ان انحدار الإنسان ذاتياً نحو الأنانية في ظل انقلاب المفاهيم المجتمعية وتوجهها نحو الكل دون تمييزهو الجزء المهم في خلق هذه المحن ، الأمر الذي خلق فروق طبقية واجتماعية ساهمت في تأزيم العلاقات البشرية، فكانت الدماء بدل التعقل و جثث القتلى طيلة السنوات المنصرمة لم تعد تؤثر في ضمائر هؤلاء من القتلة وسفاكي الدماء حتى لو استمرت تلك الصور ومهما كان عدد الضحايا ومن اي جنس و لغة ومن اي دين كان وتسعى إلى خلق كيان عالمي متخلخل لا أخلاقي من خلال برامج و سياسات و أدوات تهدف إلى تلويث جميع القيم و المعتقدات الدينية و هذا ما نجده في حملتها ضد الشعوب اليوم ، فلم تعد تؤثر فيهم ولا تحرك ذرة من مشاعرهم الفاقدة للانسانية ؟
اما المنظمات الدولية تصاب بالخرس إذا عاث هؤلاء قتلاً وتفجيراً، بينما تكاد تصرخ بأعلى صوتها عندما تطبق سلطات الدول القانون ومعاقبة هؤلاء الجناة، والذين تؤكد ممارساتهم فعلياً أنهم أبعد ما يكونون عن خانة الإنسان.. والمذهل أن هذه المنظمات تلطم الخدود وتشق الجيوب عليهم لتدافع عنهم بحيلة الدفاع عن حقوق البشر وهم ابعد مايكون عن البشرية.
فهل كانت المجتمعات قائمة على هذا المخزون من الحقد الدفين، لتنفجر في السنوات الاخيرة بهذا الشكل المقزز، او تمثل في شماتة ظاهرة، واستبشار لنصرة فريق منهم ضد الخصم الآخر، وتنشر على هذا الكم في منشوراتهم ووسائل اعلام والتواصل الاجتماعي لتلعب على عقول البسطاء وتستفزهم بل إنها تلعب على مشاعرهم، وتسعى لاستمالتهم كي تستفيد منهم في أوقات الأزمات، وتحرص على تحقيق بعض المصالح الصغيرة للمتعايشين حتى تضمن ولاءهم وتَأمَن تقلُّبَهم، هل هكذا هي العلاقات البشرية ام عليهم أن يضعوا انفسهم مكان الاشخاص الذين هم امامهم ويشعرون بأنهم هم ، ويحاول كل واحد منهم ان يسأل نفسه هل نحن في زمن لا زالت فيه الإنسانية تتمتع بروح البقاء؟ هل نحن أقرب اليها أم أن هناك بون شاسع؟ فمن الإعتيادى أن يكون ذلك الانسان اذا كان واعيا و مفكرا يحترم حقوق الآخرين ويرى أن كل فرد كإنسان مساوٍ لغيره وليس مختلفا لكي نسميه انسان.
لقد توالت على دول العالم احداث جسام زلزلت أركانها وهزتها هزة عنيفة وتركت ورائها الكثير من القتلى والجرحى و الدماء التي سالت بأيدي من هم من شاكلتهم من حيث الجسم والغرائز ولكن فاقدي العقول أكثر مما سالت بيد الغير ، بداية من الممارسات ضد الشعوب الفقيرة والتي تدفع نفسها نحو الحرية وتقابل بالدماء المنهمرة منذ عقود ، مرورا بالأحداث التي نعيشها ونقرأ عنها ونراها كل وقت وساعة في البلدان العربية والإسلامية بداية من السودان والصومال و في ليبيا والاقتتال بين فصائله المتناحرة مرورا بالعراق الذي تعافى والحمد لله من هؤلاء الاشرار فلم ننس بعد ما لحق من مآس وتخريب ودمار في هذه البلد وما يهدد لبنان وصمود سوريا التى دفعوا اليها بآلاف الارهابيين من مختلف الجنسيات و من أنحاء العالم واليمن الذي لازال سعيداً بهمة ابنائه ليدافعوا عن وطنهم من الاوغاد رغم ما يجري على أرضهم من قتل وتدمير وبؤس إنساني يندى له الجبين من قبل من ينتمون الى دينهم والبلدان الاوروبية والافريقية والاسيوية واخيراً وليس اخراً بالامس نيوزلندا واليوم سريلانكا والتي تشابكت مصادرها .
“ألم يحن بعد وقت النهوض أيتها الإنسانية ، متى تفيقي من سباتكي هذا، الى متى ستبقين هكذا،الى متى ستظلين مكبلة بسلالسل النفاق والخداع ، الى متى والأوطان تسقط أمامك كالمطر ، الى متى سيضل الظلام يخفي الحقيقية عن الأبصار ، ألم يحن الوقت بعد ليسع العالم نور الحرية ، أليس كل الأفراد أحرار؟ ألم نخلق لذلك ” … فلماذا الصمت لمثل هؤلاء الاشرار