26 نوفمبر، 2024 12:55 م
Search
Close this search box.

الصدر والحشد الشعبي  والقنصل الامريكي

الصدر والحشد الشعبي  والقنصل الامريكي

قبل ايام زار القنصل الامريكي جرحى الحشد الشعبي في مستشفى الصدر في البصرة ، والكل يعلم بأن امريكا لاتتناغم وخطوات الحشد الشعبي الذي يقاتل داعش ، كما وان هناك من يقول بأن امريكا وعبر حلفائها من دول الخليج يقومون بدعم العناصر التكفيرية في العراق وسوريا ، لتحقيق مصالحهم التي تنبثق من اشعال الفتنة الطائفية  هذا من جهة ، ومن جهة اخرى افشال اي خطوات تقود لبر الامان في العراق  .ان سماحة السيد مقتدى الصدر وبعد زيارة القنصل الامريكي لجرحى للحشد شعبي في البصرة ، اصدر بيان شديد اللهجة ضد الامريكان ، ووصف الزيارة بـ “القذرة” كما وصف القنصل الامريكي ” بالارهابي” وقال اني احتفظ بالرد بعد ذلك لنفسي ، وانني اي الصدر ، لولا انشغالي بالاصلاح الحكومي لكان ردنا شديداً .وقد دعا الحكومة الرد على هذه الزيارة وكف من التدخل الامريكي ، وكذلك دعا الحشد الشعبي بالتبري سريعا من هذه الزيارة والا سنكون في خندق غير خندقهم ، وحذرهم من ذلك.ومن خلال هذا البيان نجد تأكيد سماحة السيد مقتدى الصدر على ثلاثة نقاط مهمة :١- التهديد الواضح لأمريكا ، بأني لازلت مقاوما لكم وان حلفتم برب العالمين فأنكم لن تصدقوا مع شعوب العالم.٢- النقطة الاساسية التي يروج لها البعض بأن هناك رضى او انسجام امريكي من المظاهرات الشعبية ضد الفساد والُمطالبة بالاصلاح ، فأنه متوهم وبعد هذا البيان فأن التيار الصدري كان وما زال موقفه الرافض والمقاوم للاحتلال الامريكي ، حتى وان كان غير موجود على الارض في الواقع (الاحتلال).٣- التأكيد على الحكومة والحشد الشعبي برفض هذه الممارسات التدخلية بالشؤون العراقية ، ورفض التدخل لمن هب ودب ، في العراق ، والا سيكون الموقف مغاير مما هو عليه الان.ومن هنا يمكن ان تبرز  قيادة الحشد الشعبي وقفتها المشرفة  ، عن طريق موقف حازم يُتخذ من خلال تنديدهم ورفضهم لهذه الزيارة “الكاذبة” والسافرة ليكون خطوة بالاتجاه الصحيح ، بأن الحشد وقيادته لايمكن ان يتعاون او ينسجم مع الامريكان الذين يدعمون داعش ويقصفون الحشد الشعبي ، وهذا ماجاء اصلاً على لسان قيادات الحشد الشعبي قبل مدة من الزمن، اذ صرحوا بأن الامريكان يقصفون مقرات ونقاط تابعة للحشد الشعبي ، فأذا لم تقم قيادة الحشد بهذه الخطوة فيمكن الجزم بأن هذه القيادات هي شكلية وليست فعلية ، لأن الامريكان هم اساس المشكلة القائمة اليوم في العراق ، وهذا يأتي ايضاً على لسان اعضاء مجلس النواب ومحللين واكاديميين ، الذين دائماً ما نلاحظهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية ينددون بالامريكان واعانتهم لداعش وقصفهم للحشد الشعبي!فلا ادري اليوم هل اصبح الامريكان عبر زيارة لمستوى رفيع المستوى ممثلة بالقنصل الامريكي لجرحى الحشد تمثل اعتراف دولي من قبل قيادة الحشد الشعبي وبعض المناصرين للحشد (نواب ، محللين، اعلاميين ، وحتى الافراد)؟ فما هو  موقع وصفة الامريكان الحقيقي لدى  قيادة الحشد الشعبي ؟وهناك عدة علامات استفهام تحتاج اجابات من قبل قيادة الحشد الشعبي ، لاسيما ان اغلب افراد حشدنا المبارك هو رافض قطعياً للأمريكان بأعتبارهم القوى الظلامية التي لاتريد الخير لأي بلد.ومن هنا نلاحظ ان سماحة السيد مقتدى الصدر ، سجل بصمة ووقفة مشرفة ضد من يقتل الشعوب بوجه نقش عليه اسم “داعش” فقد اجاب وبشكل سريع ورافض لهذه الخطوة الامريكية ، وعدها زيارة “قذرة”، نابعة من افعال الامريكان ضد الشعوب المسالمة.لذا يجب على الحشد الشعبي ان لا يفرط بالصدر ويكونا في خندقاً واحداً ، لأن الامريكان لم يمدوا يد العون لأحد ابداً . (يزورون الجرحى ، لكن ليس لسواد عيونكم)! 
[email protected]

أحدث المقالات