23 ديسمبر، 2024 6:27 م

الصدريون يجددون البيعة والولاء

الصدريون يجددون البيعة والولاء

اثار ابتعاد سماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) عن الساحة واحتمال اعتزاله العمل السياسي جملة من ردود الافعال المختلفة بين شرائح المجتمع، وانقسم الشارع العراقي بين مؤيد لهذا القرار ورافض له، وفريق ثالث لم يعط للقرار اهمية تذكر وتظاهر بعدم المبالاة بالرغم من قناعته التامة بالثقل الكبير الذي يمثلهُ السيد الصدر باعتباره الزعيم الوطني الذي يملك اكبر قاعدة جماهيرية في العراق، وكل فريق ينطلق من رؤى وتحليلات تتناسب وموقعه السياسي وطموحه وتاريخه وامكانياته، فالفريق المؤيد لهذا القرار ينطلق من مصالح ضيقة لأنه يرى وجود السيد مقتدى الصدر عقبة وحجر عثرة بوجه تطلعاته لأنه يمثل مجموعة من المنتفعين والانتهازيين الذين يتحينون الفرص للوصول إلى مآربهم وطموحاتهم الغير مشروعة فهم لايأيدونه فحسب وانما هم فرحين بقراره على امل ان تخلو الساحة من الصوت الوطني الشجاع الذي يقض مضاجع المفسدين ويفسد عليهم نشوة الفوز بمطامعهم ولذلك تراهم مرحبين بالقرار، اما الفريق الرافض فانه يعي جيداً حجم الثقل السياسي والشعبي الذي يتمتع به سماحته وان غيابه في هذه المرحلة سيحدث فراغاً كبيراً وثلمة في البناء الوطني الذي هو بامس الحاجة إلى رجال اصلاء صادقين يحملون حساً وطنياً عابراً لكل التخندقات الحزبية والطائفية والعرقية وهذا مايتمتع به وريث آل الصدر الذي لاينكر منصف مواقفه الشجاعة والجريئة في المحافظة على النسيج الوطني من التمزق ولذلك يدرك هذا الفريق بمنظاره الوطني اهمية وجود سماحة السيد في المشهد العراقي كصمام امان وجدار صلب يستند عليه الصالح الوطني في وقت الصعاب، في حين يعاني الفريق الاخير والذي اعتبر قرار الاعتزال طبيعياً وغير مؤثر هؤلاء يعانون من عقدة اسمها مقتدى الصدر فهذا الاسم يؤرقهم وينغص عليهم عيشهم ويحول حياتهم الى جحيم واحلامهم الى اوهام، ولأنهم لايمثلون شيئاً في الخارطة السياسية والاجتماعية تظاهروا بعدم الاهتمام لهذا القرار ضناً منهم إنهم سيحققون مكاسب شخصية ويكونون محط انظار الاعلام والشارع العراقي ولكنهم فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً لأن شخصية السيد مقتدى الصدر تتميز بحضور واسع في الخارطة الوطنية والاقيلمية وحتى العالمية وان اهمالهم او عدم الاكتراث لوجودها واهميتها لايدل إلا على الغباء السياسي والجهل الاجتماعي. وبالأمس شاهدنا جموع الصدريين تتزاحم بالقرب من مرقد الولي المقدس محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) لتعلن عهد الولاء والطاعة لقائدها المجاهد بقية آل الصدر ولتتوسل بمقام ابيه ان لايمضي كثيراً في هذه الخطوة ويعود لممارسة دوره الوطني في انقاذ العراق من شبح التقسيم والحرب الاهلية والطائفية في ظل تنامي الصراعات السياسية بين المكونات العراقية، تظاهرة عفوية من ابناء التيار الصدري اراداو من خلالها ان يثبتوا للجميع إنهم متمسكون بقائدهم في السراء والضراء في السلم والحرب وفي كل الظروف التي يمر بها العراق الحبيب، هكذا هم ابناء المدرسة الصدرية اصحاب مواقف لاتنكر في الولاء لهذه العائلة المجاهدة التي قدمت خيرة رجالاتها على طريق الحرية من اجل كرامة الانسان وحريته وسعادته، جميل جداً ان يخرج الآلاف بصورة عفوية لتجديد بيعة العهد والولاء لقائدهم ولكن الاجمل ان يكون العهد ليس في التظاهر فقط – برغم من اهميته-  ولكن من خلال الالتزام الحقيقي والطاعة المطلقة ورفض كل عمل يسيء إلى سمعة هذه العائلة المجاهدة، لذلك تقع على ابناء التيار الصدري مسؤولية كبيرة في فضح جميع السيئين الذين يستخدمون اسم التيار غطاءاً وعنواناً يحصلون من خلاله على مكاسب دنيوية بعيدة كل البعد عن الثوابت الشرعية والوطنية للتيار الصدري. الصدريون اليوم امام اختبار حقيقي في تنظيم صفوفهم وتحديد مواقفهم وفرز العناصر السيئة التي تختبئ تحت ظل هذا العنوان الكبير والمقدس، وعليهم بعد ان بذلوا الاوراح من اجل الحفاظ على هذا الاسم ان لا يسمحوا للمتسلقين والمنتفعين والدخلاء ان يشوهوا الصورة الناصعة والوجه الحقيقي لأتباع هذه المدرسة المتمثلة بالتيار الصدري. اعلنوها ايها الصدريون صرخة وطنية بوجه كل من يحاول ان يسيء إلى سمعة مرجعكم وقائدكم وتياركم لتكونوا زيناً لآل الصدر وتدخلوا السرور لقلب قائدكم، وكما تطالبونه بالعدول عن قراره فهو يطالبكم ايضاً بالالتزام بالثوابت الشرعية والوطنية للمدرسة الصدرية ولابد ان تكونوا على قدر هذه المسؤولية وانتم اهلاً لها إنشاء الله.