يبدو أن منهج التفسير الفوضوي لأحداث ظهور الإمام المهدي المنتظر “صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين” أخذ حيزاً كبيراً في الكتابة، ومساحة عريضة في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من قبل بعض الكتاب والباحثين في هذا الشأن، وأتبعهم كثير من العوام.
ذهب هؤلاء في وقتنا الحاضر إلى تفسير كل حدث سياسي، صغيراً كان أم كبيراً،وإسقاط روايات الظهور عليه وعلى بعض شخصياته البارزة،وربطه بخروج الإمام المهدي عليه السلام، مما حدا ببعض الباحثين في القضية المهدوية، نقد هذا المنهج الفوضوي في التفسير، بإسلوب علمي وموضوعي، وبعد كلام طويل قال في ذيله:
(على أية حال لا يجدي التفسير الفوضوي سواء كان من قبل الخاصة أو العامة في تفسير أو بيان العلامات بصورة صحيحة وواقعية، فهو غير مقنع بالمرة، لذلك أنصح القارئ بالابتعاد عن هذه التفاسير وعدم أخذها على محمل الجد لأنها لا تزيده إلا حيرة وإبتعاداً عن الحقيقة).
إن ما يؤلمنا ويؤلم كل مؤمن غيور أن يستغفل الناس ويتم تجهيلهم بواسطة الدين، من قبل ثلة باعت ضمائرها ونفوسها ودينها من أجل مصلحة جهة سياسية، أو من أجل دراهم معدودة، للأسف الشديد أن القضية المهدوية صارت تسيس لمصالح وجهات إقليمية ومحلية، بعيدة كل البعد عن إطارها وجوهرها العقائدي العام، وقد حذرت المرجعية الدينية العليا المجتمع في خطبة الجمعة الماضية، من التجهيل المنظم الذي يمارس ضده، وكأنها-المرجعية- تقرأ الأمور المستقبلية!
أجتمع بألامس في فندق بابل زعماء قوائم الفائزة بالإنتخابات (سائرون والحكمة والنصر) لإعلان نواة تشكيل الكتلة الأكبر، قبلهم كان أجتماع في بيت هادي العامري، ضم كل من زعماء (الفتح، والقانون، وبعض القوائم السنية)، وهذه مسألة سياسية طبيعية عهدناها في كل دورة إنتخابية وتشكيل حكومة.
السؤال هنا: لماذا ذاك الإجتماع يتصف بالعمالة الأمريكية والسعودية، وهذا لا يتصف بالعمالة الإيرانية؟! لماذا ذاك يتهم بتشكيل حكومة بني العباس، وهذا لا يتهم بتشكيل حكومة “بغداد عاصمة الأمبراطورية الفارسية”؟!
الصدر شيصباني، والحكيم الكاهن الساحر، والعبادي الحاكم الضعيف، والعامري شعيب بن صالح، حقيقة أنها مهزلة التفسير في علامات الظهور، ولست أدري هل أن رأس الفساد وقارون العصر كما أسمته المرجعية الدينية سيكون هو اليماني، أو خميس الخنجر سيكون الفتى الحسني صبيح الوجه؟!
وآويلاه! أصبحت القضية المهدوية وسيلة إعلامية للتسقيط السياسي ومنهج فوضوي في تفسير أحداث الظهور.