20 مايو، 2024 11:15 م
Search
Close this search box.

الصدر .. وفلسفة النضال العلني (اللاسري)….!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يمكن القول: ان المتعارف –غالبا- هو النضال السري من قبل المعارضة .. بل العمل السري هو طريقة شائعة من قبل الاحزاب .. والسلطة ايضا ..! الا ان انموذجا فريدا من العمل المعارض الواضح والصريح، قد قام به السيد محمد الصدر (رض).. وبالرغم من وجود ديكتاتور وحزب بوليسي رهيب … كيف ..؟ و لماذا ..؟
اعتقد ان الصدر تعمد العمل المعارض العلني، ورفض العمل المعارض بطريقة (النضال السري) المتبع ..فضلا عن الرفض الصدري تجاه استخدام طريقة (التقية المكثفة) .. وعلى ذلك ادلة وشواهد يمكن التعرض لها لاحقا ..
ويمكن ان نتعرض الان، الى الاسباب المحتملة وراء طريقة النضال العلني الصدري .. وهي:
اولا: الادراك العقلي والتفكير المنطقي الصدري، الذي شخص (خطر) العمل السري .. بوجود نظام بوليسي مخابراتي تغلغل في مفاصل المجتمع والحوزة حتى العظم .. وما ينتج من ذلك (العمل السري) اثارة –غير مبررة- للنظام البوليسي..
ثانيا: ان العمل السري، قد ينتج مشاكل اخلاقية، خاصة ضمن منظومة الفكر الصدري.. وبعبارة اخرى: ان الصدر لم يضع (الهدام) في حساباته النفسية، ولم يضع الخوف من (امريكا) في خاطره.. تجنبا للشرك، او ما يصطلح عليه بالشرك الخفي.. لقد كان الصدر مثل النبي ابراهيم (عليه السلام) يحطم الاصنام وينتظر اصحابها ليلقوا عليه القبض .. !
ثالثا: ان الصدر، لم يقصد الا (الهداية) العامة .. وبالتالي ، لا يمكن تحقيق هذا الهدف الا من خلال الوضوح، بل ان العمل السري، يعرقل الهدف الصدري الذي يسعى لاستثمار (اقصر) فترة زمنية متاحة، لبث (اكبر) مقدار فكري وعقائدي، واضح وصريح ومؤثر في المجتمع والحوزة، بل في الدولة كافة ..
وحسب فهمي: ان الجميع قد تأثر بالصدر، تبعا لمنهجية العمل العلني الاخلاقي، ومن ذلك ، ان اغلب منافسيه في الحوزة (تكهرب) واتخذ المسلك الصدري في العمل، الى حد ما.. بل يمكن القول: ان الديكتاتور الهدام (عليه اللعنة) هو من اشد الذين تأثروا بالصدر، بالرغم من عداءه وحقده واجرامه.. ومن الشواهد على ذلك، اعلانه (الحملة الايمانية) و كتابة (الله اكبر) على العلم العراقي .. وحملة بناء المساجد .. وحملة تحفيظ القران الكريم ، واطلاق سراح السجناء ممن يقوم بحفظ عدد معين من اجزاء القران الكريم..
ولقد تلمسنا، حصول انقلاب واضح في سلوك ازلام الحزب الهدام وقياداته، الذين حرصوا التظاهر بالتدين والحضور الى المساجد، واقامة الشعائر الدينية.. بل ان ذلك شمل ازلام الامن والمخابرات.. وعلى سبيل المثال: ان احد ضباط المخابرات، وهو معمم من اهالي النجف، ومكلف بالتغلفل في حوزة الصدر، كشف هويته للصدر طالبا التوبة ..!
وسيتم الحديث لاحقا عن الاسباب والنتائج الاخرى من اسلوب الصدر في المعارضة العلنية التي اطلق عليها بالناطقة.. فضلا عن مفهوم التقية عند الصدر.. يتبع.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب