بعد زيارته للسعودية قبل اكثر من اسبوعين بدعوة منها السيد مقتدى الصدر يلبي دعوة مماثلة من دولة الامارات العربية المتحدة ويحط الرحال هناك ، هذا الاهتمام الخليجي بالسيد الصدر لم يأت من فراغ او مجرد دعوات وزيارات للتعارف والمجاملات – وان كان ذلك امرا ايجابيا – لكنها دعوات مدروسة وفيها اهداف مهمة وستكون نتائجها ايجابية على المستوى العام ان صدقت النوايا وتوحدت الجهود.
ان هذه الدعوات تعتبر نتيجة طبيعية لِما يمثله الصدر من ثقل اجتماعي مؤثر داخل العراق بعد ان اثبت للجميع انه رجل الوسطية والاعتدال ونأى بنفسه عن الدخول في مواجهات مباشرة مع المحاور المتصارعة في المنطقة وكرس كل قوته وتأثيره لخدمة الصالح الوطني وكان حريصا على بناء علاقات متوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة وخصوصا المحيط العربي لإيمانه ان العراق جزء مهم وفاعل فيه.
ولايخفى على الجميع ان زيارته للملكة العربية السعودية احدثت انقساما في وجهات النظر بين مؤيد لها ورافض وبالرغم من بعض الهجمات التي شنتها مواقع وفضائيات وصحف معروفة الدوافع إلا ان السيد الصدر لم يلتفت ابدا إلى تلك الاصوات الرافضة لأي تقارب عراقي عربي فكان جوابه تلبية الدعوة الاماراتية ليثبت للجميع انه واثق من خطواته ويعطي رسالة واضحة ان ثقافة القطيعة لم تعد نافعة ولابد من الجلوس والتحاور مع الذين نختلف معهم في الرؤيا والقناعة تجاه العديد من القضايا العالقة التي تشهدها المنطقة فلا سبيل للتعايش الانساني سوى الحوار بين شعوب العالم وقادتها.
ان زيارة الامارات من وجهة نظري لن تختلف كثيرا من حيث المضمون والدوافع عن زيارة السعودية اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار العلاقات الوطيدة بين الدولتين لانهما يمثلان ركيزة مهمة وفاعلة في التحالفات الخليجية في المنطقة ولذلك ستكون ملفات البحرين واليمن والازمة القطرية والملف الامني ومكافحة الارهاب وغيرها من الملفات المهمة حاضرة في اجندات الصدر .
اعتقد ان دول الخليج ادركت خطأ سياستها تجاه العراق تلك السياسة التي جعلته يبتعد عن محيطه العربي خصوصا بعد انتصاره وهزيمته لداعش بفضل تضحيات القوات المسلحة بكل عناوينها حيث ادرك قادتها ضرورة تغيير السياسات الخليجية تجاه العراق مما يساعد على اعادته الى حاضنته العربيه والخليجية وساهم في هذا التوجه الاداء المتزن لرئيس الوزراء وحرصه العالي على ان يأخذ العراق دوره الحقيقي في المنطقة.
ان الانفتاح وتجسير العلاقات مع الدول العربية يعطي رسائل ايجابية على ان العراق لايعاني من عقد في التعامل مع الاشقاء وبناء علاقات متوزانة مبنية على اولوية مهمة هي حفظ مصالح العراق وشعبه وهذه الاولوية من اشد متبنيات السيد مقتدى الصدر الذي اثبت حرصه الكبير على دعم كل خطوة تساهم في خدمة العراق وشعبه الكريم .