أبصرها عن بعد….
فأناشد خوفها
عبر هذا المدى …
والصدى المستفيق
أمراة تبكي …
بحرقة حزن عتيق
…..
اطفالها يصرخون من الجوع
وهي من جزع تستغيث
بأوجاعها
وتنأى بأحزانها حين ترقى السطوع
….
هكذا كنت ابصرها …
ومازلت ارقى بها . …
وارقبها….فأنأى اليها ….
كلما تهت اوجعت اوهمت
فمازلت فيها …هناك
ادور درابينها عطفة عطفة….
ودكاكينها …واكتضاضات اسواقها …
ومقاهيها…البيوت القديمة فيها …
و ما زلت اسير مداخلها ….
محافلها واصطراخاتها……
الشناشيل القديمة….
نخرتها ارضة الزمن المر
والطيور عشعشت في ((الروازين))….
…..
وامرأة الروح ….طفلة البوح تتجلى هنا
قرب سطوح المنازل اوسطوع الرغبات الجميلة
في جامع ….((صدرالدين))…((سراج الدين ))….
و((محمد الألفي)) و…((الحسينيات ))….
….الجدران المسكونة باللوعة
وعلاوي الحبوب…فوضى التواصل…
واحلم ان اراها ثانية ….
ثابتة مثل ((سدتها …))
((والنبق ))..يساقط بين زقزقة العصافير
((وألطويرنية )) و((والفاختتات))…
ونداءات الأطفال ورياح بغداد القديمة
….
اراها هنا في ثنايا المدن الغريبة
تدور بمحنتها ….
((والطنطل …)) يقبع بسردابها
واشباح الخوف تراود اطفالها
وبنات الطرف .المسكون..
يداعبن القلق المعصوب
والعجائز تحكي عجائب رعبه
….وكوابيس غربتها وانفجارات اسواقها
الممفخخات التي طالت شوارعها ….
وهزت عوالمها……
آه….هكذا كنت ابصرها
ذاكرة حبلى ….ومداخل اولى…
وكوابيس سوداء وأحلام يقضة
تتقادم في نومة عابسة….
……
هكذا كنت ………
ومازلت عن بعد ((أنطرها))…..
…….
………….
*الصدرية حي شعبي من أحياء بغداد