يقول احد السفراء الأمريكيين السابقين في العراق ان مقتدى الصدر صانع الملوك وهذه المقولة وان كانت محط افتخار الصدريين وغضب وحنق اعدائهم الا انني اعتقد ان احدا لا يشعر بخطرها ووقعها الى التيار الصدري عامة والسيد مقتدى الصدر خاصة لان قبوله بتولي المالكي للدورتين السابقتين كان بسبب ما تعرض له من ضغوطات بحيث ان الامور تم حصرها باختيارات كلها سيئة فيضطر السيد الى قبول احسن السيئين وفي حالة عدم القبول بأحد الخيارات فان الوضع يزداد سوءاً وتقتل الابرياء وتهدم المراقد ويدخل العراق في دوامة العنف المتزايد الامرالذي يعكس عدم قدرة العراقيين في الوقت الحاضر على تقرير مصيرهم بسبب وجود اناس لاهم لهم سوى التسلط على رقاب الناس والتحكم بقدرات البلد وهم في نفس الوقت يبيعون آخرتهم بدنيا غيرهم والمؤلم في الموضوع ان اغلب العراقيين بل اكاد اجزم ان النسبة الكبيرة منهم وحتى الصدريين منهم الى هذه اللحظة لم يستوعبوا ما يجري حول بلدهم بل الاكثر من ذلك فهم يشاركون في توفير المقدمات لأجل التحكم بهذا البلد وذلك من خلال اعادة انتخاب من جربوهم وجربوا اذاهم وفشلهم بل وتآمرهم على البلد واهله فلو تظافرت جهود العراقيين واخلصوا لله دينهم ودنياهم لما وصلنا الى هذه الحال التي يفرض فيها النكرات على البلد ويكون فيها المخلص والمضحي من اجل بلده غريبا مظلوما يتخطفه الاعداء من كل جانب وهنا تزدادوطئة القدر على ابناء الحوزة الناطقة بالحق وقيادتها المخلصة الوفية لعراقنا المظلوم واهله وتنحسر خياراتهم فهم اما يقبلون برجوع الطاغية المخدوع من جديد بولاية ثالثة اويبقى الوضع عليه الى ما شاء الله ويدخل العراق في نفق مظلم فلا يمكن تشكيل الحكومة بحجة عدم حصول التوافقات وفي نفس الوقت فان الحكومة الحالية اثبتت فشلها طيلة ثمان سنوات فكيف يمكن لها ان تنجح في فراغ دستوري وحتى لو فرضنا ان التيار الصدري رضي بان يكون كما يقولون في خانة المعارضة في البرلمان فان ذلك لايسمح له على الرغم من عدم وجود معارضة حقيقية بل يفرض عليه ان يتجرع السم من جديد ويقبل برجوع الطاغية ليعيش العراق من جديد اربع سنوات جديدة من الحرمان والفساد والقتل والتشريد والسرفة هتك الحرمات وانا لله وانا اليه راجعون .