6 أبريل، 2024 9:50 م
Search
Close this search box.

الصدق والواقع الانتخابي

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثير ماكنت اتردد في كتابة هكذا مواضيع لأنها عميقة المعنى ، ولا يمكن لكل فرد ان يحصل على هذه الصفة الحميدة ، وكل شخص مالم يعدل قواه وصفاته لم يتمكن من اجراء العداله بين الاخرين في المنزل والبلد ، لان العاجز عن اصلاح نفسه كيف يقدر على اصلاح غيره ،لقد ساهمت البيئة السياسية العراقية ومايشوبها من خلاف واختلاف وفوضى وفساد في تفشي ونمو ثقافة المجتمع ,فالامم تنظر الى قياداتها ورموزها نظرة الطالب للمعلم وتتطبع ربما بطباعهاوتتعلم منها الكثير من المفاهيم لذلك نحن نضع اللوم على القيادات السياسية والرموز المختلفة في نمو ثقافة المجتمع لان بعض القيادات السياسية وربما حتى من تسمى بالدينية راحت بعيدا في الخطاب والحوار عن الجانب المهم في صلاح المجتمع، وذلك نراه جليا من خلال اللقاءات التي تجمع النضراء من الساسة والتي تغلب عليها صفة الطائفية والمصلحة الشخصية ، والكلام الذي يخرج عن كل مفاهيم وحدود الذوق العام والاخلاق بل تعدى ذلك الى داخل اكبر مؤسسة رقابية الا وهي قبة البرلمان التي تحولت اكثر من مرة الى ساحة وجبهات لتراشق الكلام البذيء الى جانب التراشق بكل ما اوتي، مما انعكست تلك الحوارات وصورها والمظاهر السياسية والاجتماعية على المناصرين والتابعين للساسة وجمهور كل واحد من التيارات السياسية ورجالاتها ومن انعكاساتها انها سببت بفقر اخلاقي وغياب تام لاخلاقيات التخاطب ,هذا الى جانب التراجع الكبير في مستوى التعليم واداء المؤسسة التربوية والذي اعد سببا ايضا في قلة الوعي وتقبل الاخر والتخاطب مع الاخر بلياقة واحترام ، ومنذ عام ٢٠٠٣ ونحن نفكر بالإصلاح ، أصبحنا كل هذه السنين نلعن ونسب بمن ترشح وفاز في منصب البرلمان او الحكومات المحلية ، لانهم لم يقدموا اي شئ إلى المواطن الذي أعطى صوته من أجل هدف عام وهو خدمة المواطن ، لكن أصبحوا يأكلون من راس المال والشعب يتلظى جوعا ، وتناسوا صوت المواطن واصبعه البنفسجي ، قال امير المؤمنين عليه السلام(( اوحى الله الى داود عليه السلام إنك نعم العبد لو لا أنك تأكل من بيت المال ولاتعمل بيدك شيئا ، فبكى داود اربعين صباحا ، فاوحى الله الى الحديد أن لن لعبدي داود ، فالان له الحديد …)) ، هل بكى المسؤول من اجل المواطن ام بكى المواطن على صوته ؟ وكل هذا عندما تقترب الدورات الانتخابية بنوعيها النيابية أو المحلية نعيد نفس الخطاء الذي كنا نتأسف عليه ، لان تكثر علينا الوعود والامنيات ، وتنهال علينا العطاءات المادية والمعنوية ، لكن مجرد الانتهاء من هذه الفترة تبداء عملية السبات والاكتفاء، ولم نرى لهؤلاء أي شئ ، ياترى لماذا؟ وأين يكمن الخلل ؟ في المرشح أم في المواطن ؟ اكيد اراه في المواطن لأنه لايحسن الاختيار ، ومرت عليه ثلاثة عشر سنة وهو يراوح في نفس المربع الذي بداء منه ، ولا يهتدي إلى الصواب رغم كل التوجيهات التي صدرت بحق اختيار من هو افضل في خدمة المجتمع والمواطن ، من بعد كل السنين التي مرت وبدون جدوى يحكم علينا الضمير والواقع الذي نعيشه ان نفكر مليآ بالوضع المستقبلي ونختار الاختيار الصحيح، ونبذ شراء الذمم ، لما فيه عواقب، ولأنه يدخل في باب الرشوه وان ظاهرة الرشوه ظاهرة قد استشرت في بدن المسلم واقول المسلم باعتبار ان الأسلام نها عن هذه الحالة السلبية والتي بدورها تكون عامل الى فساد الدين والدنيا معا حيث كانت هناك نصوص عديدة تحذر من هذا العمل المشين والذي يؤدي الى مضيعة اموال المسلمين ووضع الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب له مما يؤدي الى تدهور اوضاع المجتمعات والنزول الى الحضيض كما يعبر عنه وقد حارب الدين هذا التصرف عن طريق الأئمة المعصومين عليهم السلام ،كتب الأمام علي ابن ابي طالب عليه السلام في عهده المعروف الى مالك الأشتر ((اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الامور ثم ذكر صفات القاضي ثم قال واكثر تعهد قضائه القاضي ثم قال واكثر تعهد قضائه وافسح له في البذل ما يزيح علته وتقل معه حاجته الى الناس واعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره ))وسائل الشيعة ج18 ص 163
وقول الامام الصادق عليه السلام ((الرشى في الحكم هو الكفر بالله العظيم))وسائل الشيعة ج18 ص162 .
ونخرج من قوقعة المنسوبيه والمحسوبية ونمجد فلان وفلان ، مما يكره ذلك له ان يكون مخالف لقول الحق ، وهذا ماحثت عليه التعاليم السماوية في قول الله تعالى ( يا ايها الذين امنو اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب