22 ديسمبر، 2024 8:55 م

تؤمن الشرائع  السماوية كافة بان الحياة الدنيا هي بداية التكوين البشري للإنسان وان حياة الآخرة هي الحياة الأزلية الباقية..
وهذا ما ذكرته كل الكتب السماوية التي انزلت على الانبياء والمرسلين واعتبرت شرائع الله على الارض وقد جاء مفهوم الدنيا بمعنى الادنى وقد ذكر القران الكريم كلمات مثل(( “دنا” وأدنى” ودان” ودانية”)) تشتركُ كلُّها جميعاً في معنى واحد فإما قرب المسافة او الشيء الادنى وهنا الامر متروك للأساتذة من ذوي الاختصاص في اللغة العربية.. ولكن وصف الله سبحانه وتعالى هذه الحياةَ  بالحياة الدنيا إلا لأنها تتَّصف بكلِّ ما هو “دنيء من الأمور التي تخص حياتنا اليومية واكبر دليل على كل ما نراه اليوم  من انشغالِ الناس اجمعهم  بالزينة والزخرفِة و النساء والمالِ.. وما الا ذلك من محتويات دنيئة اصبحت ملازمة لحياتنا اليومية وكأنها جزء مهم لابد من العمل به….
وهنا يتبينُ لنا  أنَّ الخالق العظيم ما وصفَ حياتَنا على  الأرض بالدنيا إلا لأنها أقربُ إلينا من حياة الآخرة والتي ربما نراها بعيده ولكنها في الحقيقة قريبة جدا وربما  يفصلنا عنها ما يقتضيه الزمانُ من وقت محدد مهما طال أمده حتى تقومَ القيامة وتبدأ عندها الحياة الابدية وهناك  نكون قد عبرنا النشأة الاولى ووصلنا الى النشأة الثانية والتي لا يعلمها احد من اهالي هذه الدنيا احد وعلمها عند  الله سبحانه وتعالى وبما اننا بني البشر قد منحنا الله ميزة خاصة مختلفة عن المخلوقات الاخرى ولكننا طوال حياتنا في هذه الدنيا  نعيش صراعاً مع انفسنا والجميع يسعى إلى تحقيق أهدافه أو إشباع حاجاته ورغباته وتجدنا نعيش دوما بين امرين مختلفين وعلينا ان نختار واحداً منهما فقط فنترك العسير والصعب ونذهب الى الاقل صعوبة..
ولا شك فيه أن عملية الاختيار هذه تجعل الانسان في مواقف صعبة  وتدعو إلى الحيرة لأننا نخاف احيانا من ان تؤدي اختياراتنا الى خطورة ألموقف او التضحية والتنازل عن بعض المكاسب أو المنافع وربما يكون هناك  تهديد للمال أو النفس وكل هذا هو الصراع الذي يتكلم اغلب العلماء عنه ومانعيشه على ارض الواقع وربما القسم الاكبر منا يعتبر الموضوع هو نوع من الفلسفة الفكرية متناسياً الحقائق التي يعيشها…
اليوم يعيش المواطن العربي بصراعه مع النفس للبحث عن رفاهية يشعر بانها افضل له وربما يتمنى ما يعيشه غيره من المواطنين في الدول الغربية وبالمقابل تجد المواطن الاوربي قد تجرد عن الكثير من القيم مقابل هذه الحرية الزائفة فتجد صراعه اشد احيانا وخاصة عندما يصل الامر الا انه يشك بزوجته وخيانتها له ولايستطيع محاسبتها لأنه يعرف جيدا ان التفكك الاسري موجود وعليه ان يتحمل الجزء الاكبر في هذه المهمة.
اما النقاط الاخرى فالمال والشهرة اصبحت احلام يقظة لدى الاغلبية حتى ان البعض اصبح يبحث بكل طريقة عن الشهرة او كسب المال وتجده دائما يصارع نفسه على ذلك…
والحديث طويل جداً.. والاماني كثيرة ورحم الله أمرئ عاش قنوعاً ومات راضيا بقدره في هذه الحياة…