فجرها مدوية ذات يوم وهو كذوب الزعيم النازي ، أدولف هتلر، حين قال ” من حسن حظ الحكام أن الناس لا يفكرون” ، وأتبعها خصمه العنيد ، ثعلب السياسة البريطانية بلا منازع ، ونستون تشرشل بالقول ، ” كل شعب في العالم ينال الحكومة التي يستحقها” او كيفما تكونوا يولى عليكم كما جاء في الأثر .
العراقيون بدورهم جمعوا المقولتين وصهروها في بوتقة واحدة لينالوا بجدارة شرف ” لا تفكر إزاء ساسة من جنسك تستحقهم كونك انتخبتهم سلفا وباركت لهم ما يقترفونه بحقك صباح مساء وانت الممنون ” فهاهي الصدمات تتوالى على العراقيين تباعا وآخرها حصول العراق على وسام جديد بـ – النازل – بحسب مؤشر السلام العالمي كثالث أخطر بلد في العالم بعد سورية وجنوب السودان ، متقدما وبجدارة بخلاف سجله الأسود المتراجع في جميع المجالات على أفغانستان والصومال والسودان الشمالي واليمن، لتتبعها الصدمة الثانية المتمثلة بمطالبة جهات سياسية بتقسيم العراق وبعض العراقيين ومن جميع – الشراذم والملل والنحل – في حالة فرح غامر فيما أمريكا ..معارضة !! تصووووور ، اميركا معارضة للخارطة التقسيمية بشكلها الحالي وتوقيتها وليس للتقسيم بحد ذاته لأنها من أول الداعين والمخططين له منذ 2003 !.
تصور ..تأمل …تفكر …في عراقيين فرحين بتقسيم العراق الواحد الموحد بذريعة الخلاص من الشركاء الوهميين والمعادين لهم فوق أديم الوطن الواحد لبناء دويلات تنعم بالأمن والأمان على حد زعمهم وكذبهم وافترائهم وهم المشهود لهم بالافتراء والفساد والكذب منذ الغزو الأميركي للعراق والى يومنا هذا ، منذ مجلس البلاء والنقم – مجلس بريمر – وحتى كتابة السطور ، دويلات هزيلة سيحكمها بزعمهم اولياء صالحون ، لا سرقات ، لا معتقلات ، لا رشاوى ، لا اختلاسات ، لا صراعات حزبية وسياسية وعشائرية على الكراسي والمناصب وصفقات إعادة الإعمار والمقاولات ، لا نزاعات مع الدويلات المجاورة الناشئة على النفط والغاز والماء والكلأ وطرق المواصلات السريعة وترسيم الحدود فيما بينها ، حكام صالحون ، مؤمنون ، زاهدون ، ورعون يحب بعضهم بعضا ، ويغيث بعضهم بعضا ، القوميون جنبا الى جنب مع الإسلاميين ، شعارهم ( اخوان شيعة وشيعة وهذا الوطن الجديد ما نبيعه !!) ، يقابلها ( إخوان سنة وسنة وهذا الوطن المجتزأ قطعة من الجنة !! ) ، ليبراليون وعلمانيون وشيوعيون وملحدون ووجوديون جنبا الى جنب مع الإسلاميين حبايب ، شعارهم ” الدين لله والوطن للجميع ” ، الإسلاميون مله واحدة لا صوفية عملية ولا فلسفية ، لا سلفية تكفيرية ولا دعوية ، لا تشيع علوي ولاصفوي على حد تعبير ” علي شريعتي ” ، زعماء القبائل وشيوخ العشائر وافخاذهم وفروعهم كلهم جسد واحد لا حقد ولا كراهية ولا ثارات ولا نزاعات على الأراضي الزراعية وحقوق الملكية ، جسد وطني اذا تداعى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، كلهم يعملون سوية يدا بيد لخدمة وبناء واعمار دويلاتهم الجديدة التي اقيمت على انقاض دولة حقيقية وليست وهمية كانوا سببا في خرابها وتمزيقها ودمارها واحتلالها وسرقتها ، دويلات جديدة هزيلة – تخرب من الضحك – لا شحناء ولا بغضاء ، ولكم كافي خريط وخداع بحق الدين والقرآن والوطن والكون ..كافي !!
