23 ديسمبر، 2024 6:00 ص

الصراعات الداخلية الطائفية ..

الصراعات الداخلية الطائفية ..

في اواخر الخمسينيات من القرن الماضي تشكل حزب الدعوة الاسلامية كما يُطلق عليه وكانت اولى مهامه هي الوقوف بوجه المد الشيوعي واليساري المتصاعد آنذاك ، ثم أصبح بالتدريج معبراً عن الهوية الشيعية وطامحاً في المشاركة في الحكم ، وامتد بعدها الى خارج الحدود العراقية كتنظيم سياسي شيعي ولاسيما في المحيط الشيعي العربي وتحديداً في لبنان وبعض دول الخليج العربي ، الا ان صيغة حزب الدعوة من حيث أنه حزب شيعي اقليمي له امتدادات وفروع خارج العراق لم تتطور ولم تنتج مثيلا ..
ان انهيار اي دولة من دول العالم قد يدل على انها انتقلت من كونها من دولة استبدادية الى دولة فاشلة كما في حالتي العراق وسوريا وهما قلب المشرق العربي وهنا سيتسيد مشهد الهويات العابرة للوطنية ولا احد يعلم كم ستطول مدة حكم هذه الهويات بل انها ستكون سمة ثابته لحقبة انتقالية لا احد يعلم ماذا سيكون مصيرها او مصير شعبها ، بل الاكيد انها ستكون الجزء الحاسم من تشكيل وجه جديد للمشرق العربي ..
فعلى سبيل المثال المشهد الان ..
” داعش ” يحث السنّة في كل مكان في العالم على القدوم لدولته المزعومة في سوريا والعراق للدفاع عن اهل السنة ومقاتلة الشيعة على ارضهم .
المليشيات الشيعية العراقية تقاتل في سوريا على ارضهم للدفاع عن المراقد الشيعية المقدسة .
البيشمركة الكردية العراقية تعبر الى الاراضي السورية لتدافع عن الكورد السوريين من مقاتلين جزء مهم منهم سوريين ..
ان هذا بحد ذاته مفارقة تاريخية ناشئة من عدم فهم التحولات الحالية التي تمر بها المنطقة العربية في الوقت الحاضر .
في السنوات الاخيرة بداء الشيعة وكانهم قومية خاصة ، امة متفردة ، مما يعني المصير المشترك لهذه الطائفة ككل ، وان هذه الفكرة ( المصير الشيعي المشترك ) في هذا الوقت الحرج انتجت قبولاً عاماً بقيادة ايران لهذا المحور _ المحور الشيعي _ ليس بصفتها _ تاريخياً _ مصدر للتشيع السياسي في المنطقة بل لانها قادرة ومؤهلة للعب هذا الدور .
وهذا بالضبط مادفع زعيماً شيعياً _ كما يُلقب _ وهو نوري المالكي يعتقد انه لا مناص لشيعة العراق من الالتحاق بمحور ايران فهم ضعاف على مواجهة التحديات السياسية القائمة وان دولتهم _ العراق _ لاتزال هشة ، وهذا الشعور بالتحديد نما عند هذا الشخص مابعد الربيع العربي المزعوم وتحول الصراع الى صراع طائفي بحت ..
ان النسيج المعقد في المنطقة سيضع الشيعة في النهاية امام هاجس واحد هو ان فكرة المصير المشترك لا يمكن ان تستمر لفترة طويلة دون تعزير مبداء التعايش مع المحيط بصورة عامة خارج او داخل الوطن وان فكرة القومية الشيعية من حيث هي فكرة مصير ستتقاطع حتماً مع مصير اخر له نفس التوجهات والمبادىء وبهذا سيكون صراع على البقاء والزعامة وهذا ماستطول مدته ويدوم مقامه ولا احد سيخمن نتائجه ولو بعد حين ..