18 ديسمبر، 2024 7:59 م

الصدمة والترويع …فعسى مرة أخرى!!

الصدمة والترويع …فعسى مرة أخرى!!

من يخاف تبصر الحقيقة عليه ان لا يستمر في قراءة ما يلي:
أيها الاخوة من قراء ومتابعي صفحتي، عراقيين وسوريين ويمنيين وسوريين وليبيين خاصة وآخرين من كافة ألاقطار العربية ألاخرى عامة ، من المتأملين لهذه الصورة البشعة التي أنشرها للمرة الثانية في واجهة صفحتي وهي لجثة أخت لي من أهلي في محافظة نينوى وتحديدا من الضفة اليسرى للموصل، والتي لم تزل حتى هذه اللحظة في العراء تنتظر دفنها، وفي جوارها هناك أكثر من سبعة آلاف جثة أخرى منسية تحت أطلال الحدباء وقد تفسخت جثامينهم ورائحة الموت الصادمة وصلت عشرات الكيلومترات عن مركز المدينة المقبرة منذ اكثر من سبعة شهور ، فلم تجد من يدفنها أو يخرجها من تحت الردم والانقاض، رغم اكذوبة واحتفالات النصر المزعوم على داعش والارهاب وسواها.
اليوم عادت داعش باعتراف الجميع الى سوح ملاعبها، وظهرت تلعب لعبتها القديمة الجديدة في جوار الموصل وبوادي الانبار وفي صلاح الدين والحويجة وجنوب وغرب كركوك، وأمام رصد قوات حكومة حيدر العبادي ومجاميع حشد هادي العامري ومتابعة مليشيات وفيالق قاسم سليماني وتحت بصر وسمع ورعاية قوات التحالف الدولي التي تتشبث باحتلال بلداننا بعنوان مضحك يستخف بعقولنا وتقوده الولايات المتحدة هو المساهمة في “مكافحة الارهاب”.
الدواعش المدللون والرابحون من خلفهم مثيرون بتجارة النفط والموت وصفقات اعادة الاعمار وشراء الاسلحة واتمام الصفقات الدولية وتوزيع حصص الاحتلالات يفرضون على الجميع الرعاية لحال نسائهم وأطفالهم وأمكتة اقاماتهم حتى باتت وسائط الاعلام تتباكى على أحوال عوائلهم و تقلق تقارير لجان حقوق الانسان في العالم ومطالبات هيومان رايتس وغيرها وتجري معاينتهم والتكفل بهم وتدبير وثائقهم وتسفيرهم ونقلهم الى أماكن آمنة في باصات مكيفة تحت حراسات دول ومليشيات تبدو لنا انها في حالة حرب معهم .
اعيد عليكم هنا متقصدا واحدة من اقسى حكايات الصدمة والترويع كتبها مواطن ليبي مستمعا لضحية كونغولي من مينساشا ، من بلد افريقي ذبحته ثرواته وشردت ابنائه مثلنا تماما.
ورغم اني أعرف مسبقا انكم تكرهون قراءة المقالات الطويلة، اما كسلا ، او خوفا من تلقي صدمة الوعي الحقيقية عند الاطلاع الجيد؛ ولأننا قوم مهزومين فعلا فقد تسلحنا بالجهل والتبهلل عندما القينا سلاح الوعي والمعرفة والتبصرةالحقيقية بما يجري من حولنا.

أرجوكم أرجوكم أقرأوا هذه الحكاية وبعدها قرروا ما شئتم وبالطريقة التي ترونها مناسبة لتحمون بها انفسكم وشعوبكم ووجودكم ومستقبلكم، ان ظل لكم مستقبل.

هذه وقائع اتمنى من الجميع ان يقرأها ….
ضروري وضروري وضروري
وهي بعنوان:

