28 ديسمبر، 2024 7:52 ص

الصراع .. هل يكفي ان يكون مشروعا كي نصارع

الصراع .. هل يكفي ان يكون مشروعا كي نصارع

منذ الحرب العالمية الأولى بين ولدي سيدنا آدم قابيل وهابيل ، والذي لم يكن مشروعا بسبب انه صراع على من منهما يتزوج اختهما الوحيدة ، ولكني ارى انه كان حتميا ، وألا ما كانت البشرية قائمة اليوم .. منذ تلك الحرب كان النصر للقوي، وليس للضعيف صاحب الحق ، وترسخت منذ ذلك الوقت عناصر حق القوة وليس قوة الحق .

في اجتماع حزبي لي قبل الغزو الامريكي القذر بمبرراته الزائفة وطرق شنها ومدخلاتها البائسة ومخرجاتها (محاصصة – فساد – نفوذ اجنبي- تدخل اجنبي ) وكل عيوب الشرع كما كان آبائنا يقولون .. وكان هناك فقرة ثابتة في كل اجتماع وهي (الحدث الاهم في الاسبوع) فسألني الرفيق امين سر الفرقة فأجبت بأنه لا يوجد حدث مهم فاستغرب الجميع تقريبا وقالوا كيف ذلك الم تسقط قندهار ؟؟ اجبت بأن المجتمعين هم من اساتذة الاركان والحرب والدفاع الوطني ، ويعرفون حتما ان قندهار ستسقط (حتما) وكذلك افغانستان ، وأن المحطة القادمة بغداد وأن علينا التملص من هذا الصراع بأي ثمن ، لأن المواجهة تعني ضياع كل شيء .. اجاب احدهم وكان قرويا وبرتبة رائد ركن ((لن نستسلم وأن الحنطات والشعيرات موجودات ونحن اصحاب حق مشروع في الدفاع عن بلدنا )) سألته : هل تريد المواجهة ام النصر؟؟ الحنطات والشعيرات قد تفيد في الصمود ولكنها لا تحقق النصر وأن نصرنا الحقيقي يكمن في التملص ، ونحن نمتلك قوة الحق والمشروعية بعكس الامريكان لكنهم يمتلكون حق القوة الأقوى تأثيرا من قوة الحق .

هذا عندما كان العالم كله ضدنا والعالم كله حاصرنا حصارا مفجعا وصلت الموازنة فيه الى نصف مليار دولار شهريا فقط بينما وصلت الى 12مليار شهريا خلال ولايتي السيد المالكي .

الآن كل العالم معنا ، ومن لم يكن معنا فهو معنا بفضل امريكا وبفضل عناصر (القوة الكامنة ) التي نمتلكها . والتي نريد تبديدها كلها مقابل لا شيء ، سوى مصلحة من لا يزيدون عن عشرة اشخاص من القادة .

الا تريدون ان ننهي حربنا المقدسة اليوم مع الفساد الذي اذلنا اكثر مما اذلتنا به امريكا وابنتها المدللة (اسرائيل) بألف الف مرة ، ثقوا اننا ان خسرنا هذا النزال فلن تقم لنا قائمة ولن يفدنا بعدها لا فلسطين ولا (اسرائيل) ولا العضلات التي نبرزها هنا ومناك ، ولن يفدنا السلاح المنفلت ولا غير المنفلت .لأن الفساد لم يخلق السلاح المنفلت فقط بل جعل كل شيء منفلت . انها مرحلة حرجة ومنعطف خطير لا بد من اصطفاف كل عراقي شريف مع شعبه وثورته السلمية التي عنوان قوتها سلميتها .. ومن لا يعي شراسة المعركة وقوة العدو فيها عليه فقط ان يلاحظ حجم التآمر على المطلب الشعبي ( الدوائر المتعددة) ليعوا ان معظم اركان الطبقة السياسية الحاكمة ستقاتل في سبيل وجودها حتى النهاية ، فلنصمد حتى النهاية لأن لا معركة بعدها . الا معركة اكتوبر التي هددت بها امريكا كفانا الله شرها من خلال منحنا رأس مخافته (الحكمة) وأوصانا ((.. وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ..)) ولعل حقن قطرة دم عراقية واحدة في معركة خاسرة لا سمح الله هو العمل (الحكيم)

عليه نقول ان المعارك لا تخاض لكونها مشروعة كمعركة من اجل الحرية او الشرف مثلا بل في حساب دقيق لإمكانية تحقيق النصر فالهزيمة ستنهي الشرف والعرض والسيادة .