11 أبريل، 2024 4:59 م
Search
Close this search box.

الصراع الاعلامي

Facebook
Twitter
LinkedIn

اليوم لايخفى على احد تـأثير الرسائل الاعلامية التي تتبناها مختلف الوسائل الاعلامية  في خلق انماط التفكير وتوجيه رأي المجتمع بكل طبقاته وفئاته ،  ولكن هناك ميزة اضافية قد انفردت بها ذلك اعتبارها من اهم الاسلحة التي يعول عليها في الترويج للمخططات او الاجندات  المرسومة للتغيير في خارطة موازين القوى الدولية ، وبرهنت التجارب التي شهدتها الساحة العربية من تغيرات كبيرة ومتسارعة في سقوط الانظمة الحاكمة التي عشعشت عقودا من الزمن على كراسي الحكم ، وكان لكثير من الوسائل الاعلامية وخصوصا القنوات الفضائية التأثير المباشر في دعم تلك الثورات وزيادة زخمها الا انها سرعان ما رفع الغطاء على كثير من هويات تلك الوسائل وانكشفت عورة منهجها المخالف لشروط وضوابط الممارسة المهنية الاعلامية في التضليل والافتراءات وقلب الحقائق ، وذلك خلق صراعا اعلاميا بين عدد من الوسائل الاعلامية حيث منها من يسوق الاخبار والتقارير وفق مصالح سياسية معروفة خيث لم تتوانى من اتخاذ ابشع السبل للترويج للمشاريع وذلك بزرع الفرقة والانقسام وروح العدائية وتغذيتها بالنفس والروح الطائفية المقيته ، لذا اصبح الصراع السياسي بين القوى المتضادة في الساحة العربية باتجاهاتها المتقاطعة ان تنتقل بكل ثقلها وبالاستعاضة الكاملة الى الوسائل الاعلامية ، وليس من الصعب التمييز بين مشروعين دوليين متضادين تحاول الاطراف المعنية بفرضه واقعا قسريا على شعوب المنطقة من خلال اداة فاعلة بل سلاحا مؤثرا واعني الوسائل الاعلامية التي لايمكن ردها او صد ها الا من خلال وسائل اعلامية  ترتقي الى مستوى خطورة ما وصلت  اليه الاوضاع الراهنة على الساحة العبية وان امتداد تأثيراتها لامحالة ان تمتد بيسر الى العراقـ
رغم التأثيرات الفاعلة التي تحملها الرسائل للوسائل الاعلامية المختلفة  في فرض  او الترويج للاهداف التي  تسعى اليها ، واصبحت الاداة الفاعلة في تكوين الراي العام وتوجيهه وفق المسارات التي تتبناها  والتي في اغلب الاحيان  توافق  المصالح والمنافع جهات سياسية على حساب غيرها ، واليوم نلاحظ ان الصراع السياسي امتثل بكل ثقله الى تلك الوسائل الاعلامية في ساحة صراع اعلامي مستعر ، منها من يسوق الاخبار والتقارير للتسقيط والتشويه  حيث لاتتوانى باستغلال المكر التضليلي الاعلامي  بكل نظرياته التجريبية  والقسم الاخر من الوسائل الاعلامية تجهد نفسها في التفنيد وكشف زيف  الاعلام المضاد لها ، لذا اصبح الاعلام اليوم سلاح يتجاوز بتأثيراته الاسلحة الاخرى  في خلق الاجواء الملائمة  لتمرير المشاريع الدولية الكبرى لرسم ملامح العالم ومراكز القوى الفاعلة على خارطته .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب