تسارعت الاحداث بعد اصرار اربيل على اجراء الاستفتاء بذريعة تقرير المصير رغم الرفض العالمي والقليمي بالأجماع للتصويت رافقه رفض الحكومة المركزية من قبل بغداد التي عدته استهدافا للسيادة العراقية وبذرة التقسيم التي ستنبت الويلات على ابناء العراق من الشمال الى الجنوب ، الامر الذي دفع بالقوات العراقية لإحكام قبضتها على محافظة كركوك النفطية ومؤسساتها وحقول البترول فيها في عملية عسكرية لم تتجاوز الساعات الاربعة .
في الوقت الراهن يصعب التقاط معلومة مؤكدة عن التداعيات ما بعد دخول القوات الاتحادية لكركوك وتحت هذه التصرفات العدوانية الطائشة والتهديدات المخجلة التي تطلقها كردستان ما يدل على هستيريا خسارة النفوذ وتبدد أحلام الانفصاليين ولا نعلم ما ستؤول اليه الامور اذا حصل ما يسمى “بالانشقاق الكردي” .
تجاهل مسعود البارزاني تصريحات الخارجية الامريكية والدعوات الاخرى بشأن الاستفتاء والتهديدات الاقليمية التركية الايرانية المعارضة له ، لم تمكن المسؤولين الكرد من احتواء هذهِ الأزمة
بينما كانت الحكومة المركزية تفضل أن يستوي الأمر على نار هادئة ولكن عوامل شخصية عديدة لمسعود بارزاني دفعته لهذا القرار والأصرار على تنفيذه ،و لم يدرس الواقع بصورة جيدة بعد ان خدعته توقعاته التي اخطأ بها وعرض الشعب الكردي للخطر بإصراره على اجراء الاستفتاء بعدما أخذه الغرور والتعالي بما يرى ورفض كل دعوات التهدئة وهو ما سيوجب عليه ان يتحمل كافة التبعات التي سيدفع ثمنها ابناء المناطق الكردية.
هنالك تيارات تتراشق التهم وتوجيه اللوم تحت منطلق “الخيانة” بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد الكردستاني ستؤدي الى تصادم وتضارب في الصف الكردي و يتطلب المشهد موقفاً قوي وتاريخي من السيد مسعود بارزاني حتى لو اضطر على التنحي، لانه المدير والمحرك في الجماهير الغاضبة والتي زرع في عقولهم الهواجس والمخاوف من القوات العراقية التي كانت شريكة مع البيشمرگة في القتال ضد تنظيم داعش و في نفس الخط ضد النظام السابق .