كل ذلك الكذب البواح يأتي بالتزامن مع مثاليات يسوقها برنامج الصدمة الذي ” يطرح ” أنموذجا أعتقد انه يروج لعصف ذهني يطمح له من خلف الكواليس لا وجود له واقعا لأن العبرة كما يقول الأصوليون في الغالب الشائع وليس في القليل النادر ، للتعتيم على حقيقة ما يجري في العراق الذي اختير كثالث اخطر دولة في العالم من بين عشرات الدول .اوس الشرقي كنت أتمنى عليك أن تصور حلقة في مستشفى عراقي يرقد فيه مريض بحاجة الى إجراء عملية جراحية مستعجلة من بين عشرات الألوف من امثاله وبحاجة الى تبرعات مالية بـ8الاف دولار والا بموت لترى هل سيتنازل الطبيب ( يوميته قد تصل الى 20 الف دولار ) عن اجرته فضلا عن ادارة المستشفى، ناهيك عن المتبرعين ؟! ان فعلوها امام الكاميرا مرة فأنهم لم يفعلوها بغيابها 100الف مرة قبلا والقاصي والداني يعلم بذلك .
اوس الشرقي كنت أريدك ان تصور حلقة في عيادة طبية لترى كيف يسرق الطبيب “ابو الغيرة ” إلا من رحم الله مرضاه من دون ضوابط تذكر بكشفية تترواح بين 25 – 100الف دينار للأستشارة فقط ناهيك عن التحليلات والأشعات والسونار والمفراس والرنين وفحص الضغط والحرارة والسكري وجلها غير دقيقة تجرى بأدوات ومواد مستهلكة وملوثة ومعادة اضافة الى صرف الأدوية – الأكسباير – بأعلى سعر ممكن وبأرباح خيالية من صيدلية يتم الأتفاق معها مسبقا براشيته نصف ادويتها لايحتاجها المريض، مكتوبة بخط مسماري لايفهمه الا الصيدلي المذكور – وكلشي بحسابه – اني هص وانته هص واثنينه نقسم بالنص …تصوير حلقة مع تاجر يبيع المواد الغذائية التالفة ، واخرى مع بقال يغش في الميزان ، كنت اتمنى ان تصور حلقة عن جبال النفايات التي تملأ الأحياء السكنية بدلا من تصوير – نص ربع كيس – نفايات امام احد المولات للدلالة على نظافة الشارع ورواده .اوس الشرقي كنت اتمنى ان تتابع كيف يستغل العراقي شقيقه العراقي ولايروج له معاملة الا بالرشوة في عشرات المؤسسات والدوائر الأهلية والحكومية ، كيف لا يساعده على التعيين مع حاجته الماسة للتعيين إلا بالمحسوبية والمنسوبية والفئوية والكتلوية ، كيف – يجرخ – الجار جاره بتقرير يرسله الى ابو زعبل العراق وباستيله على خلفية خلاف شخصي على – تنكة زبل – لا علاقة له بالإرهاب مطلقا .اوس الشرقي انت مدعو لبعض خيام الفصلية العشائرية لتوثيق عمليات النصب والأحتيال المنعقدة لتعويض أطفال يلقون بأنفسهم امام المركبات بغية كسر اياديهم عمدا بتوجيه من بعض ابناء العشيرة المتخفين خلف محل البقالة القريب وتغريم السائق ظلما وعدوانا عشرين مليون دينار او اكثر !!اوس الشرقي اكرر ماقلته لك في مقال سابق انت تصور اناسا مسالمين في مناطق مسالمة في احياء راقية واتحداك واتحدى الـ mbc1 ان تذهبوا الى مناطق اخرى لتعلموا جيدا ان ما تطرحونه مجرد انفعالات آنية بدافع التهوراو التباهي او الفزعة او- السباعية والمرجلة – وليس بدافع الأنسانية العامة المطلقة ، نعم هذا ما نتمناه واقعا ولكن لاوجود له الا فيما ندر ولو كان موجودا بالفعل – جان إحنه كمره وربيع – ولما فكر او فرح او دعا اي منا الى تقسيم العراق جزعا وهربا من التعايش السلمي كما كنا في سالف الأيام مع شديد الأسى والأسف .اودعناكم اغاتي