18 ديسمبر، 2024 3:45 م

الصدر والحكيم ، وحدة موقف ووحدة طريق

الصدر والحكيم ، وحدة موقف ووحدة طريق

هذه حال أخواننا الأكراد اليوم,فبعد صراع طويل شاق مع السلطة الدكتاتورية العبثية, التي حاربت كافة طوائف وقوميات الشعب العراقي, من أجل الحفاظ على سلطتها الشخصية الدموية والبقاء على سلطة الحكم,وامتصاص الحقوق وتكبيل الحريات.
دفع الإخوة الأكراد حالهم حال الشعب العراقي, من أرواحهم ودمائهم الشيء الكثير,ولا ننسى تلك المجازر التي طالت مدنهم وقراهم في مسيرة نضالهم الطويلة.
وبعد كل ما تقدم وفي أحلك الظروف التي مروا بها,كان لتخطيطهم وتفكيرهم في وقت الأزمة الدور الكبير, في وصول إقليم كردستان والشعب الكردي فيها  إلى هم فيه ألان من رفاهية, يحسد عليها من قبل مكونات الشعب العراقي الأخرى,فأصبحت منطقة الإقليم الملاذ الأمن للعراقيين وقبلة السياحة العربية.
ليس هذا فحسب, بل أن البيت السياسي الكردي, أصبح مثالا للسياسة الهادئة الرزينة, التي تطوي خلافات الساسة العراقيين بانتماءاتهم المختلفة.
تم طي صفحة الخلافات بين الحزبين الكرديين الحاكمين,على الرغم من الاختلافات الكبيرة بينهما,وأصبح مستقبل الأخوة الكرد وكردستان هو شاغلهم الأكبر,من هنا كانت نقطة التلاقي والنهوض والازدهار.
كان هذا بالأمس القريب,وها نحن اليوم نواجه أزمة سياسة كبرى في العراق,بعد انسحاب السيد مقتدى الصدر وكتلته من العملية السياسية,مما أدى إلى تشخيص خلل في توازن القوى السياسية, المتمثلة بحزب الدعوة المستحوذ على الحكم اليوم, والمجلس الأعلى المتمثل بالسيد عمار الحكيم , بنهجه السياسي الثابت الهادئ,بعد أن سحبه لوزرائه من الحكومة, مع أبقاء ممثليه في مجلس النواب,والمنسحب من العملية السياسية التيار الصدري, المتمثل بصقور المعارض في مجلس النواب.
لا ننسى أن للتيار الصدري والمجلس الأعلى, الكثير من المشتركات والأحلاف, لما يمثلانه من خط أسلامي واحد.
بخروج هذا الخط من العملية السياسية, يجب أن نفكر في أسلوب أعادة التوازن, والاتحاد الإيجابي, كما فعل الأخوة الأكراد من قبل.
أن ما يحدد هذا التوازن هو الانتخابات النيابية التي هي على الأبواب,وتلك الأصوات الانتخابية التي كانت تدعم التيار الصدري,والتي أصبحت بلا ممثل في مجلس النواب, هي اليوم اللاعب الأكبر في أعادة التوازن السياسي للشعب العراقي ككل,ولخلق استقرار في مجلس النواب القادم ,المطلب المشروع للعراقيين, ومن أساسيات بناء العراق,والخروج من دوامة سياسة التسلط في القرار والحزب الواحد .
والتي أوصلت العراق إلى حال لا يحسد عليه, من التخبط على كافة المستويات.
لست هنا لأطلق دعوة انتخابية لطرف دون غيره,بل أطرح رؤية مستمدة من واقع حال وتجربة ناجحة,أنها تجربة كردستان.