ذكرنا في الصفحات السابقة معلومات متواضعة ‘ ولكنها واقعية كجزء من التأريخ البشري تؤكد حقيقة أن رسالات الدين ( الثلاثة السماوية ) أنزلت ليفهم الانسان إذا يطمح الامان في الدنيا عليه أن يدفع بالتي هي أحسن ولكي يدفع الشر عن نفسه عليه أن يبتعد عن مايعكر حياته ‘ وأن الرسالة الاخيرة ( الاسلام ) تؤكد من خلال التأكيد على قدسية الكتب السماوية قبلها وضرورة التزام الانسان السوي و المؤمن بتلك الرسائل و التعاون لنشر الخير و مواجهة اي شرور تهدد انسانية الانسان .
من هنا عندما نأتي الى تصفح خلفيات ازمات العالم اليوم والتي يجري الحديث عنها تحت عناوين مختلفة ‘ وتدعي الغرب بانه تواجه تلك الازمات وتحاربها معلنا و بشكل منظم بأن مصدر تلك الازمات هي الشرق ‘ و بالتحديد الفكر الشرقي الذي يقوده المفهوم الاسلامي ‘ وكل امكانيات الغرب ( الا بعض العلامات الخيرة بينهم يظهرمن هنا وهناك بين المنورين الغرب ) مسخرة لاتهام الاسلام ( الدين والرسالة والحضارة الانسانية ) بنشر العنف والعدوانية ..! ‘ لذا ترى بدافع من الغرب ( مصادر القرار فيه ) اغرب ظاهرة في مجتمعات الشرق ( الاسلامية ) وهي كتابات و ندوات و تاسيس منظمات تحت عناوين متنوعة وتظهر اقلام وتطبع كتب وبشكل واسع ‘ كل ذلك يلتقي في نقطة واحدة هي : تشوية هذه الرسالة ‘ الى حد انه وفي بعض مجتمعات العالم الاسلامي هناك مفكرين ظهروا بشكل مفاجأ يكتبون دراسات قويه وعميقة وبجانب ذلك ولنفس الهدف دراسات شعبية سهلة الفهم ومؤثره من الجانب النفسي والاجتماعي وحسب الطبيعة الانسانية في مجتمعات الشرق ‘تؤكد ان اسباب كل المشاكل عموما و التخلف في المقدمة ‘ سببه انتمائهم للاسلام ‘ وإستمرارا لنهج ( فرق تسود ) لخلق الازمات ‘ يركزون في ذلك على الانتماءات الاقلية العرقية بأن سبب تخلفهم وكل ازماتهم الاجتماعية و الاقتصادية و الانسانية سببه انتمائهم للاسلام ‘ مع الايحاء وبشكل مدروس أن في الغرب ‘ ليس للدين أي سلطة أو تأثير في التخطيط والبناء والتربية وحرية الاختيار والامور اليومية للفرد وأهم من كل ذلك لايسمح ( في جنة الغرب ) بتدخل الدين في الامور السياسية وفي امور السطات الحاكمة المدنية …. وهذا مانحاول أن نكذبه بوقائع تاريخية وعصرية وأن مصادر القرار في عالم الغرب يمارس الحد الاقصى من النفاق في هذا الجانب ‘ وأن أوضح وأول نفاقهم يظهر في دعمهم القوي و الى اقصى حد للكيان العبري الاستيطاني المسخ إسرائيل في اقرارها ( بان دولتهم يخص فقط الدين اليهود ويتم تعليم التاريخ اليهودي وتراثة وتقاليده في كل المؤسسات التعليمية والخدمية )
في الغرب ( العلماني تدعي فصل الدين عن الدولة ) هناك 17 دولة تبني في دستورها المسيحية الدين الرسمي لها و تم صياغة المواد المهمة من دساتيرهم من وحي الكتاب المقدس ‘ و 29 من الدول الغربية وضع الرمز الديني كـ ( صليب ) رمزا مقدسا على علمها الوطني ‘هكذا فأن الوثائق و القوانين تؤكد العلاقة بين الدين والدولة قائمة على الاحترام المتبادل ، وهو ما يبدو بوضوح في بنود الدساتير للدول الأوروبية ‘ ويحظى الدين باحترام خاص ، وخاصة في اعتباره قيمة لا بديل عنه بالنسبة إلى المواطنين في كل دولة ‘ أما فيما يخص الاسلام فمصادر القرار في تلك الدول ( وطبعا الادارة الامريكية في المقدمة ) يخططون كيف يساعدون حلفائهم في الشرق على تعميق بدعة ( ابتعاد الدين عن السياسة ) وكيف يقلصون الحديث عن الدين في منهاج التربية والتعليم و كيف ينشرون وعلى اوسع نطاق : أن الدين الاسلامي هو الفكر الوحيد على الارض انتشر بحد السيف و الحروب و ….ألخ
( 3 ) مهمة كل جهة متنفذه في أمريكا
محاصرة نمو الاسلام الحقيقــي
منزلة الدين من السياسة الأمريكية ودورها في استراتيجيتها الخارجية لم يعد خاف اليوم ‘ ذلك الدور الذي أصبحت تلعبه وسائل الإعلام المختلفة والتي تؤكد مدى تغلغل إلايديولوجية الدينية العدوانية الطابع ضد كل من لا يشبهها في العالم عموما و فيما يسمونه “بالشرق الأوسط” على وجه الخصوص .
