نحن نعلم ان اختيار العبادي لرئاسة الحكومة كان اشبه بالصخونة التي هي اهون من الموت بطبيعة الحال، أكثر من عام ونصف ولم يزل العبادي يتصرف وكانه عضو مجلس نواب غير مدرك انه رئيس حكومة وأنه المسؤول الاول للسلطة التنفيذية في البلد وحظي بما يحظ به غيره من تأييد وتفويض لكن الحق يقال انه لم يحظ بتأييد مطلق من الاحزاب المستفيدة والفاسدة وخصوصا الاحزاب الاقرب له رحما فضلا عن الابعد عنه نسبا ، وان كان في نهاية المطاف قد اذعنت هذه الاحزاب للاصلاح خضوعا لارادة الشعب والمرجعية وهذا الخضوع بالتاكيد لايساوي شيئا امام من يملك العزم على الاصلاح والمدرّع بتايد المرجعية والشعب وكذلك من مؤسسات ومنظمات دولية، الغريب في الامر ان السيد العبادي يتصرف كأنه راوي حكايات أو قاص روايات فكل طلة يطل علينا بها عبر الفضائيات عندما يمسك المنصة للحديث يبدأ بسرد الوضع المزري للبلد كأننا لا نعلم به وتبدو عليه الانفعالات والانزعاج حتى نتشوق لنهاية هذه الطلة ظناً منا انه سيقوم بإجراء يرقى لمستوى انفعاله!!.
لا نريد ان نقول ان هذه الانفعالات مفتعلة ولكن نريد ان تتبعها اجراءات قوية يشعر المواطن الجدية من خلالها فتقليل الانفاق والتقشف الذي عاد على الموظفين والمواطنين وغيرهم غير كافي، الشعب ينتظر تشخيص الفاسدين وتسميتهم وعرضهم على القضاء النزيه واعادة كل ما سرقوه فالشعب ينتظر افعال تعادل مستوى الخطر المحدق وتبقى والمشكلة ان السيد العبادي كلما تحدث الى وسائل الاعلام فانه ينهي حديثه بـ “سوف” المكررة وسوف افعل كذا وكذا ولاندري هل هي للتشويق ام للإثارة لكي لانمل عندما يعتلي هذه المنصة مرة اخرى ويطل علينا بـ “سوف” جديدة كاللتي عودنا عليها.
بالأمس أعطت المرجعية دعم وتأييد للعبادي مالم تعطه لاحد قبله ولا بعده حتى بح صوتها ماذا كانت النتيجة ؟ كما اعطته قيادات وطنية واسلامية تأييد ماذا صنع ؟ اعتلى المنصة مرة اخرى وراح يتحدث عن فساد الكتل ومسؤوليها وكانه اكتشف السر الاعظم . الناس تنتظر اجراءاتك لا تصريحاتك فانت رئيس حكومة وليس ناطق او متحدث رسمي افهم دورك جيدا واخرج من عباءة الحزب الضيقة وسجل حضور موقف وطني فالمرحلة التي انت بها مرحلة تاريخية ومصيرية .
بالأمس دعاك السيد مقتدى الصدر لتشكيل حكومة تكتقراط وحظيت هذه الدعوة موافقة اغلب الكتل رغم قبول البعض على مضض وطالبوا بتغييرك ايضا واليوم وقاد السيد الصدر تظاهرة اصلاحية مليونية حاشدة كان ولا زال من الممكن ان تستفيد منها لانجاح مشروع الاصلاح الذي اصبح مطلبا شعبيا مرجعيا عراقيا لاحزبيا ولا تقف خلفه اجندة خارجية لكن ما هو ردك؟!! وعليك ان تدرك ان مشروع الاصلاح ليس نزهة بل معركة تحتاج الى تضحيات فحضور السيد الصدر وماله من مخاطر امنية مفضلا مصلحة العراق على نفسه الى ساحة التحرير كان مجازفة فوق الكبرى بالنسبة لوضعه الامني ولو ان أي احد من دعاة الاصلاح الفضائيين ما كان ليفعلها، وبالامس ايضا امر السيد الصدر وزراء كتلة الاحرار لتقديم استقالتهم لك واليوم بدأ بتطبيق قانون من اين لك هذا على جميع المسؤولين من كتلة الاحرار اضافة الى تقديمهم الى هيئة النزاهة والقضاء فماذا انت صانع وحزبك وكتلك؟ هل ستتأسى بالسيد الصدر وتتجرأ وتطلب من المسؤولين السابقين والحاليين من اعضاء حزبك وسلفك بالخضوع لقانون من اين لك هذا عندها نعلم ان جاد في الاصلاح وتظهر كمسؤول وطني حرٌ ام انك ستعود وتطل علينا بالتسويف الممل .
