاديمية على رأسها عدم الاطاحة بما ورد من نتائج علمية مفترضة بناء على هذه المقدمات اللا علمية, مما يدل على إن المجتمع الاكاديمي انتقائي مع إن البحث العلمي لا يمكن إن يقوم على المسلمات الانتقائية حيث لا وراثة في البحوث الاكاديمية, مع إن هذا حاصل فعليا والدليل إن ستنسلافسكي حينما يرد كالقائد الثوري الفاتح لفن التمثيل لا تجد في متن البحوث الاكاديمية من ماستر ودكتوراه أي مقولة تناقض ما يطرحه حتى لو كانت من لسانه هو بنفسه, وهذا إن دل على شيء فليس اقل من ضرورة المراجعة لكل دراسة اوردت ستانسلافسكي بانتقائية واظهرته غير قابل للنقاش بناء على دراسة من قبلها وقبلها وقبل التي قبلها وكأنها ورث اكاديمي يمتد صلابته لا من اعادة المراجعة بل من الكم التراكمي, مع إن تكرار معلومة لا يجعلها صحيحة إن لم تكن حقا.