23 ديسمبر، 2024 11:47 ص

الصدر والهجوم المفزع !

الصدر والهجوم المفزع !

تصورت ان من ذهب الى السعودية هو شخص اخر وليس لديه قاعدة كبيرة مثل الصدر فما هو مصيره ؟ ربما يدفع حياته ثمنا لموقف سياسي لمجدر انه خالف اخوته في الرآي ؟!

فلم يتبادر الى ذهني يوما ان يصل مستوى الهجوم الذي تعرض له السيد الصدر الى ما وصل اليه اليوم، سب شتم تكفير، لمجرد انه فكر وتصرف باستقلالية، انا لا اود ان اناقش الزيارة وابعادها ومدى صحتها من عدمه، فهي في وادي اخر من مقالي هذا، بل اود ان اناقش مخاوفي كعراقي من مدي الاستهتار بالفكر والرآي والاستقلالية، فمستوى الهجمة التي تعرض لها الصدر كان رسالة مفادها ان لا احد يملك ان يتخذ قرار من دون استشارة المحور الشرقي ومن يتجرآ فمصيره معلوم الان، تكفير، تخوين، بل دعوة علنية للتصفية الجسدية، انا في ذهول تام من المستوى الذي وصلنا به في بلد دفعنا مئات الاف من الشهداء فيه لننعم بحرية الرآي، وحرية الفكر، وحرية النشاط السياسي والديني، اليوم الاخوة في الوطن والمحيط يتصرفون وكان لهم الوصاية التامة على القرار العراقي، ولم يستحوا ان يتجاوزوا العرف الدبلوماسي في التعبير عن انزعاجهم من الزيارة الصدرية للسعودية، بل شنوا حملة غير موفقة من كل المحاور التابعة لهم في المنطقة مستخدمين سياسة حرق الاوراق في استهداف شخص عبر عن موقف سياسي مستقل في دولة مستقلة ذات سيادة، ولكن اكثر العجب هو ان يتصدى الاخوة في المنطقة من التابعين او الضالعين في المحور في استهداف علني مستنكرين ان يكون هناك من لديه موقف مستقل!

حقيقة افزعتني الهجمة وكان العراق حقا ولاية تابعة لأحدهم وكآن شيعة العراق جنود في محرقة طائفية يراد بها ان تحرق المنطق والمنطقة وتدافع عما تراه قادة المحور حقا، ولو كان يقتل شعبه بالنابالم والطائرات التي يقودها السوفييت الذين كانو كفرا والحادا يوماً، وصارو في منطق السياسة حلفاء اليوم، نفس السياسة التي تقررها الأخت الكبيرة، تستكثرها على اشخاص في داخل اوطانهم؟ وكأنما بعثت من جديد نبوة تمنع التفكير الا بعقل القائد ولا تملك من القرار الا التبع الصالح!.

انا اليوم لا املك الا ان اقف متضامنا مع الصدر ولو لمجرد حقه في ان يكونا حرا على ان اعود لاناقشه ان رايت فيه ما يستحق النقاش لاحقاً، لا آن انفي عليه ان يكون له راي وموقف حر ! .