23 ديسمبر، 2024 1:39 م

الصدر الشهيد.. والقران الجديد ..!

الصدر الشهيد.. والقران الجديد ..!

ان غبار الموروثات تراكم.. حتى تحجر..! ويمكن ان نتحدث عن (الاحجار) و (الاصنام) .. والتي تقف بيننا وبين الخالق (تعالى).. وان الساحة الدينية هي الابعد عن فهم الغيبيات والمجردات..!

والاخطر.. ان يلغى (القران الكريم).. ويستبدل بعدد من التفاسير..! يلغى كلام الحكيم العليم.. ويستبدل بما قاله عدد من المتعلمين.. قبل مئات السنين..!

وحسب فهمي، والانسان لا يتعدى حدود فهمه.. ان ريح عاصفة هبت بقوة قبل ربع قرن –تقريبا- لتزيح طبقات من الغبار ، تكدست على العقل الديني.. هبت عاصفة التجديد لتخرج العقل الديني –نسبيا- من حالة جمود.. مضى عليها الف عام.. تقريبا..

ويبدو ان عاصفة الشهيد محمد الصدر (رض) اثرت باتجاهين:

الاتجاه الاول: التفسير.. وهو قد وضع (منة المنان في تفسير القران).. وخرج عن التقليدية في انجازه.. وهو ليس تفسيرا، كما هو متعارف، بل اطروحات تثير الفكر.. وتحرك العقل.. على خلاف ما مضى عليه (السلف).. وخاصة الذين وضعوا (قواميس) لتفسير القران.. وانزلوا كلام الله (تعالى) من مضامينه العالية.. الى اوهام البشر.. كما فعل اولئك الذين حولوا الخالق الى مخلوق.. وعبدوه..!!

فقال الصدر.. متألما: ..حبيبي … كم منكم نسبة من حاول ان يفهم الدعاء والقرآن ؟ ..واحد من مدريسيني السابقين ربما قبل حوالي الثلاثين سنة يقول: انت هل حاولت ان تطالع القرآن مطالعة كما تطالع كتابا ؟ ..فاذا كأنما قصة اذا تأريخ اذا شعر فانت تقراه بتمعن، ولكن اذا قرآن لا تقرأه بتمعن ! ..تعس فألك حبيبي.. تعس فألك… اذا دعاء لا تقرأه بتمعن تعس فألك وانت من الخاسرين ..وسيد محمد الصدر اذا فعل ذلك ايضا الخاسرين. أنتهى.

لا يمكن للصدر حينها.. ان يعبر عن كل ما في صدره.. مثلا : لم يتحدث عن سلبية حفظ و (درخ) القران –دون تفكر-.. لكنه عمليا كان يشير الى ذلك وهو يفتح القران ليقرا اية من الجزء 30.. هل الصدر لا يحفظ سورة (انا اعطيناك الكوثر).. ! مستحيل..! لكنه –حسب فهمي- يريد ان يقول: اقرا..

ولم تقتصر اطروحة (القراءة الجديدة) على القران فقط.. بل شملت البيان الشرعي (القران والحديث والروايات).. والروايات هي احاديث المعصومين.. فقال سماحته:

..حبيبي.. اهل البيت سلام الله عليهم غير مقصرين. اعطونا في الادعية والاخبار علوما جمة وكنوزا كثيرة. القران ماذا ؟ هل قصر ؟ ((ما فرطنا في الكتاب من شيء)) اطلاقا، الصغيرة والكبيرة، والظاهرة والخفية، والمهمة والبسيطة. كلها موجودة في القرآن الكريم، فلماذا لا نفهمها ؟ باختصار : لاننا معرضون عنه واننا غافلون عنه لا اكثر ولا اقل (كول لا !). (الهانا الصفق في الاسواق) في اسواق الدنيا وهمومها وشهواتها وبلاياتها وصعوباتها وسهولاتها واموالها، كائن من كان ….انتهى.

والصدر يجد في البيان الشرعي ، المعرفة، التي يستهدفها المشروع الالهي.. وهي اهم غايات ذلك المشروع.. فقال:

حبيبي، الله لهذا يريدنا ؟ لهذا خلقنا ؟ لهذا جاء بنا الى الدنيا ؟ لا طبعا، بكل تأكيد لا !

وللحديث بقية.