19 ديسمبر، 2024 8:05 م

الصراع عربي والمحتل رب البيت

الصراع عربي والمحتل رب البيت

قبل عدة اشهر تطرقنا في مقال عن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط وهيمنة الدول في مصالحها اتجاه الوطن العربي . اليوم وبعد عدة اشهر تصح عباراتنا وما قلنا سابقا عن التحكم بالعقل العربي وجره الى الصراعات الداخلية والانقسامات لكي تفرغ الساحة للقوة الاستعمارية لتنفرد بترتيب البناء الخاص بقواعدها داخل البنية الإسلامية أولا والعربية ثانيا .

اليوم وبكل ثقة وقوة يعلنون الجولان ارض إسرائيلية والصمت العربي كان ومازال سيد الموقف في كل قرار تتخذه الإدارة الامريكية او الإسرائيلية بما يخص فلسطين والوطن العربي وبهذا قد نجحوا بالتحكم بالعقل العربي باي اتجاه يرغبون به وقد اثبت هذا النجاح حين اقنعوا الشعوب العربية ان التغيير يبدا من ربيع الثورات التي تطيح بالحكام وان الشعوب لابد ان تأخذ حريتها بالكلام والعمل وقد انصاعت الشعوب العربية بالكامل تحت هذا المسمى القاتل .

لا اريد الدفاع عن الأنظمة السابقة في حكمها لكن لو جردنا العاطفة ونظرنا بعين المنطق قد نرى ان السابق كان افضل بكثير مما يحدث اليوم . بدأ من العراق مصر الجزائر ليبيا اليمن تونس واي بلد اخر حدث فيه ما يسمى الخريف العربي .
بينما نحلل اليوم معطيات القرارات السابقة والخطوات الماضية اليوم تقصف غزة كالعادة بالصواريخ والطائرات والكثير يستشهدون دون حتى تعبير شجب من أي أنظمة حاكمة او شعب عربي حي الا ثلة قليلة ممن بقى في صدورهم قليل من الوطنية والرحمة والعروبة .
اليوم اليمن والعراق وسوريا وفلسطين وباقي شعوب المنطقة تحفر مئات القبور لبراعم نامية وشباب محب وتطمرهم تحت التراب . خلت الإنسانية من الشعوب العربية ونجح رب البيت الصهيوني بان يتحكم فينا كيفما يشاء لسببين الأول غياب الوعي والجهل الكامل والثاني غياب العقيدة التي كانت تحكم النفس وتامرها بالاخوة والسلام والدفاع عن الاخر حتى الموت . وبهذا سكون الانسان العربي قد غيب بالكامل عن انسانيته وعقله وسلمه جاهزا تحت تصرف الصهاينة بالتحديد .

اني في هذا المقال لا ارغب بثورات عربية او انتفاضة ضد المحتل والأنظمة الحاكمة ولكن ثورة ضد النفس وتأنيبها وارجاعها الى الطريق الصح . التعلم من جديد واستيعاب العلم وفتح عقولنا نحو ازدهار عقلي حتى يتسنى لنا فهم ما يدور حولنا وكيف نقف بوجهه .

اليوم إسرائيل قد بنت لعبتها بالاتجاه الذي ترغبه وباتت تتحكم فينا وتقتل فينا دون ان نشعر حتى نسلم لها اعناقنا جاهزة للقطع في أي لحظة رغبت بذلك . أتمنى ان اصحى ذات يوم وارى شعبا عربيا ابيا ينتفض من صمته وخوفه ضد ظلم نفسه أولا وانظمته الظالمة ثانيا ويقف بوجه هذا الكيان الاثم الذي زرع الفتن ونجح فيها . لابعيد في ذلك لو تحكمنا الى ضميرنا الإنساني قبل عواطفنا واحزابنا ومصالحنا .

أحدث المقالات

أحدث المقالات