19 ديسمبر، 2024 3:18 ص

الصدر الأعظم تميم آل ثاني

الصدر الأعظم تميم آل ثاني

لم يكن في عهد الخلفاء العثمانيين منصب ( نائب الخليفة ) . فالأمر كله كان بيد الخليفة وحده . حتى منصب ولي العهد كان مجردا من الصلاحيات بإنتظارا موت الخليفة ، فلم يكن هؤلاء أيضا يملكون من الأمر شيئا . وإبتدع العثمانيون أخيرا منصب ( الصدر الأعظم ) وهو بمثابة سكرتير الخليفة ، فلا يعدو سوى تابعا أجيرا ينفذ أوامر السلطان ، وذليلا أمام أمراء السلطنة ، وبالعربي الفصيح كان منصبه بروتوكوليا لا يقدم ولا يؤخر ، مجرد قراقوز !.

كل مغامرات السلطان التركي رجب أردوغان الحالم بالخلافة ، تلقى تأييدا وتمويلا من تميم بن حمد آل ثاني ، هذا الأمير رضي لنفسه أن يكون واحدا من جوقة أردوغان يمشي ورائه كأنه أحد موظفي القصر الإمبراطوري من الذين يحملون حاشية عباءة السلطان عندما يدخل القصر ليجلس على كرسي العرش .

فأينما غامر أردوغان لإحتلال أراضي الغير حتى لو كانت أراضي أشقاء تميم من العرب ، تجد أموال قطر تنهمر لدعم تلك المغامرات . في سوريا وليبيا والعراق والصومال والسودان تجد الأموال القطرية تدعم الجيوش والميليشيات . و لا أحد يدري لم كل هذا السخاء الحاتمي ، ومقابل ماذا ؟. فإذا كان أردوغان يحلم بإحياء الإمبراطورية العثمانية ، فما هو حلم تميم بن حمد آل ثاني من وراء كل ذلك ؟!.

كشفت وسائل الإعلام الغربية مؤخرا تفاصيل مثيرة عن مؤسسة ” قطر الخيرية ” التي تشمل نشاطاتها كما تقول تلك الوسائل الاعلامية أكثر من سبعين دولة في شتى أرجاء العالم ، وتحت غطاء المساعدات الانسانية تقوم هذه المنظمة التي تتلقى أموالها من العائلة الحاكمة في قطر بدعم المنظمات والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الاخوان المسلمين الذي تنتشر أذرعه المخيفة في العديد من دول أوروبا . فهل يا ترى يحلم تميم أن يحتل دول العالم عن طريق هذا التنظيم ، أم أن مساعداته هي لوجه الله تعالى ، لا يريد منهم جزاءا ولا شكورا !.

والغريب أن هناك ملايين الأطفال في الدول العربية محرومون من التعليم ومن الخدمات الصحية ، بل هناك الملاىيين ممن لا يجدون ماءا ولا طعاما ، ولكن أموال قطر تتدفق الى جيوب أصحاب اللحى الطويلة الذين يعيشون في أوروبا متنعمين برواتب بلديات مدنها !. ويذهب الجزء الآخر من تلك الأموال الى شراء الأسلحة وتشكيل ميليشيات لتخريب أوضاع البلدان التي تصل إليها أموال قطر .

كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله يملك أضعاف ما يمتلكه تميم وأجداده ، لكن لأنه كان رجلا شريفا ومحترما ، وعربيا حقيقيا وابن ناس ، صرف ملياراته من أجل بناء المستشفيات والمدارس في أنحاء الدول العربية الفقيرة . كما كان يصرف الجزء الآخر لبناء بلده حاملا على عاتقه هموم توفير السكن لكل مواطن إماراتي . وهاهم أولاده وأحفاده يصعدون الى المريخ بفضل ما حققه الشيخ الوقور من التقدم والرقي لبلده ، بعد أن حولوا صحاريهم القاحلة الى جنة الله على الأرض .. فهل يستوي الخبيث والطيب ؟!.

عقدة أمراء قطر هي عقدة نفسية ، تتمثل في صغر مساحة الدولة وقلة عدد سكانها ، وبما أنها دولة هامشية لا قيمة لها في المعادلات السياسية فإنها تبذل كل هذه الأموال الطائلة لكي تقول للعالم ها أنا موجود على الخارطة ! . ولذلك تجد مليارات الدولارات القطرية تنهمر على كل مكان فيه صراعا وقتالا ، تمويلات أسلحة ودفع مباشر للميليشيات ، كل ذلك من أجل أن تقول قطر ها أنا موجود !.

لنفرض أن أردوغان نجح في إحتلال بلاد العرب وأعلن نفسه خليفة وأمبراطورا ، فماذا سيكون موقع تميم غير أن يكون واليا على سنجق قطر ، أو على أبعد تقدير صدرا أعظم للخلافة ، وهو منصب لم يدم لكثير ممن سبقوه ، بالإضافة الى أن هناك قائمة طويلة من الواقفين في الطابور أمام قصر أردوغان الطامحين بهذا المنصب الخدماتي ، فهل هذا المنصب يستحق ما يبذله تميم آل ثاني من أموال شعبه ؟!. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات