صناعة طريق اصلاحي منطقي، يهدف ضمن مسارات عقلانية إلى قلب معادلة الفساد، وتحقيق كرامة للإنسان، ودولةقادرة على صياغة قراراها بنفسها مع تحقيق العدالة الاجتماعية،ضمن القانون. على الرغم من التراكمات التي فسّختفكرة الدولة، ونظرية اللادولة التي قادتها الطغمة السياسية طوال الستة عشر عاماً، يصبح الطريق ضمن هذا الخط،طريقاً محفوفاً بالصعاب والمخاطر، وكل أنواع التحديات!
سيد مقتدى الصدر يريد قلب المعادلة، و يتحدى، ويراهن، يتحدى كل تلك التراكمات ويؤسس لطريق آخر، طريق مختلف،قائم على احترام إرادة الشعب، وحق الاختيار، وبنفس الوقت يضع الجميع في زاوية الحَجِر للسياسيين الفاسدين وانكانوا من اتباعه، وصُناع القرار.
يسيرُ وفقاً لمنهجيةٍ آمنة، تضمن سلامة البلد من الانهيارات، وبنفس الوقت تحقق حتمية قلب الطاولة على رؤوسالجميع، مقتدى الصدر أكثر ديمقراطيةً من حتى الذين يُنَظرون لها، اذ يحقق مسارات سياسية ضامنة للإصلاح تحتمظلة تمضي بالبلاد الى تحقيق إصلاح سياسي امن مع حرية الاختيار، ويحمي البلد من المنزلقات، على الرغم منالهجمات المنظمة ضده، وهذا مالا يروق للكثيرين، غير المؤمنين بالتغير عبر الوسائل الديمقراطية والاقتراع.
يُزيح الصدر الستار عن بدائل غير ضامنة للمسار الديمقراطي في البلد، الصدر يكشف المخططات ويهدمها، ويضعبدائل الثورة، بل هو يُقنن الثورة، ويجعلها ثورةً هادفة بناءة لا ثورة مثير للسخرية هدامة، يعي مقتدى جيداً ان الثوراتما ان تأخذ مساراً “انقلابيا، انفلاقياً، تحريضياً، وتسقيطي” سوف تكون ثورة عاجزة عن تحقيق أهدافها، بل ومدمرةلنفسها، وللآخرين. مضيعةٌ للوقت،تخرج عن حدود نطاق الإصلاح الفعلي، تذهب بالجميع نحو مآلات تدميرية، انه الآنيتصدى ” لمسخ الثورة ” وليس للثورة نفسها، لمخربين الثورة، للحالمين بلا دولة، ولا إصلاح ولا ديموقراطية، ببساطة لكلهؤلاء الذين شيطنوا الثورة.
فالفعل الثوري له مساران:-
مسارات الثورة الإصلاحي ضمن الظروف الثورية الهادفة، والتغيير ضمن معيار ديمقراطي، وصناديق اقتراع، تضمنحرية الاختيار لتصحيح المعادلة السياسية، وصعود قوى سياسية أخرى تشكل رقماً صعباً في المعادلة السياسية بغيةالإصلاح هذا ما يريده الصدر، وهو قمة الاعتدال، وسمو رفيع بالتعاطي الديمقراطي.
مسار الثورات غير المنتجة، فالثورة الفرنسية كمثالٍ لم تحصل على نتائج منطقية بعد نجاحها، فقلب نظام الحكمالفرنسي أدى الى قيام الجمهورية، والتي شهدت اشد أنواع الاضطرابات السياسية العنيفة، ومن ثم إنتهت اخيراًبديكتاتورية نابليون!
مقتدى الصدر، هدم مخططات ويهدم رؤى، تأخذ البلاد والثورة إلى مسارات غير مريحة، وقلقة، اذ هو يعي اهميةالثورات وبنفس الوقت يعي تداعياتها القلقة حينما تنحرف عن بعض مساراتها فليس كل الثورات منتجةً للسلام،والحقوق، والعدالة أو كما يقول فرانس فوكوياما ( الثورتان الرّوسيّة والصينية والغزوات النازية خلال الحرب العالميةالثانية شهدت العودة بشكل اكثر تضخيماً للوحشية القاسية التي تميزت بها الحروب الدينية في القرن السادس عشر.)
هنا يعي جيداً تلك التداعيات، وهذا مايرفضه الصدر مطلقاً، حفاظاً الى عدم الرجوع إلى ما ورائيات التأريخ وإعادةإنتاج سلالات من الوحشية والقتال.
لذلك فإنه قارئ للمشهد من النوع الممتاز، وفارز ومشخص لتلك القراءة، على نحوٍ يحقق من خلاله أفضل النتائج وأقل الخسائر للشعب.