19 ديسمبر، 2024 3:14 ص

كم أطنب الشعراء ، والكتاب ، والمفكرين في تلك النعمة المهداة من قبل الله سبحانه وتعالى ،،،

ليكون لكل أنسان رجلا كان أو أمراة ( صديق ) بالمعنى الذي يبعده عن صداقة اليوم المشوهة والمنحدرة نحو تكاملها التسافلي !

فكم تعددت النعم الألهية العظيمة ، وكم أغدق الخالق العظيم والحنون على بني البشر ، بنعمة الصديق تارة ، والأخ تارة أخرى ، وأبن العم ، وأبن الجيران ، وصديق السفر ، وصديق الدراسة ، ومنح كثيرة ، كلها تمنح الأنسان نوع راحة يسد بها حاجة ، يقتضيها مقام كل واحد من هذه العنواوين !

وقد لا تجد فسحة كبيرة مثل فسحة الصديق الحقيقي والوفي الذي ينطلق منطلقه معك حرصه وتدينه وحبه وخوفه عليك دون أي مصلحة أو منفعة ما ، لا تشابه منطلقات صداقاتنا أو أغلب صداقاتنا في عصر المصالح والمنافع السالبة لكل جمال تلك الهبة الكريمة !!!

فهناك أشياء يختص بها الأخ الشقيق بالبوح ، وهناك أشياء يختص بها أبن العم ، أو أحد أفراد العشيرة مثلا والجيران !

ولكن الصديق الذي وهب لك قلبه ينبض رديف لقلبك ، ويؤلمه ذات الألم الذي يخفق بجوانحك ، هو كما قالوا أهل المعرفة والمنطق يكون في الغالب جامع مانع ،،،

تجتمع فيه كل صفات الأشكال الأخرى أنفة الذكر ، فهو الأخ ، وهو أبن العم وأبن الجار ، وهو الذي يتحمل منك حتى سماع ذنوبك والخطايا ، لتنظر له كالمرآة يسد لك النقص يوم تخولها كشف النقص !

وكما قال الدكتور الوائلي رحمه الله تعالى ، أن أعطاء الولد نعمة لا تضاهيها نعمة على الوجود ، وفقده نقمة لا تضاهيها نقمة على الوجود !

وهنا أستعير التشبيه وأقول الصديق المخلص والوفي نعمة لا تضاهيها نعمة على الوجود ، وفقده نقمة لا تضاهيها نقمة في الوجود ،،،

فكم منا أثكل بفقد الوفاء وبقاء تلك المساحة الشاغرة ، أو التي نتوهم أنها قد سدت وهي قيعان فارغة ، ليس فيها غير أشكال تلبس ثوب الصداقة المخلصة ، والحال ليس كذلك ،،،

فكم سمعنا بقصص الغابرين السابقين ، أن صديق قدم لصديقه ، أو ضحى بنفسه وماله من أجل صديقه ، لحفظ له عرض أو نفس أو قضية مهمة دونما يعلم ذات الصديق ، وقد تخرج القصة وتحكى بعد موت الصديق أو رحيله الأبدي ،،،
محققة لأجمل عنوان تأن وتحن أليه النفوس ،،،

فسلام على الذكريات التي كل ما بقي لزمن تغلب فيه طبع الذئاب على أدمية البشر ،،،

أحدث المقالات

أحدث المقالات