اعلم يا رئيس الحكومة السيد العبادي ان الاصلاح عمل واجراء وتضحية بل وحتى فداء فالإمام الحسين عليه السلام عندما خرج للإصلاح كان مستعدا للتضحية والفداء عالما بشهادته فلا تتصور ولاتنتظر ان يأتوك الفاسدين نادمين على سرقاتهم ويعيدوا ما سرقوه طالبين العفو منك وينتهي الامر بهذه السهولة لا فالأمر اكبر من هذا بكثير مع ذلك فلا زال امامك متسع من الوقت والكثير من المساندة الشعبية والمرجعية فقط اخطو الخطوة الاولى لتدارك الامر لكن لا تطيل فالوقت يداهمك والافضل لك ان توقد شمعة للإصلاح بدل من اطلالتك علينا يوميا لاعناً ظلام الفساد.
بتاريخ 26 فبراير، 2016 1:32 ص، جاء من ahmed alarajy <[email protected]>:حكومة التكنقراط بين الاحزاب الخاسرة وربح الشعب
أحمد الاعرجي
بلا شك حتى في اكثر الانظمة ديمقراطية يكون التوجه لحكومة التكنقراط في حال تعرض البلد لازمة سياسية او اقتصادية حادة لتجاوز مرحلة معينة او لعدم حدوث توافقات في البرامج بين الكتل الانتخابية المشلكة للحكومة بحيث تقوم هذه والكتل والاحزاب بالتنازل عن المكتسبات الفئوية والاستحقاقات الانتخابية او غيرها من اجل مصلحة البلد وعبور المرحلة بواسطة مختصين اكفاء يقع على عاتقهم عبورالمرحلة وما يحدث اليوم في العراق انكفاء بكل ماله من معنى وفي جميع الامور وهناك توجه شبه عام من قبل المرجعية والشعب على تصحيح الوضع المزري القائم وهذا النمط من حكومة التكنقراط شكل من اشكال التصحيح وبداية موفقة لعلاج ازمات البلد المنهك امنيا وسياسيا واقتصاديا فنداءات المرجعية ومطالب الشعب بدأت تترجم خطوات فعلية حددها ورسم مسارها السيد مقتدى الصدر .
وكما هو معلوم لا السيد حيدر العبادي من كتلة الاحرار ولا أي من الخبراء المختصين من اعضاء لجنة اختيار الحكومة اضف على ذلك استقالات وزراء الاحرار موضوعة امام رئيس مجلس الوزراء فهي دلالة واضحة على ان السيد مقتدى الصدر قام بالتضحية باستحقاقات وامتيازات كتلة الاحرار من اجل تحقيق المطلب الشعبي وهذا الموقف نادرا ما يحدث في السياسة ومن المؤكد سوف يحرج الكثير من الاحزاب والكتل ترى من سيخطو نفس الخطوة؟!.
امام الاعلام تنادي”كتل” بالتكنقراط وبنفس الوقت تضع عراقيل على امامها فعلى سبيل المثال ظهر احد النوابغ من اضداد التكنقراط والخاسرين منها ليتحفنا بالية جديدة لاختيار وزراء التكنقراط تكون بانتخابهم من قبل الشعب لتجري عملية انتخابات جديدة وهجينة لاختيار الوزراء من قبل الشعب وما تكلفه من اموال طائلة فضلا عن ان الشعب ليس له اطلاع كامل على شخصيات التكنقراط باعتبارهم اناس مهنيين وليس لهم ظهور اعلامي كما هو حال السياسيين وكذلك فالدعايات انتخابية بلا شك سوف تدخل اذرع السياسيين لتجؤى عملية التنافس وتعود شغلة(البطانيات) و(السندات الغير قانونية) و(الفضائيين) وغيرها، وخرج لنا فطحل اخر من فطاحلة اضداد التكنقراط بطريقة بائسة جدا وهي ان يتم اختيار التكنقراط من الكتل فنقول لهم لو كان في كتلكم تكنقراط وكنتم مؤهلين لان تختاروا لما وصل بنا الحال الى ما نحن عليه ولو فعلا تم ذلك من المؤكد سوف نبقى شهور وشهور نلف وندور حول “النسب” و “السيادية” و”التوازن” وامثالها من مسميات (المصلحجية) ولا يستبعد منهم ان يستحدثوا منصب جديد والارجح هو نائب رئيس الوزراء لشؤون التكنقراط لارضاء بعض الاطراف، اما سبب عدم شمول رئيس الوزراء بالتغيير ورقة السيد مقتدى الصدر هو سببين الاول لو تم تغييره فالله وحده العالم كم من الوقت سيتم التوافق على الرئيس الجديد وكيف ستدار الأمور والعراق يعيش ازمات في كل المجالات ، والاخر ان الشخص ربما يريد الاصلاح لكنه يصطدم بعراقيل الكتل فالتكنقراط اخر فرصة له. وفي الختام ليس امام العراقيين سوى اتمام مشروع الاصلاح ومساندته فهو يعني اعادة ما سرق من اموال الشعب ومحاسبة السارقين وعدم السماح بالتلاعب باموال الشعب مجددا والتوزيع العادل للحقوق بين المواطنين وان شاء الله نهاية الظلم.