ومنذ نشوء مصدر القرار الامريكي كقوة جعل الهيمنة اهم هدفها خارج ولاياتها ‘ يشكل الدين أحد محددات العلاقة بينها وبين الشرق الأوسط، وكما هو معلوم فقد كان التبشير البروتستانتي الذي حمل لوائه رجال ونساء الإرساليات الأمريكية في المنطقة هو أول نمط للتفاعل السلمي بين الطرفين، وكان “تجمع المبشرين في واشنطن” يضغط باستمرار على صناع السياسة في البيت الأبيض لضمان حرية حركة وعمل المبشرين الذين كان يرسل بهم إلى المنطقة للعمل تحت يافطات تعليمية وطبية وإنسانية وإغاثية و…الخ. ورغم حملة نفاق الاعلام الامريكي الموجهه الى غربي الهوى في بلدان الشرق المنكوبة حول ضرورة فك الارتباط بين السياسة والدين و ان ليس للحكومة علاقة باي ظواهر دينية وهذا الموقف اهم لاي دولة شرقية لكي تكون مقبوله في نادي ( الامم الراقية …!!!) ‘ الا اننا بين ايدينا العرض المقارن لسبعة كتب صادره في امريكا حول الديني والسياسي فيها تتجمع رؤى وتفسيرات مختلفة ‘ السمة الغالبة عليها جميعا ان احد من هذه الكتب لاينكر البته علاقة الديني بالسياسي ..! وتؤكد الكتب السبعة على ان تاثير الديني في السياسي في امريكا من الثوابت السياسيةو الاجتماعية هناك ‘ ومن ثم نجده يؤثر على علاقتها مع الشرق الاوسط الاسلامي ‘ وأهم محاور في تلك الكتب رؤيتهم للشرق الاسلامي حيث المعاداة الكبيره التي يكنها الاصوليون الامريكان تجاه الاسلام ‘ والدعم المستمر لاسرائيل وضرورة تحويل العالم الى اعتناق المسيحية الانفانجليكية ‘ وهنا ننقل مختصر العرض تلك الكتب لتوضيح الصورة الحقيقية للنفاق والعدوانية من يقود الولايات المتحدة الامريكية خلف الالوان البراقة لامهمة لهذه الالوان سوى تخدير البسطاء من الناس و سحق كل مظاهر الخيرين المؤمنين بالحرية الحقيقية للانسان السوي على الكرة الارضيه دون تميز للانتماء اللون والعقيدة والارض وهذه هي التوجه الحقيقي لرسالات السماء التي تحاول رعاع الافكار العدوانية تزورها من اجل تحقيق اهدافهم العدوانية :
كتاب ( الدين والسياسة في الولايات المتحدة تاليف مايكل كوريت و جوليا كوريت ‘ انقسم الكتاب الى اربعة اجزاء تضم ابعاد علاقة الديني بالسياسي في الخبرة الامريكية وهي على التوالي : البعد التاريخي مما قبل انشاء المستعمرات الامريكية حتى اواخر التسعينيات والبعد القانوني الدستوري ثم الدين والرأي العام ثم البعد الخاص بنتائج المؤثرات الدينية على الممارسة و العملية السياسية في النظام الامريكي ‘ ومن اهم ما يؤكد الكتاب علية الترابط والتداخل بين الدين و السياسة .
كتاب ( كيف نفهم الاصولية البروتستانتية والايفانجليكية للكاتب جورج م مارسدن الذي يتتبع فيه الاصولية الدينية عبر القرنين التاسع عشر والعشرين مؤكدا على ان التداخل الديني ( الايفانجليكي تحديدا ) في السياسي يعدمن ثوابت النظام المجتمع الامريكي
كتاب ( اصول التطرف : اليمين المسيحي في امريكا ) عباره عن مجموعه من المقالات لباحثين متخصصين في هذا المجال في امريكا يروي الكتاب ان الاصولية تنذر بخطر نشوب صراعات داخل المجتمع الامريكي حيث هذا يعني التفات على علمانية الدولة ( وفق تعديل الدستور الاول ) باعتبار ذلك امرا الهيا .
