23 ديسمبر، 2024 4:04 م

الصدريون الصوت الوطني الرافض للظلم

الصدريون الصوت الوطني الرافض للظلم

امواج بشرية هادرة بصوت الحق مرددة عبارات الرفض لكل مظاهر الظلم، مواكب لها بداية وليس لها نهاية، موقف يجعلك تشعر بالرهبة والخشوع، ففي زمن يتصارع الجميع على المكاسب من خلال تأجيج الوضع الداخلي واستخدام شعارات الفتنة.  وقد شاهدنا جميعاً التظاهرات والتظاهرات المضادة والتي كانت اغلبها ذات طابع سياسي طائفي بعيدة عن هموم الوطن ومعاناة الشعب، فينبري الصدريون ويكسروا هذه القاعدة وينطلق صوتهم كما عهدناه معبراً عن الوجه الحضاري للتظاهر مبتعداً عن الاطر الجغرافية والفوارق العرقية والدينية والمذهبية ويكون صوتاً مدافعاً عن كل المظلومين في العالم لان الانسانية هي العنوان العام الذي يجمع البشرية، ومع خيوط الفجر الاولى في ذلك الصباح العراقي امتزجت اصوات الكائنات التي تسبح لربها مع دعوات الامهات لأولادهن الذين شدوا الرحال محملين بشغف الولاء والمحبة لآل الصدر وملبين دعوة قائدهم لنصرة المظلومين، استيقضت مدينة الكوت هذه المرة على صدى وقع اقدام الصدريين الذين أمضوا ليلتهم على أديم هذه المدينة وبين أهلها الذين لايختلفون عن باقي مدن وطننا الحبيب من حيث اكرام الضيف والحفاوة وحُسن الاستقبال فأكسبوها حلة زاهية وجعلوا  ليلتها هذه مختلفة عن مثيلاتها حيث عاشت هذه المدينة أجواءاً لاتستطيع هذه السطور البسيطة ان تصفها، لقد رسم الصدريون هناك لوحة الرفض لكل مظاهر الظلم في العالم، وكشفوا عن وجهه القبيح المتمثل بحكام السوء الذين يجعلون من معاناة الانسان وهمومه ومواجعه جسوراً يصلون بها الى مدن أحلامهم التي باتت تشيد على انقاض المظلومين، فقد ضمت التظاهرة مزيجاً من كافة شرائح المجتمع تساوى فيها الجميع برفضهم للظلم،  شباب بعمر الورود ينبضون بالعطاء ويرددون اهازيج الرفض تارة وتارة اخرى ينشدون حباً للعراق ، شيوخ انحنت ظهورهم من ثقل مواجع الزمن وظلم الحكام الذين لم ينصفوهم بتوزيعهم بين خنادق الحروب وظلام الزنازين، ولقد حيرني هذا العشق والولاء للعائلة الصدرية المجاهدة والذي لم اجد له سبباً سوى وعد الله للمخلصين من عباده ( ولينصرن الله من ينصره)  فكما كان ولاء آل الصدر واخلاصهم لله الواحد الاحد كان ذلك سبباً لجعل المحبة والطاعة لهم في نفوس خلقه، فالولاء الحقيقي لايرتبط بنظرية الربح والخسارة والكسب المادي والحصول على الامتيازات كما هو واضح  في الولاء للحاكم او السلطة، بل هو الطاعة والارتباط العقائدي والروحي والمصيري بالقائد وهذا مايميز التيارالصدري عن غيره، لقد حملت هذه التظاهرة رسائل عديدة ومهمة اولها ان التيار الصدري لازال قوة وطنية وشعبية تستطيع في اي لحظة ان تقف بوجه مظاهر الظلم والاستبداد، والرسالة الاخرى هي رد عملي على كل المشككين بشعبية هذا التيار ومدى طاعته لقيادته، والكل يعلم انه من الصعب ان تقوم اي جهة مهما كانت تملك من امكانيات حكومية وحنكة سياسية بتحشيد الجماهير بالطريقة التي حشد فيها التيار الصدري جماهيره لسبب بسيط هو عدم امتلاك تلك الجهات للولاء الحقيقي في قلوب جماهيرها، تظاهرة الصدريين كانت صرخة حق بوجه الظلم، وفرصة لتجديد العهد لزعيم المقاومة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله)، الا ان اللافت للنظر غياب الكثير من القنوات الفضائية والمؤسسات الاعلامية التي اثبتت انحيازها وتنفيذها لأجندة السلطة واصحاب المال واثبتت بالدليل الملموس ان شعارات المهنية والحيادية التي ترفعها ليست سوى نكتة سمجة، وسواء نقلها الاعلام ام لم ينقلها فان ذلك لن يغير من الحقيقة شيئاً، وهي ان الصدريين رقم كبير في الخارطة السياسية والشعبية وهو اصحاب القول الفصل في كل الامور المصيرية والمهمة.