صراع مرير وماراثوني على اختيار رئيساً للبرلمان خلفاً للحلبوسي رغم ان المحكمة الاتحادية قالت كلمتها بصحة جلسة الانتخاب الاولى، فتسرب الأمل من بين أيادي جماعة ” الجلسة الثانية ” لفتح باب الترشيح مجدداً ، وقال نصف الأخ الاكبر في الاطار التنسيقي بعدم الذهاب الى خيار تعديل فقرة في النظام الداخلي تتجاوز قرار الاتحادية لفسح المجال أمام ترشيحات جديدة يبني عليها الحلبوسي آمالا جديدة بعد انسحاب الشيخ شعلان الكريم الذي ” غدر به الغادرون ” في اشارة واضحة الى تقدم الذي يرأسه الحلبوسي وبعض من الأخ الأكبر !
الأخ الأكبر الطيب والهاديء الذي غادره النيار الصدري ، في الحقيقة يتلاعب بخيارات المكون السني وصولاً الى رئيس للبرلمان ، ضعيف بسهل قيادته تحت قبة البرلمان وخارجها ، تحت شعار ” هاتو مرشحكم ونحن نصوّت ” ، وهو شعار تدليسي يرمي الكرة في ملعب الآخرين لكنه يبقى محتفظا وبقوة بصافرة التحكيم التي بامكانها ان تتلاعب بنتيجة المباراة رغم الفار ومن يجلس خلفه حفاظا على النزاهة والشفافية !
صحيح إن العقدة الرئيسية في قيادات المكون السني، التي لم تنجح حتى الآن في توحيد صفوفها بالمشتركات على الأقل لمواجهة حَكَمْ تحوم الشبهات حول نزاهته وتقديم مرشح لمنصب الاعراف السياسية التي أوجدتها طبقة سياسية فاشلة لعباً ونتيجة ، الا ان الحقيقة إن الازمات من هذا النوع هي نتاج مشوه لبنية سياسية مشوهة انتجتها ظروف بالغة التعقيد قائمة على تضارب المصالح اولاً وفقدان الثقة بين القيادات الرسمية الرئيسية لمكونات المجتمع العراقي !
الاستنتاجات الأولية لمشهد الصراع هذا تذهب الى ان النائب سالم العيساوي يقف على رأس قائمة من اثنين هو والسيد محمود المشهداني الذي فشل في تجربة قادها سابقاً فأُقيل أو استقال بسبب سوء ادارته، وعلى الأغلب لاحظوظله في تثنية التجربة ، فيما يبقى العيساوي مرشحاً قويا رغم المعارضة الشديدة للحلبوسي الذي اُقيل هو الآخر بسبب قضية تزوير ، والذي مازال يراهن على الأغلية الضائعة والتحالف المشوّه مع بعض اقارب الأخ الأكبر !!
محاولات قطع الطريق على العيساوي التي يقودها الحلبوسي ، من المرجح ان لاترى النور رغم كَمْ ونوع التنازلات المعيبة التي يستعد لتقديمها أو قدمها حقيقة لقوى واحزاب داخل الاطار التنسيقي ، تعويضا عن انفراط الاغلبية بالانسحابات الفردية والجماعية من تقدم الحلبوسي !
وفي قراءة لمشهد من هذا النوع ليس أمامنا الا طريقين ، إما الذهاب الى انتخاب العيساوي رئيساً لمجلس النواب أو بقاء المندلاوي حتى نهاية الدورة الحالية على بركة الله ورعايته !!!