23 ديسمبر، 2024 5:52 م

الصراع في العراق … حقائق ودوافع‎

الصراع في العراق … حقائق ودوافع‎

بات العراق حلبة صراع لكثير من الأجندات والدول والقوميات, فالمتمعن جيدا بحقيقة ما يجري في العراق من أحداث يجد هناك الكثير من المستويات التي تدير ذلك الصراع وتلك الأحداث التي تعصف بالبلد, فهناك مستوى ديني عقائدي, وأخر قومي, وكذلك الصراع السياسي, وهذه المستويات كلها تشترك وتتحد بعنوان البحث عن المصلحة والمكسب على حساب الشعب العراقي, فالوصول للغاية والهدف عند متبني تلك المستويات يبرر لهم استخدام الوسائل وان كانت قمعية وحشية فاشية تزهق الأرواح وتسفك الدماء وتهين الإنسانية.

وما مر ويمر به العراق من صراعات وحروب واقتتال شمل جميع تلك المسويات, فعلى المستوى الديني والعقائدي, نجد هناك صراع بين الديانات الصليبية والإسلامية واليهودية والمجوسية, بل حتى داخل الديانة الواحدة تجد هناك صراع طائفي مذهبي, أما المستوى القومي فالعراق أصبح ملتقى لصراع القوميات العربية والفارسية والأجنبية, وكذا الحال بالنسبة للصراع السياسي, فهذا الحزب وتلك الجهة أو الكتلة السياسية تتصارع وتتقاتل مع نظيرتها حتى وان كانت تلتقي معها في الدين أو المذهب أو القومية, مادامت المصلحة والمكسب الضيق الشخصي هو الهدف.

هذه هي حقيقة ما يجري في العراق من صراعات واقتتال, أما الدوافع فهي واضحة ومعلومة لدى الجميع وهي السيطرة على تلك الرقعة الجغرافية المهمة – العراق – التي ما إن سيطرت عليها جهة معينة تصبح هي صاحبة السطوة والسيطرة على الجهة الأخرى, وذلك لما تمتاز به الأرض من مميزات كجغرافيتها وثرواتها وما فيها من حضارات تاريخية ودينية تمثل رمزا مهما للعديد من الديانات والقوميات, الأمر الذي دفع بالجميع إلى التسابق على السيطرة على العراق, وإن كان في ذلك السباق زهق للأرواح وتحطيم وتدمير للبلد وشعبه.

يقول المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في جواب له على سؤال وّجه لسماحته بخصوص طبيعة الصراع في العراق بتاريخ 5/ 2 /  2015 م , وهو بعنوان (صراعات وحرب طائفية في العراق )

{… واهمٌ جدا من يُنكر وجود تقاتل طائفي وحرب طائفية في العراق ، والمؤكد جدا أنه يجري في العراق ألان كل أنواع وعناوين النزاعات والصراعات منها : صراع المنافع وصراع النفوذ وصراع البقاء وصراع التسلط والانتقام وصراع القبلية والمناطقية وصراع الطائفة والقومية وصراع الفكر والدين والأخلاق ، وفوق كل ذلك والمؤسِّسُ والداعِمُ له هو صراع الإرادات بين دول توسّعية مُحتَلّة تريد أن تَقْضِمَ العراقَ وخيراتَه وكلَّ دولِ المنطقةِ وخيراتها…}.