كتاب ( مقدمة في الاصولية في امريكا والرئيس الذي استدعاه الله وانتخبة الشعب الامريكي مرتين ) في كتاب تقرير من ( النيوزبك ) التي خصصت نصف عددها الصادر في 15 تشرين 1 / 2004 لتحليل نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية ودور الاصولية الدينية في الدفع الجماهيري لصالح بوش الابن ‘ بالاضافة انه في كتاب ثلاثة فصول الاول بعنوان حروب الرحمة توضح كيف يربط بوش الابن وادارته اليمينية بين المصالح القومية الامريكية والاصولية الدينية على نحو غير مسبوق اذا يرون ان امريكا ( بلد الله ) ذات مهمة جلب السلام للعالم من خلال الحرب ( ملاحظة ضمن الموضوع : عند الاستعدادات لبدء الحرب لغزو العراق كنت اعتقد ان تركيز بعض المصادر الاعلاميه التعبويه العراقيه على اثارة الناس بان الاستعدادات الامريكية للحرب ضد العراق امتداد للحرب الصليبية وقصد الاساس منه ضرب الاسلام الدين والرسالة والحضارة ‘ يهدف فقط دفع العالم الاسلامي و الاتجاهات الدينية في المنطقة ان يدعموا العراق ويدافعون عنة باعتباره متحديا للعدوانية الامريكية ) ‘ ولكن محتوى هذا الكتاب يؤكد بشكل لا لبس فيه ان الروحية العدوانية لاصولية الدينية في الغرب لايزال تحركها نفس الروحية العدوانيه لاول حرب صليبية الذي انهاها التصدي الاسلامي على ابواب القدس عام 1193 )
كتاب ( الكتاب المقدس والاستعمار ) من تاليف القس مايكل بريور والمؤلف نفسه يعتبر اهم مايميز هذا الكتاب ‘ فهو شاهد من اهلها يتكلم من منطلق المصداقية الاخلاقية والواجب المعنوي وضمير رجل الدين آلى على نفسه كشف مخططات وتبريرات قوى الاستعمار ذلك المفهوم الذي اعادته السياسة الامريكية بثقل الى العلاقات الدولية بعد احداث 11 / 9 / 2001
كتاب ( بلد الله : الدين في السياسة الخارجية الامريكية لوالتر راسيل ميد استاذ كرسي هنري كسنجر للسياسة الخارجية الامريكية في مجلس العلاقات الخارجية ‘ يركز على التمسك بدعم التقوية الاصولية الدينية ( الايفانجليكية ) ضمن تغيرات هيكل توزيع القوى والتيارات الدينية واتجاهاتها لتاثيراتها على السياسة في الولايات المتحدة الامريكية لاسيما الخارجيه منها .
كتاب ( صعود البروتستانتية الايفاتجليكية في امريكا وتاثيره على العالم الاسلامي من تاليف الدكتور محمد عارف وهو ماليزي عمل كاستاذ للاقتصاد السياسي في امريكا لمدة ثلاثة عقود ‘ يوضح بدقة التطورات الاصولية الدينية ( البروتستانتية الايفاتجليكية ) وكيف تغلغل تاثيرها وانصب على وسائل الاعلام والتربية والقضايا الاجتماعية .
من عرض مختصر للكتب السبعة اعلاه يظهر ان دعوة ( اعلام العولمي – إن صح التعبير ) منطلق ومدعوم ماديا ومعنويا من قوة مصدر القرار في واشنطن للعالم بضرورة ابعاد الدين ( كل الاديان …!!!) عن السياسة وإختيارات الانسان : الفرد وبالتالي المجتمع و المؤسسات الرسمية للدولة عموما وفي بناء العلاقات مع العالم ليس الا ذروة النفاق مصدر القرار في ( الولايات المتحدة الامريكية ) و أن حملاتها الاعلامية و حروبها ( مباشر كما حدث في احتلال العراق وافغانستان ) و حروبها بالنيابة : في سوريا و اليمن و مصر وليبيا الذي كانت نتائجها ضهور قاعدة و اخواتها داعش و النصرة ….ألخ وتحذيرتها للعالم من خطر ( الاصولية الاسلامية ) …ان كل ذلك ليس الا خطه دقيقه ومدروسه بانتظار يوم يعلن في العالم ان طريق انجاح الامن والامان للانسانية ليس الا نهج امريكي الذي تقوده الاصولية الدينية تعمل مصدر قرار الامريكي بكل ما لها من قوة ( الشرالعسكري ) والشر المعنوي : الاعلام و الخداع عن طريق العولمه والعالم قرية صغيرة واسواق مفتوحة و صرف اموال لمايسمى بالمنظمات الاجتماعية المفتوحة مهمة الكثيرمنهم اسقاط كل مظاهر مكارم الاخلاق الذي هو ركيزة الحفاظ على انسانية الانسان ‘ لكي ياتي يوم يعلن على رؤوس الاشهاد حربها الصليبيه علنا كما بدأت في اول حملة لهم في الماضي باتجاه القدس .. وماكان زرع الكيان الاستيطاني في فلسطين الا لتحقيق هذا الهدف .