7 أبريل، 2024 10:37 ص
Search
Close this search box.

الصراع على مكة وبغداد

Facebook
Twitter
LinkedIn

(من سلسلة التبصير والتوعية 9)
هناك دون شك تصارع وتدافع بين الامم اليوم ، وهذا حاصل في كل عصر ، ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍۢ لَّفَسَدَتِ ٱلْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ﴾
ويجب ان نفهم ونعلم ان ليس هناك امم حديثة كما يحلو لبعض السياسيين ان يوصف خطأ ،ومعلوم ان السياسيين مهما بلغت فطنتهم هم اقل الناس علما في المعتاد ، الا من جاء الى السياسة بعد علوم اخرى برع فيها في الاصل والا فالسياسيون والاعلاميون دورهم تطفلي على ادوار اهل العلوم والمعارف ، وانما منحتهم سلطة الحكم والتاثير رايا ودورا فظن الناس بهم فضلا. فالسياسة والاعلام حقلان يتعاملان مع علوم واقعة مفروضة لايد لاي منهما فيها، وانما دورهما (السياسة والاعلام) توصيف مايجري او استخدامه او الاعتياش عليه ، ولذا تجد كثيرا جدا من الحمقى او ضعيفي الهمة وسفهاء الراي اعلاميين كبار او سياسيين ذوي قرار.
وهذا بحث اخر يطول التشعب فيه وفي اسبابه ولكن الله يؤتي الحكم من يشاء وينزع الحكم ممن يشاء.
•واذن فلاوجود لامم حديثة -كما يظن السياسيون- وانما يعرف علماء (الانثروبولوجي و السوسيولوجي) ان الامم والاعراق هي ما استقر من بداية التاريخ الى اليوم ولم ولن يستجد شيء ، الا اذا اراد الله يذهب الناس وياتي بخلق جديد ،﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾، وهو القادر على ذلك :﴿إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان اللّه على ذلك قديراً﴾
فامريكا مثلا ليست امة حديثة ولا كندا كما يشاع، انما هما دولتان تكونتا من مهاحرين من امم اخرى واعراق موجودة في الاصل ، ونشأتا على حساب اعراق كانت موجودة في الاصل ايضا. فمرة يحكمها اليهود ومرة البريطانيون المسيح ومرة الافريقيون ويسيطر على شطر منها الصينيون ويتلاعب بمقدراتها احيانا الروس ..وهكذا.فهي اداة بيد امم اصيلة ويديرها متنفذون يسعون لتوجيه العالم كما يشتهون.
والصراع دوما هو بين الامم الاصيلة والايديولوجيات التاريخية هو نفسه لم يتبدل ولم يتحول ، بنو الاصفر (الروم بمسمياتهم) ، وما وراء النهر (فارس وحولها)، والامم الافريقية ،وشرق الارض (بدياناتها السماوية) وغيرها ، والاعراق الهندية والصينية.
••وفي جانب الصراع الوجودي بين الديانتين (القوميتين العرقيتين) اليهودية و(الفارسية) ذات الاصل المجوسي والحاضر المتمسح بالاسلام “باطنيا” ، ومن يدور في فلك هتين الامتين او يؤثر فيهما او يتأثر بهما ، هو ليس صراعا مباشرا بل صراع تقاسم وتخادم ، اي ليست الغاية من الصراع هي نفسها التي كانت بين امبراطوريتي الروم والفرس فيما سبق ، كل يريد ان يدحر الاخر او يمحوه ، الامر اختلف كثيرا بعد ظهور الاسلام وسيطرته ودحره لهما مجتمعتين. ثم ان اسرائيل اليوم لاتمثل الروم رغم ان ايران مازالت تمثل الفرس وتعمل لحسابات قوميتها،
•••ولذا ترى ان هذا الصراع يكون -احيانا- صراع تخادم اكثر منه صراع تصادم . اسرائيل هدفها الوصول الى بغداد ان كان بمساعدة الكرد او الفرس او حتى الشيطان ، ،ولا اهمية عندها لمكة كما يظن بعض المسلمين ويخشى خصوصا بعد سيطرتها الوشيكة على القدس ، لا اهمية عند اسرائيل للزحف الى مكة “على الاقل في الهدف المنظور” فقد كفتها ايران مؤونة ذلك ، اسرائيل تمهد لايران باتجاه جزيرة العرب والعراق وتغطي عليها بتخادم متبادل وبالتاثير على امريكا ، لتغض الطرف ، ايران هي التي هدفها مكة دون شك وطريقها الى ذلك الخليج واليمن. وهنا لابد من الاشارة الى ان العرب المسلمين في مناطق الخليج والجزيرة قد ضيعوا اليمن- واي فتى اضاعوا ! ، فتضييعهم لهذا المستودع البشري الاسلامي الاصيل والمتجذر والشجاع افقدهم بل و أوقعهم بخسارة لاتعوض ابدا -وهذا مذكور مفصل عندي في دراسة خاصة لامجال للتشعب هنا- ملخصها ان عرب الخليج المسلمين اذ لاقبل لهم بمقاومة فارس وزحفها المتسارع بعد اقتطاعها نصف العراق والشام واليمن كان عليهم استجلاب اليمنيين الاقحاح المسلمين وتوطينهم ودعمهم وضمهم للوقوف سدا بين زحف الفرس الباطنيين وبين ارض العرب والاسلام ، وهذا لم يحصل ليس غباء او جهلا بذلك وانما قصدا.!
عودا فان اسرائيل هدفها بغداد لان النيل وحوضه اصبح قريبا اليها ، وفي متناول اليد ان كان بولاية حكام متواطئين او بالاتفاق مع الاعداء الاثيوبيين وغيرهم مما حوله . ولابد اذن من بغداد التي كانت حلما ايام صدام ومن قبله . وهذا حلم وهدف اصيل لاسرائيل (من الفرات الى النيل).
ايران تعرف ذلك وهي تسيطر على بغداد لامرين ، اولهما المقايضة مع اسرائيل والمناورة مع حاميتها امريكا حول ذلك. وثانيهما للاعتياش على اموال العراق -هذا البلد الغني- وتوسيع تدريبهم للجيوش التي تمولها ايرانن في خارج اراضيها والصرف على مشاريعها الكبرى الاخرى وعلى شراء الذمم وتقاسم الاعباء المادية مع بن زايد وامثاله حتى لايكون ثقل ايران ماليا اقل من خصومها او منافسيها في مناطق الصراع سيما وان ميزانيتها لاقبل لها بكل هذا مع داخلها الرافض و المتهالك شعبيا.
فايران هدفها مكة وان سيطرت على بغداد ، واسرائيل هدفها بغداد وان بدات بالسيطرة تدريجيا على مكة. والله بيده حسم الامور.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب