22 نوفمبر، 2024 6:55 م
Search
Close this search box.

الصراع ليس مابين الإصلاح والفساد بل مابين المطبعين ورافضي التطبيع

الصراع ليس مابين الإصلاح والفساد بل مابين المطبعين ورافضي التطبيع

أحداث البرلمان لم تكن نتاج مفاجئ او خلقتها الصدفة أو صحوة ضمير لمن يدعيّ الإصلاح بل هي نتاج سنين من التخطيط والعمل الدءوب وبذل الأموال وتسخير الإعلام والفضائيات ومجاميع التواصل الإجتماعي والدورات الشبابية التي تقوم بها السفارات الغربية وخصوصاً الأمريكية في البصرة و أربيل تحت عناوين كثيرة من أشهرها دورات منظمات المجتمع المدني ، حتى خلقوا من هذا الجهد والتخطيط طبقة شبابية ترفض الدين ورجاله والحشد الشعبي وقيادته وكذلك إيران ومن يرتبط بها من تنظيمات او قيادات ، وهذه الطبقة الشبابية التي غسلوا أدمغتها بأفكارهم الشيطانية جعلوها أسيرة القرار الأمريكي الصهيوني وما يتصل به من حكومات عربية بدوية ، ورافق هذا العمل والجهد في تهيئة القاعدة ” العمل على تمزيق الشارع الشيعي من خلال تمزيق الجبهة الشيعية السياسية ، وكان التيار الصدري أفضل لقمة سائغة لهم لتعطشه للقيادة والسيطرة والانتقام من جميع الخصماء الشيعة وفي مقدمتهم المرجعية الدينية ، فدعموه بالمال والأدوات الإعلامية والمستشارين وجعلوا تحت قيادته وقراراته القيادات التشرينية فهم الذين سيطروا على هذه المظاهرات ومن خلالهم تم إسقاط الدكتور عادل عبد المهدي ليصبح الطريق سالكاً لصنيعة الأمريكان الكاظمي ، وهم الذين قاموا باغتيالات القيادات الحركية خلال ايام المظاهرات ( كاغتيال إيهاب الوزني في كربلاء كمثال) لكي تتجه الاتهامات الى التنظيمات المقاومة و الرافضة للتطبيع ومن ثم يتم رفضها من الشارع الشيعي كلياً ، فقام الأمريكان وعربان البدو بمهزلة تزوير الانتخابات ومن بعدها الضغط على المحكمة الاتحادية لتمرير هذه المهزلة وبعدها قام مؤيّدي التطبيع بمسرحية البرلمان للبدء بأول الخطوات العملية لتنفيذ المخطط التطبيعي وهو إعادة انتخاب المطبع الأكبر الحلبوسي.
فقد كانت هذه الخطوات مدروسة و مبيتة ما بين البرزاني والحلبوسي وقادة التيار الصدري ، وهؤلاء جميعهم قادة الفساد وقد سرقوا ثروات العراق لسنين طوال ولا يختلف في ذلك اثنان إلا الفاقدين للبصيرة او مغسولي الأدمغة وهم لا يعرفون شيء أسمه الإصلاح او الديمقراطية او احترام الرأي الأخر فهذا البرزاني أكبر دكتاتور في شمال العراق وأتحدى أكبر قيادي هناك أن يعترض على قراراته او يرفضها ؟؟ وأما فساده فما فضيحة لاجئي الكرد في بيلاروسيا إلا أكبر مثال على سرقته لثروات العراق والسيطرة عليها هو وأفراد عائلته مما دفع شباب الكرد على الهرب من ظلمه وجوره وفقره وكذلك الحلبوسي وقادة التيار الصدري ، أنا لا أقول بأمانة الباقين من القيادات الشيعية والسنية والكردية فهم جميعاً فاسدون أيضاً ، ولكنهم يرفضون التطبيع مع الكيان الصهيوني ، فهذه أمريكا تعلم علم اليقين بأن الجميع فاسدون وعندها الدليل القاطع في ذلك كما تعلم أن الإرهاب كانت تصدره السعودية وقطر والإمارات تحت إشرافها ودعمها ، فأمن العراق واقتصاده وثرواته لا تعني شيء للمعسكر الصهيوأمريكي بل يعني لها الذيل والعميل الحقيقي الذي ينفذ لها كل ما تطلبه منه ولا يعني لها دينه او مذهبه أو قوميته بشيء وأهم مطلب لها هو دفع العراق وشعبه الى التطبيع مع الكيان الصهيوني ، لهذا فأن الصراع الحقيقي ليس طائفياً او قومياً أو إصلاحياً ولكنه صراع مابين جبهتي التطبيع ورافضي التطبيع .

أحدث المقالات