تمضي السنين محملة بكل انواع الظلام، تاركة خلفها الاطلال والخراب والمواجع، وكلما تمر السنين تتلاشى معها العديد من المواقف والصور والذكريات، وتتغير الوجوه والمدن والشوارع والقلوب، وتتصارع البلدان وتتسع المقابر ويتكاثر الايتام والفقراء.
وبالرغم من ذلك فقد بقي صوتك الملائكي يرتل لنا انشودة الخلاص ويدلنا على طرق الحقيقة ويشخص لنا العِلل والاخطاء.
سيدي يامحمد الصدر
مازلت صدرا واسعا يحتضن كل هذا الوطن ..
صدرا يتسع لاحلامنا ومواجعنا وهمومنا.
ايها الصدر الحي
عظم الله اجرك بموتنا بعدك..
فمنذ رحيلك ماتت احلامنا وامنياتنا وابتسامتنا .
بغيابك تغير كل شيء..
لم يعد للفرح لون ولا للحياة طعم .
يامانح القلوب شحنات العطاء..
مازال جرحك طريا نديا
يسكن الارواح ويفزز فينا الالم.
عصاك التي يتكئ عليها التاريخ..
تفرعت حتى اصبحت غابات واسعة
ننحت منها اسلحة للرفض..
وبيوتا لمن يعيش الاغتراب
ويبحث عن وطن في هذا الوطن .
كفنك..
بتنا نضمد به جراحات العراق
ونعطي لكل مقاتل منه خيطا
ليستنشقوا عطر الشهادة..
فتكون اقدامهم اكثر ثباتا في ساحات القتال.
ايها الصدر العظيم
منذ رحيلك ونحن نعيش اليتم ونفتش في الوجوه عن تلك الشيبة الهاطلة بالضياء والوقار فنعود نكفكف دموع الحزن والاشتياق.
يامن اخترت طريق الخلاص عندما شعرت ان العيش مع الطغاة والظالمين برما
انت الذي علمتنا ان كلمة الحق تصنع الشجاعة وتمنح الحرية للباحثين عن الكرامة في زمن الخضوع.
سيدي ..
ايها النور القادم في ازمنة الظلام
ايها الحلم المفاجيء عند لحظات اليأس
ايها النبع المتدفق في عصور العطش..
ثورتك الخالدة انجبت جيلا واعيا متسلحا بالعقيدة واليقين والشجاعة صنع من المصدات بوجه المشاريع القادمة من خلف الحدود ما لاتهزها الريح ولا تقتلعها العواصف.
لقد كانت مدرستك هي الفاعلة في الواقع العراقي فتخرجت منها طاقات شبابية مثلت المحور المهم في البناء المجتمعي والوطني .
وبذور الخير التي غرستها في القلوب كان نتاجها بيادرا من المواقف التي ستبقى خالدة في ذاكرة الوطن .
سيدي ..
ستبقى ملهمنا وحبيبنا وعشقنا الابدي وحزننا السرمدي
السلام عليك مرجعا مجاهدا وشهيدا خالدا وجرحا نازفا وتاريخا حافلا بالبطولة والشجاعة والعنفوان .