*لكن كلهم سكتوا ..!*

*كتبها ?أكاديمي ليبي:*

العامل الإفريقي الذي أتيت به في صباح اليوم ، لينظف لي سطح بيتي (واتضح لي فيما بعد إنه أستاذ مساعد في الجامعة بالعاصمة الكونغولية ” كينشاسا “) أكمل شغله معي، وفي طريق عودتي به إلى جزيرة دوران “سيدي يونس”، قعدنا نتحدث
قال لي: بلادي الكونغو كانت ولا زالت مستعمرة بلجيكية في وسط إفريقيا، وتمتلك هبات السماء، من غابات وذهب وماس ومعادن، تدخل في كل شيء من شاشات هاتفك المحمول إلى أسلاك الطائرات في القوات الجوية التي تضرب اﻻن في بلادكم.
ثم سألني إن كنت أعرف إن تسعة ملايين إنسان قتلوا في بلاده في الأربعين سنة الأخيرة، وحين أجبته بالنفي، قال: مَن يملك الإعلام العالمي هو مَن يقتل البشر هناك ولهذا لن تسمع ..!
سألته عن دور بلجيكا في بلاده ..
فقال لي: ليست هناك دولة واحدة تسيطر على الكونغو، العالم كله يسيطر علينا وكلٌ حسب إمكانياته، أمريكا بالطبع لها حصة الأسد لأنها دولة عظمى، لكن فرنسا تستثمر في موتنا وبريطانيا والصين وبلجيكا ولهذا ليست لدينا حكومة مركزية، ولن يأتي إلينا السلام ولا حقوق الإنسان بل نحن سنتعرف على تأثير إغتصاب نصف مليون إمرأة علينا .

سنتعلم إن الرجل الذي تغتصب زوجته لن يستطيع أن ينظر في وجهها خجلاً من عدم قدرته على حمايتها، وهي لن تنظر إليه خجلاً من وعدها بالوفاء له ..

ثم استطرد قائلاً: صدقني إنهم لا يغتصبون النساء بسبب رغبة جنسية؛ بل لأن الإغتصاب أفضل سلاح لإحداث شرخ بين الأهل .. فسألته : عمّا جاء به إلى ليبيا ..؟
فقال: ميليشياتهم اغتصبوا زوجتي أمامي، ثم قتلوا أبي وبعدها رموا اطفالي في بئر مزرعتي، وربطوني عند حافة هذا البئر لأيام، حتى يجبروني على سماع صراخهم، وأنا أحاول أن أطمئنهم ولكنهم سكتوا عن الحياة واحد تلو الآخر، كم تمنيت أن أستمر في سماع هذا الصراخ لسنوات حتى يأتي مَن يُنقذهم ، ولكن كلهم سكتوا ..!.

سكتُ أنا أيضاً ، فقال: حين يكون هناك عدد كبير من الشركات والدول والسياسيين الذين يريدون حصة منك ومن أرضك (كما يحدث في بلادكم الآن)، لن تستطيع أبداً أن تبقى دولة واحدة بقانون واحد ومؤسسات قضائية؛ لأن الدولة الواحدة ستبرم عقوداً مع شركة أو عشرات الشركات، لكن هناك مئات الجهات التي تريد بعض الذهب او الماس من الكونغو؛ وكل واحدة منها تملك عصابة وميليشيا، نحن الذين نُحدث الكابوس المعتم في بلادنا التي تشبه الجنة ..!.

ودعته وشكرته وأخذت أدور على جزيرة دوران “سيدي يونس” أكثر من مرة وأنا أنظر إليه وقد عاد للجلوس مع رفاقه في انتظار لقمة عيش جديدة مع زبون آخر، ثم فكرت ببلادنا، وكيف أنها تتشقق وتتشرذم لأن كل جهة تريد حصة من ثرواتها؛ ولأن مَن يصنع المال في مكان يصنع معه تشرّد ودمار وجمود مشاكل مستقبليّة، ثم تذكرت شيئاً كنت أفكر به منذ أسابيع ..

تذكرت كيف إننا انقسمنا إلى جزء يتصور أن الخلاص لن يتحقق إلا بالالتزام المطلق بالدين، كمّا يفهمه هو، وجزء آخر يتصور إن المشاكل التي نعاني منها لن تنتهي إن لم نقضي على الدين ..

ضحكت في وسط أمنية ذلك الإنسان الكونغولي الجميل بأن يسمع صراخ أطفاله من جديد ..

ضحكت لأنني انتبهت فجأة إن هذا الصراع على الدين هو خدعة الساحر الذي يريدنا أن نركز في مكان ما من أجسادنا، (حساس بالنسبة لنا وغير ذا قيمة بالنسبة له) ليقوم هو بالعمل الذي يريده وكما يريد ..

تذكرت ” برنارد ليفي ” وهو يجري خلف شبابنا إبان أحداث الثورة ..

تذكرت اجتماع السفير البريطاني بعمداء بلديات الغرب الليبي ولماذا أصلاً يجتمعون به ..؟.

تذكرت ” مارتن كوبلر ” وهو يدور بين مخابز وأسواق بلادي ..

تذكرت الأردنية ” هنادي عماري ” وهي تتلاعب بكبار ساسة بلادي ..

كم نحن ضحايا .. ضحايا وحمقى ..!!.

هذا العامل الإفريقي جعلني أُعيد ترتيب مفاهيم حياتي الوطنية والفكرية من جديد.