18 ديسمبر، 2024 10:13 م

الصدر ولغة السياسة

الصدر ولغة السياسة

ها قد انتهت الانتخابات ورشحت النتائج الأولية وكالعادة دائما ما يعتقد البعض ان هناك تزوير , هذا الشك له ما يبرره وهو نتاج عمل طبقة سياسية تمكنت من اقناع العشب انها تزور كل شيء وانها لا تربدها أي صلة بإدارة دولة , المهم ان ما حدث قد حدث , ويبدو ان فوز التيار الصدري جاء على خلفية تحفيز قاعدته الشعبية التي كانت مترددة من سوء أداء الطبقة السياسية للتيار وربما زعيم التيار نفسه وقد نجحوا في جعلها تذهب الى صناديق الاقتراع بحصل ما حل , اما البقية فيبدوا ان الدعاية الانتخابية ورفع الصور لم تعد تقنع الناخب بقدر ما يقنعه العمل لذا فازت شخصيات عملت وقدمت لمناطقها الكثير لكن ما اود طرحه هو هل سينجح السيد الصدر في ان يكون رئيس وزراء للعراق كله اما لا ؟
يبدو لحد الان ان هناك نوعا من الفئوية لدى السيد الصدر فهو أولا دائما ما يتحدث عن انتصاره الانتخابي ويوجه كلامه للصدريين وليس للعراقيين لان الصدريين هم جزء صغير من العراقيين وبالتالي فان لهدته الفئوية لا تنم عن حس سياسي او قيادي .
الامر الثاني الذي اثار انتباهي هو انفلات أنصاره حتى في احتفالهم بالانتصار وهم يحملون أسلحة لا اعرف ان كان السيد الصدر يصفها منفلته ام ان ما يحمله انصار ليس منفلتا وان الانفلات يكون فقط عندما يحمل تلك الأسئلة خصومه السياسيين , خصوصا انه اعترف بحيازة أنصاره للسلاح حين امرهم ان تكون الاحتفالات غير مسلحة !
الامر الثالث وهو ان على السيد الصدر ان يتخلى عن كونه رجل دين لأن السياسة في الوقت الحالي تتعارض مع الدين فالدين ثابت والسياسة متغيرة , الدين لله ومن الله والسياسة من البشر وللبشر , السياسة تجبرك على وضع يدك بيد من لا دين لهم والتصرف بما يحقق مصالح الطرفين الدنيوية لذا من الضروري ان لا يقحم الدين بالسياسة وهي محاولة أيضا لأيهام الاتباع ان يفعله الصدر من الله وبتوفيقه وهذا حدث الجهل والتجهيل خصوصا ان ما من بلد تطور وازدهر الا عندما انكفأ الدين وانسحب من ميدان السياسة والا فان إعطاء السياسة بعدا دينيا يؤدي لانتشار الكفر والالحاد والهجرة
أيضا شعارات الإصلاح التي يرفعها السيد الصدر عليه ان يأتي بمعصوم ليطبقها وألا فان أي رجل سياسي يأتي به الصدر لا بد من ان يخطأ فكل ابن ادم خطاء
ختاما اشير لنقطة مهمه ان العراقيين تظاهروا ضد كل رئيس وزراء بما فيهم الصدريين اشتركوا في كل التظاهرات اما مع او ضد لكن مع ظاهرة جيش المهدي وسرايا السلام والقبعات الزرق وغيرها من تشكيلات الصدريين هل سيتمكن العراقيون من التظاهر ضد حكومة يراسها الصدريون عندما لا تلبي طموحاتهم ام انم الصدر سيعمل بمبدأ فرعون ( ان اريكم الا ما أرى ) وان على العراقيين ان يسلموا القيادة والقناعة للسيد الصدر ليعمل ويتصرف ويفكر نيابة عنهم.